التعامل مع الكفار.

نص الاستشارة :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته عندي تساؤل بخصوص قصة السيدة زينب ابنة الرسول عليه الصلاة و السلام وزوجها ابن خالتها أبي العاص بن ربيع قبل إسلامه. فمن خلال القراءة للقصة يلاحظ الانسان مدى حب السيدة زينب لزوجها و وودها له على الرغم من عدم اسلامه و محاربته لأبيها و دليل الود الذي تكنه له هو انه عندما وقع في الأسر في يد والدها، افتدته هي بعقد امها كفدية له حتى يتحرر من الأسر بل وظلت تسأل عن أخباره و حاله. واليوم كنت استمع لسورة الممتحنة بتمعن و لفت انتباهي الآية الأولى منها 1. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيل فالله تعالى في هذه الآية يحذرنا من موالاتنا بل و حتى اظهار الود اوحتى اسراره او اخفائه للكفار الذين يحاربوننا في الدين لأن الله يطلع على قلوبنا. ولكن عندما تذكرت قصة زينب وودها للزوجها عندما كان كافرا وقعت في حيرة بالنسبة للتعامل مع الكفار. طبعا انا الحمد لله ايماني قوي وأحاول ان اطيع الله بما يأمرنا به في قرآنه الكريم. لذلك اريد اعرف كيف يجب ان نتعامل مع الكفار المواليين لاسرائيل مثلا. فأنا اعيش في بلد اجنبي و لي صديق عزيز و اوده جدا ولكنه للأسف مسيحي و موالي جدا لدولة و جيش اسرائيل ماديا و معنويا (مع الأخذ بعين الاعتبار ان اسرائيل حاربت المسلمين في فلسطين و طردتهم من ديارهم) ولا أعرف الآن ان كان يجب ان اقطع علاقتي مع هذا الشخص بل وان اجبر نفسي و احاول ان اكرهه و اقتل الود الذي في قلبي تجاه هذا الإنسان لأن الله يعلم ما في قلوبنا. وخاصة ان عاقبة الود حسب الآية الكريمة ليس امرا هينا بحسب قولى تعالى (فقد ضل سواء السبيل) جزاكم الله خيرا على الاجابة

الاجابة

الموالاة للكافرين محرّمة تؤدّي إلى الكفر والعياذ بالله تعالى

والمقصود بالموالاة المحبّة القلبيّة، فإذا انضمّ إليها الرضا بما هم عليه من الكفر فذلك يكون كفرًا، نسأل الله السلامة منه.

ومن أبرز ما ينبغي أن يضعه المتعامل مع الكافرين أمام عينيه الآية التفصيلية لما أجملته غيرها من الآيات وهي قوله تعالى:(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(9)، وفي هذه الآيات دلالة واضحة على جواز التعامل بالبرّ والمعروف مع من لم يقاتلنا ولم يحاربنا، والنهي عن التعامل بالبرّ والمعروف مع من قاتلنا أو أخرجنا من ديارنا.

والذي يدعم المحتلّ الصهيونيّ لأراضي المسلمين ويهجّرهم منها ويقاتلهم في دينهم لا ينبغي أن نودّه ولا أن نتعامل معه بالبرّ، بل ينهانا الله عن معاملته بالبرّ والمعروف.

فإن رأيت أن صاحبك يمكن أن يتأثر بك فيدع ما هو عليه من عداء الإسلام وعملت لذلك في علاقتك به فلا بأس باستمرار العلاقة رغبة في هدايته، أمّا العلاقة التي تكون للمصلحة الدنيوية فقط فلا تجوز مع من يدعم الكيان الصهيوني الغاصب.

وأمّا موقف السيدة زينب من المشركين فكان بحكم العلاقة الزوجية ووجوب برّ الزوجة بزوجها، ورجاء إيمانه، ولم يكن فيه ولاء؛ بل هو علاقة بشرية طبيعية مع شيء من الإحسان رجاء الهداية، وقيل إنه قبل نزول آيات قطع الولاء التامّة.

والله أعلم.


التعليقات