الوضوء قبل الخروج من المنزل

نص الاستشارة :

السلام عليكم، أريد رأيكم في هذا الأمر جزاكم الله خيرا، زوجة تدعو زوجها للوضوء والصلاة قبل الخروج من البيت لكنه يرفض ذلك بحجة أنه عند وصوله للعمل سيفعل ذلك، حيث يكرر هذا يوميا. وأنا كزوجة أخشى عليه اذ يستحب أن يتوضأ الإنسان قبل الخروج من البيت ليحفظ به نفسه، لكنه يرفض ويقول: أني أصيبه بهذا الكلام بالوسواس القهري فما رأيكم؟.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

للوضوء فضيلة وأجر كبير، فقد ورد عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فدعا بلالا، فقال: «يا بلال بم سبقتني إلى الجنة؟ إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي» . فقال بلال: يا رسول الله، ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدث قط إلا توضأت عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بهذا» [رواه أحمد والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين].

ففي الحديث استحباب إدامة الطهارة، ومناسبة المجازاة على ذلك بدخول الجنة، لأن من لازم الدوام على الطهارة أن يبيت المرء طاهرا، ومن بات طاهرا عرجت روحه فسجدت تحت العرش، كما رواه البيهقي في الشعب، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.

قال الحافظ العراقي: فيه استحباب دوام الطهارة، وأنه يستحب الوضوء عقب الحدث، وإن لم يكن وقت صلاة ولم يرد الصلاة، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم (ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) [رواه مالك في الموطأ وابن ماجه]، فالظاهر أن المراد منه دوام الوضوء لا الوضوء الواجب فقط عند الصلاة.

فمن استطاع أن يحافظ على هذه الفضيلة فهذا أفضل بلا شك، ولو تركها فلا حرج وليس بالضرورة أن يؤدي ذلك إلى الوسوسة، المهم أنه لا يجبر أو يلزم على فعل الفضيلة إذا لم يرد هو ذلك ، و ينصح أن يحصن نفسه بأذكار الصباح و المساء وأذكار الدخول و الخروج فهذا يكفيه إن شاء الله تعالى. والله أعلم.


التعليقات