أفكار وسواسية شديدة

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعلم أنني أكثرت من الأسئلة المتعلقة بالوسوسة، لكنني في حاجة لمن يستمع لما لدي من أفكار تراودني وتجعلني أعتقد نفسي كافرا. فإصبروا معي جزاكم الله خيرا، وتعمقو في حالتي هاته التي أعتقد كونها مختلفة عن جميع الحالات المصابة بالوسواس التي قرأت عنها. فقد اكتشفت حديثا أن تارك الصلاة كان محل خلاف بين أهل العلم في قضائه لما فات من صلوات، فهناك من قال أنه كفر وعليه لا يلزمه القضاء، وهناك من قال أنه يلزمه تعويض ما فات من صلوات لأنها تبقى في ذمته حتى يوم القيامة. بحكم أنني حديث التوبة النصوح والصادقة الى الله تعالى، وبمواظبتي على جميع الصلوات في أوقاتها بدون استثناء، تذكرت موضوع القضاء بعد الترك، فبحثت، واحترت قليلا حول قضائها تبعا لخلاف أهل العلم، فتذكرت أنني ارتددت عن دين الإسلام -والعياذ بالله- قبل توبتي، حيث كنت مستهزئا بالدين قائلا لكلام يتعاظم علي نطقه الأن بعد الهداية من رب العزة، أحمده وأشكره. فقلت أن من ارتد عن دين الإسلام -أسأل لي ولكم العافية من الله عز وجل- قد حبطت أعماله ولا يلزمه إذن قضاء ما فات وما ترك وأن توبته من الردة تجب كل شيء. هنا بدأت الأفكار تتسلط علي أثناء صلاتي، وتقول لي أنني اتخذت الردة عذرا حتى لا أقضي ما فاتني والعياذ بالله، وأنني راض بكفري السابق -أستغفر الله- وأنني فرح به -أكتب هذا وأنا أشمئز- فلم أكترث وحاربتها، لكن لم أرتح، وبدأت أتذكر ما قمت به من إستهزاء بالدين سابقا وأنا نافر من ذلك حتى أتأكد أني ارتددت بالفعل قبل التوبة، فجائني صوت قائل أنني عمدت تذكر كل ذلك رغبة فيه وتهربا من قضاء الصلوات الفائتة، فلم أكترث ثانية وصليت ولا زلت غير مرتاح، فبحثت في موضوع قضاء المرتد لما فات، واكتشفت أنه يقضي ما فاته (قبل ردته) وليس أثنائها فعزمت على قضاء ما فاتني من صلوات والله عليم بما في صدري، إلا أنني وفي صدد كتابة هاته السطور لا زلت مقبوض الصدر، أصوات تخبرني أنني كافر أرضى بالكفر وأنخذه عذرا للتهرب من قضاء الصلاة الفائتة، وأنه وجب علي التوبة فورا وأنني يأست من رحمة الله تعالى. لا أعلم هل أنا مسلم الأن؟ هل صلاة العشاء التي أنهيتها لتوي مقبولة؟ هل أنا من أهل النار؟ هل أتوب؟ أم أن هاته مجرد وسواس وأنا على ديني؟ وإن لم أتب وكنت بالفعل كافرا راضيا بالكفر وتوفيت على هذا الحال؟ حتى عندما أردت أن أرسل فتوى أستفسر فيها وقلت أنني في حاجة لمن يفتيني غلب على ظني أنني أشركت من خلال هذا الكلام. كل هذا لا زلت أحاربه الأن وأنا غير مرتاح.سأتحرى  صلواتي وصيامي قبل الردة وسأقضيهما، أحب ربي ورسولي حبا لا يوصف، ولكن قلبي يخبرني أنني كافر. ما رأيكم في حالتي؟ وقبل أن تخبروني أنني في حاجة لطبيب نفسي فإنني لا أستطيع أن أخبر أهلي بما يحصل معي، فأنا لا أبدي لهم معاناتي مع الوسواس، ولا زلت أعمل على محاربته وحيدا. أيا كنت يا من تقرأ هذه الاستشارة، لا تتجاهلها، ولا تقل لي أنني علي الذهاب لطبيب أو عدم الإكتراث لها، فأنا لا أستطيع وهي تراودني على الدوام، لكن سأحاربها بذكر الله منتظرا إجابتكم. جزاكم الله خيرا.

الاجابة

اعقد قلبك على الإيمان بالله تعالى، ولا يضرّك التردد الحاصل في بعض هذه المسائل التي تتشكك فيها.

وألزم نفسك عبادة الله لتعرف من نفسك الانقياد والطاعة والالتزام، فهذا الذي يجعلك توقن بصدق توبتك إلى الله تعالى.

والقول بعدم وجوب القضاء لأن تارك الصلاة مرتد قول ضعيف في الفقه، ولا ينبغي أن يأخذ به الإنسان في هذه الحالة.

 

والله أعلم.


التعليقات