التدخل السلبي لأهل زوجتي وطلب بدل رسوم الدراسة

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، والد و والدة زوجتي يمارسون ضغط رهيب عليها ويشتكونها لمعظم أفراد عائلتها حتى أصبحت على مشارف المرض النفسي لأنها تحس بتأنيب الضمير ويطالبونها بالعمل وهي على ذمتي كي ترد جميل مصاريف دراستها الجامعية بل وأخذوا منها وعدا برد هذه المصاريف قبل عقد قراننا دون علمي ودون إخباري أو اشتراط هذا الأمر عند عقد القران.

بالإضافة إلى أنني اشترطت على زوجتي قبل الزواج أنني غير مسؤول عن مصاريفها الجامعية بعد الزواج وحتى أمها ذكرت مبلغ المصاريف الجامعية التي صرفوها على ابنتهم أثناء الإتفاق على واجبات كل طرف لمراسيم الزواج وذلك لكي ترفع من مبلغ الصداق المدفوع وأنا وافقت على هذا الصداق على أساس تكفلهم بالمصاريف الجامعية.

وبعد عقد القران و بينما تركت زوجتي عند والديها لحين استكمال الأوراق الإدارية لتلحق بي في بلاد المهجر وأنا أتكفل بكافة مصاريفي كزوج، أصبحت أمها تطلب منها وتظغط عليها وتحرجها حتى أصيبت بانهيار عصبي عدة مرات لكي تتكلم معي لكي أدفع ما تبقى من مصاريف دراستها وأنا رفضت بناءا على اتفاقي مع البنت وعلى ما قالته الأم عند طلب مبلغ معين للصداق، حيث تعرضت زوجتي للتعنيف والصفع والضرب من طرف أمها كي تضغط عليها لإقناعي وتعرضها للإحراج دون الاكتراث لمشاعر ابنتها أمامي

علما أن الأم أو أي أحد من أهلها لم يتجرأ على مواجهتي مباشرة بعد الزواج بخصوص المصاريف الجامعية لأنني كنت واضح معهم منذ البداية وأنا صبرت على كل هذا لحين استكمال الأوراق الإدارية خوفا من أن يضغطوا على ابنتهم كي تطلب الطلاق حيث أنني كنت في بلاد بعيدة ولا أستطيع التنقل باستمرار.

والآن والحمد لله زوجتي معي في بلاد المهجر وأنا لا أكترث بتاتا لضغط أهلها ولكن المشكلة أن ضغط والديها المستمر والمتواصل وحتى من بعض أفراد عائلتها بخصوص وجوب أن تعمل لرد الجميل لوالديها مستعملين أداة رضا الوالدين و حديث الرسول (أمك ثم أمك ثم أمك لكي تطيع أمها و تعصاني) وهذا يؤثر كثيرا كثيرا على الحالة النفسية لزوجتي وبالتالي هذا يؤثر على تصرفاتها ونشاطها معي في بيت الزوجية

خصوصا أنني منعت على زوجتي العمل بشكل رسمي بحكم أنني قادر على أن أصرف عليها وعلى بيتي وآخذها معي إلى مكتبي كمتدربة دون راتب لكي تتغلب على الوحدة والغربة في بلاد المهجر حيث أصبح هناك تقصير في حياتنا الزوجية نتيجة شتات تفكير زوجتي باستمرار

والمصيبة الكبرى أن زوجتي أصبحت حامل و هذه الضغوطات من طرف أهلها والحالة النفسية تؤثر على الجنين بطبيعة الحال سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وهذا أمر لا يمكنني أن أصبر عليه أو أن أتقبله و يمثل خط أحمر بالنسبة لي.

يجب على أهلها أن يفهموا أن ابنتهم أصبحت لها حياة مستقلة بعد زواجها وأنه هناك حدود وجب عليهم عدم تخطيها وأن طاعتي أصبحت أوجب على زوجتي من طاعة والديها بعد الزواج..

وأنه لا يحق لهم أن يأخذوا عهدا من ابنتهم بإرجاع مصاريف الدراسة قبل الزواج دون إخباري أو اشتراط هذا الأمر عند عقد الزواج و يجب على الأم أن تعرف أنه عليها أن تتجنب إحراج ابنتها أمامي بتصرفاتها الغير المسؤولة خصوصا أن أمها تحب المال بطريقة غير طبيعية وأنه لي الحق أن أبعدهم وأن أصدهم قدر الإمكان لدفع ضررهم البالغ بزوجتي و الجنين. أعتذر عن الإطالة. شكرا .

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فيما يخص الإشكالات بين زوجتك وأهلها فإن استطعت أن تتدخل وتتواصل مع أهل زوجتك لحلِّ الأمر بالحسنى وبطريقة إيجابية قدر الإمكان فافعل فالبنت في كثير من الأحيان لا تستطيع مواجهة أهلها. وعليك أن تتذكر أن دراستها التي حصلتها أمر مفيد لك ولأسرتك في المستقبل في تعليم الأولاد، بالإضافة إلى أنها قد تحتاج هذه الشهادة في يوم من الأيام، فإن استطعت أن تتعاون معهم ببعض المصاريف التي تحملوها فذلك خير وأقرب لرأب الصدع بينك وبينهم ولن يذهب عملك سدى عند الله، وإن لم تفعل فلا حرج عليك، و خصوصا أنهم رفعوا المهر مقابل كونها درست وحصلت الشهادة، ولست معنيا بما يدعي الأهل من اتفاق بينهم و بين بنتهم ، وأستغرب أن يدرس الأهل بنتهم ثم يشترطون عليها سداد ما أنفقوا عليها مع أنهم لم يكونوا مكلفين أن يتحملوا مالا يستطيعون ، و كونهم تحملوا فعلا فهذا يعني أنهم كانوا قادرين على ذلك، و الأصل في هذا التبرع، بل ربما صار جزءا من النفقة المتعارفة اليوم عند الاستطاعة ، و ليس من المروءة أن يطالبوا به بنتهم وخصوصا بعد الزواج ، وعلى كل حال فإن اتفاقها مع أهلها ووعدها لهم بسداد رسوم الدراسة لا يعني الزوج و لا يلزمه ، و لا يلزمه أن يسمح لها بالعمل لأنها صارت مرتهنة لبيت الزوجية ، و إن تيسر لها في المستقبل و عملت أو ملكت مالا بطريقة أو أخرى أو بقي معها من مهرها شيء فيمكنها عند ذلك أن تسدد ما التزمت به لأهلها، أما بخلاف ذلك فلا يلزمها ما لم تملك و لا ينبغي أن يكون هذا مؤثرا على سلامة حياتها الزوجية. والله أعلم.


التعليقات