ملك اليمين

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 قرأت تفسير آية [والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم ] وقرأت قصة سبايا اوطاس ... وحاولت ان اتفهم الامر واقول انه كما قرأت هذا رحمة بها لانقطاع صلتها بديارها، ثم ... الحديث ... عن ابن محيريز أنه قال دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد الخدري فسأله أبو صرمة فقال يا أبا سعيد هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر العزل فقال نعم غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بني المصطلق فسبينا كرائم العرب فطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء فأردنا أن نستمتع ونعزل. فقلنا : نفعل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا لا نسأله؟ فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لا عليكم أن لا تفعلوا ، ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون". هل ما فهمته صحيح ؟ ... هل هناك اي احتمال ولو ضئيل بأن تكون هذه الاحاديث مكذوبة سواء هذا الحديث او الحديث عن سبايا اوطاس ؟... هل يأثم من ينكر هذه الاحاديث ؟ اتمنى ان تستفيضوا في اجاباتكم معي 

الاجابة

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته 

الحديث صحيح رواه مسلم لكن يجب أن نفهم الأمور بالرجوع الى أهل العلم و بعد معرفة ظاهرة الرق في ذلك الزمان و كيف عالجها الاسلام 

الفداء هو مفاداة الأسرى و هذا أحد الخيارات المشروعة في التعامل مع الأسرى 

والتسري بالاماء إنما هو فرع عن الرق وليس لأحد أن يضرب الرق على الأسيرات الا الامام أو الحاكم وفي حال وجود النبي صلى الله عليه و سلم فالأمر له و لذلك كان يندب في كثير من الحالات الى المن أو الفداء وفي كل حال فالنبي أو الحاكم من بعده يقدر المصلحة 

وقضية التسري ليست غريبة في ذلك الزمان و هي فرع عن ظاهرة الرق 

وقد كان الرق منتشرا و لم يكن من السهل الغاؤه فورا 

فعالجه الاسلام بالتدرج و لذلك فتح الاسلام خمسة عشر بابا لتحرير الرقيق و لم يترك الا بابا واحدا للاسترقاق و هو أحد الخيارات في التعامل مع الأسرى ولا بد أن تقدر فيه المصلحة 

فاذا كان الأعداء يسترقون أسرانا فمن حقنا أن نسترق أسراهم وقد تكون هناك خيارات أخرى يقدرها الامام فيها مصلحة أكبر 

ومع ذلك فإن ضرب الرق لا يعني إهانة الانسان بل ان الاسلام أوجب احترام إنسانية العبيد و الاماء و دعا الى الاحسان اليهم و شجع على تحريرهم 

المهم أن بعض الصحابة رضي الله عنهم اجتمعت لهم رغبتان فهم يريدون الفداء وهذا مشروع من حيث المبدأ ، ولكن يشتهون قضاء الوطر لبعدهم عن أهلهم بالتسري بالاماء وهو مشروع في ذلك الزمان من حيث المبدأ وفق شروط معينة وبعد أن يفرض الامام الرق على أسرى العدو ويملك الأمة لشخص بعينه، ولكن التسري بالاماء يجعلها أمهات أولاد وهذه حالة من حالات الاماء وهذا مقدمة لتحريرها أي أن تصبح حرة ولا يستطيعون بيعها بعد ذلك فخطرت لهم فكرة العزل حتى لا يكون حمل فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن ما قدر الله له أن يكون سيكون ، و لذلك اختلف أهل العلم في حكم العزل ، و ليس هنا محله 

وعلى كل حال فإن أحكام الرقيق متوقفة الآن لأن العالم تواضع على إنهاء الرقيق و نحن أولى بذلك لأن الاسلام سبق الى تحرير العبيد كما ذكرنا بل عرفت في أيام الدولة العثمانية اتفاقيات مع الغرب على منع الاسترقاق فلا يجوز العودة الى نظام الرق الآن ولا إلى التسري من باب أولى، و الله أعلم 


التعليقات