الأب الظالم

نص الاستشارة :

أنا فتاة عندما ولدت تركتني امي بعد طلاقها عند والدي و تزوجت في مدينة بعيدة و عشت مع جدتي و عمتي، عانيت المر، طفولتني كانت كارثة خاصة بعد زواج عمتي و مغادرتها فهي الوحيدة التي كانت تعطف علي , والدي رجل سكير كان يعذبني بالحرق و لا زالت الندوب بارزة و اظنه كان ... وكان يقول للناس انني خادمة و مرة يقول انني ابنت عاهرة و اعتذر لكم على هذه الكلمة و يسبني باقدح الاوصاف وو الكلمات و كان دائما يأمرني بمغادرة البيت و كم مرة بت خارج البيت امام الباب في الليالي الباردة و انا عمري 11 سنة لم يكن يصرف علي اطلاقا، كنت ارتدي زيا واحدا باليا طوال السنة و اذهب بنعال بلاستيكي للمدرسة بالرغم من انه ميسور و له مقاولة تدر عليه الربح الكثير لكن امواله كانت تذهب في الخمر و النساء , اليوم كبرت و تزوجت و الحمد لله اكرمني لله بزوج  يحسن الي و يكرمني و بالرغم من تحسن حالي لا زلت اعاني نفسيا و اعاني من الثاثاة و لا استطيع ان اذهب للسوق او الاعتماد على نفسي من شر ما لقيته من والدي و اهانته لي الدائمة .

سؤالي الان هل انا آثم لما في قلبي من كره و بغض له؟ انا لا اكره احدا بقدر ما اكرهه هو و لن اكره،

و هل يجب علي زيارته و التعامل معه بحب بالرغم من انني لا استطيع ابدا لا قلبي و لا حركاتي و لا لساني يطاوعني ؟ انا اشعر ان اكبر احسان اقدمه له هو ان اهجره و لا اعود اليه و لا انتقم منه جراء ما فعل لي مع قدرتي على الانتقام منه

و لماذا يامرنا الله بطاعة الوالدين بالرغم من ان بعضهم يسيئون لابنائهم هل فقط لانهم اتوا بنا لهذه الحياة ؟ 

الاجابة

لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم 

إنا لله و إنا إليه راجعون 

أسأل الله تعالى ألا يضيع لك أجرا و لا صبرا 

أختنا الكريمة الصابرة احتسبي ما أصابك عند الله تعالى 

واعلمي أن هذا الذي ذكرتيه هو حالة نادرة و شاذة ولا يقاس عليها 

لقد شرع الله تعالى هذا الرباط العائلي ليحفظ الأسرة و يحفظ المجتمعات و يقوم الناس بشؤون بعضهم صغارا و كبارا ، فالأب يعطف على أبنائه حتى يكبروا ثم هم يعطفون على آبائهم حتى يرحلوا 

إن كان الأمر كما تقولين فكلماتي عاجزة عن الفتوى وخصوصا أنك قد ظلمت ، و الله تعالى يقول :(لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم) 

لكني أنصحك نصيحة لعل الله تعالى ينفعك بها كما كتب لك الأجر بصبرك و عوضك زوجا و بيتا خيرا من بيت أبيك الذي وصفت : 

النصيحة ترتبط بحال هذا الأب فإن تاب الى الله تعالى و عاد الى ربه فكوني عونا له على التوبة و عامليه بخير مما عاملك 

وإن لم يتب وبقي على ما وصفت من معاقرة الخمر و العلاقات المحرمة فانصحيه أولاً وذكريه بالله و بالموت و الحساب ، فإن لم يرتدع فاهجريه و لك أجر الهجرة ، و لن تؤاخذي على ما وصفت من حال ، و لا حول و لا قوة الا بالله 

أخيرا أحسني الظن بالله تعالى و اعلمي أن الله تعالى لن يترك هؤلاء دون عقاب ان لم يتداركوا و يتوبوا و يصلحوا ما بينهم و بين الله و العباد قبل أن يموتوا ، و الله أعلم 


التعليقات