تكليف الخلق بما يعسُر عليهم

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أفيدونا في هذه المسألة أكرمكم الله.

الله تعالى حرّم الشذوذ الجنسي، وهذا الفعل من المنكرات كما نعلم وثبت ذلك. السؤال هل يُتصور أنّه من الممكن أن يخلق الله تعالى في الإنسان جين أو هرمون يؤدي به لهذا الفعل على محض اختبار للشخص؟ تصوري أن هذا غير ممكن ولا يصدر من الله تعالى، لأن الله حرّم هذا الأمر، ولا يصح أن يخلق في الإنسان ما يدفعه لهذا الفعل وأنّه في النهاية سيعاقبه عليه، سيما إن كان من الصعب التحكم به كجين أو هرمون، ولو فعل، فهذا لا يكون عدلاً.

والبعض يقولون إن هذا ممكن (أن يخلق جينا أو هرمونا يكون مسببا لهذا العفل) ويضعه فيه على سبيل الاختبار هل سيسلك هذا الطريق أم يتجنب هذا الفعل. فما رأيكم أفيدونا بارك الله فيكم

الاجابة

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته 

ما ذكرته ابتداء هو الصحيح 

فلا يمكن أن يركب الله تعالى في الانسان ما يدفعه الى الحرام بأصل خلقته 

ولكن يمكن أن نقول إنها وساوس شياطين الانس و الجن التي تزين المعصية 

وفي سبيل ترويجها و إقناع الشاذين بذلك يقولون لهم إن هذا مركب جيني و هذا كذب 

إنما هو انتكاس الفطرة و انحراف النفس بدافع الشهوة والعياذ بالله تعالى 

ويدل على ذلك أن عقوبة اللواط و السحاق أشد من عقوبة الزنا أو مشابهة على بعض الأقوال فهذه جريمة في حكم الشرع و تلك جريمة 

وميلُ الإنسان إلى بعض الشهوات اتباعا لهوى نفسه أو لشيطانه هو من نوع الابتلاء والاختبار في هذه الحياة الدنيا، فعليه الصبر عن المعاصي وحبس نفسه عنها، والمجاهدة في إلزام نفسه سبيل الهدى والطاعة، وعدم التعلل أو التعذر بما ذُكر في السؤال. والله أعلم.


التعليقات