العمل في تزيين الحفلات وتنسيقها

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركته لدي سؤال عن عملي. لقد فتحت شركة لتزيين الحفلات وأنا أعمل بها منذ سنة. أي أني أزيّن حفلات أعياد ميلاد، خطوبة عرس وغيرها من الحفلات. في بعض الأحيان أزين حفلات المسيحيين من أعراس في كنيسة أو حفلة عمادة وغيرها من مناسبتهم، في بعض الأحيان يوجد خمر ومحرمات أخرى في حفلاتهم. أريد أن أعرف هل ينالني إثم من هذا العمل؟ لأن الحفلات سواء حفلات المسلمين أم المسيح يكون فيها أغاني واختلاط بين الرجال والنساء والخ، مع العلم أنّ عملي ينتهي قبل أن تبدأ الحفلة لأنه أزين المكان ثم أذهب ولا أحضر شيء ممّا ذكر من موسيقى واختلاط. أشعر بعدم الارتياح وتأنيب الضمير لأني دفعت مبالغ هائلة لتنجح هذه الشركة ولكن أذا كان فيها إثم علي فلا أريد أن أكمل في هذا المجال. أنا أعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه لهذا أتمنى منكم النصح في هذه المسألة. شكراً

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

الأصل في هذا العمل في مجال تزيين الحفلات وتنسيقها أنه مباح ما لم يشتمل على المحرمات، كالاختلاط، والرقص، والمجون، وشرب الخمور، كذلك إذا اشتمل على المحظورات في عقيدتنا نحن المسلمين، كالاحتفالات الخاصة بالنصارى ونحو ذلك فإنه يحرم حينئذ. ولا يعذرك أمام الله أنك لا تحضرين هذه الحفلات، فأنت بعملك هذا كنت عوناً لهم على إقامة هذه الحفلة التي فيها محرمات. قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:2].

والإشكالية أن بلاد الغرب تكثر فيها الحفلات الخارجة عن تعاليم الإسلام، خاصة لغير المسلمين، فسيكون عملك المنضبط بتعاليم الإسلام قليلا؛ لأنه غالباً ما سيكون يستهدف فئة محدودة وهي الجالية المسلمة والعوائل التي تلتزم بتعاليم الإسلام وأحكامه.

أما الاحتفالات الاجتماعية للمسلمين والمناسبات المتنوعة كحفلات الأعراس والخطوبة وذكرى أيام الميلاد ونحو ذلك فإن خلت من هذه المحاذير الشرعية المذكورة سابقا فالعمل في ذلك مباح لا حرج فيه، أما احتفالات غير المسلمين فالغالب فيها أنها محرمة لأنها تحتوي على المحرمات غالباً.

علما أن الحرمة تكون أعظم إذا كانت المحرمات من الكبائر كشرب الخمور والعياذ بالله تعالى، كذلك الشعائر التي تخالف عقيدة الإسلام.

فإن كنت مضطرة لهذا العمل فيمكن تخصيصه بالأشياء المباحة، أو البحث عن بديل يكون جائزاً مباحا. نسأل الله لك التوفيق والسداد وأن ييسر لك أبواب الرزق الحلال.


التعليقات