هل هذا قطع للرحم أم لا؟

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اريد ان اسأل انا فتاة تبلغ من العمر 17 عاما وانا الاصغر من اخوتي وليس لدينا اخوه كنا نصل رحمنا ولكن بعد فترة حصل خلاف شديد مع أعمامي وأبي لدرجة أن أبي قطع الصلة ولكن بعد ان جدتي مرضت اصبحنا نزورها في المستشفى والتقينا ببعض من اعمامنا، وأبي كان يتكلم معهم وحتى يوم وفاتها الله يرحمها زرناهم في العزاء وتحدثنا مع بعضنا، ولكن بعد وفاة جدتي حصلت مشكلة مع الورثة، فقالوا لابي: ان اخذت المال نحن لا نعرفك ولا تأتي الينا فأصبح ابي يرفض الذهاب اليهم وامي كذلك (ابي اخذ المال لأننا كنا نحتاجه)، ولا أستطيع الذهاب بنفسي لبعد المسافة ولرفض والداي واخوتي ايضا ولكن اصبحت اتكلم مع بعض من بنات اعمامي عبر الانترنت، (بالكتابة والمراسلة) وأوصل السلام لهم واسألهم عن احوالهم مع العلم انني فقط اتواصل مع بعض من بنات اعمامي، ولا أعرف كيف أتواصل مع البقية فهل تعد تلك صلة للرحم لأنني خائفة أن لا أدخل الجنة ولا يقبل لي عمل. وشكرا. وخالاتي في بلد آخر فأرسل لهم سلامي، وأسألهم عن أحوالهم (مع العلم أن خالاتي لا يستطيعون الاتصال إلا بين كل فترة وفترة)

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الوسائل الحديثة في التواصل تحصل بها صلة الرحم من السلام عليهم والاطمئنان على أحوالهم، والأفضل من ذلك زيارتهم، وفيها يخص هذه المشكلة فهي من الأساس بين والدك وأعمامك، وعليك نصحه بالحسنى، وإن كان ما أخذه من مال إرث ليس من نصيبه، فاطلبوا منه أن يرد الأموال لأصحابها.

وإن كان ما ذكرتِه هو الذي تقدرين عليه من صلتك للرحم فلا حرج عليك، ولك الأجر إن شاء الله بصلتهم.

والحديث الذي أشرت إليه رواه البخاري ومسلم، عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ».

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: (لا يدخل الجنة قاطع) هذا الحديث يتأول تأويلين سبقا في نظائره في كتاب الإيمان أحدهما: حمله على من يستحل القطيعة بلا سبب ولا شبهة مع علمه بتحريمها فهذا كافر يخلد في النار ولا يدخل الجنة أبداً، والثاني: معناه ولا يدخلها في أول الأمر مع السابقين بل يعاقب بتأخره القدر الذي يريده الله تعالى.


التعليقات