هل يوجد استثناء لمقاربة الأهل في نهار رمضان

نص الاستشارة :

السلام عليكم انا ممارس صحي وطبيعة عملي في هذي الأوقات العصيبة لا يوجد اجازة لدي، بالإضافة اكون في عملي في فترات الافطار من قبل صلاة المغرب الى بعد صلاة الفجر يومياً، وأكون في أوقات الراحة في المنزل في أوقات الصوم هذا الجدول من قبل رمضان، ولم أستطع مع المسؤلين أخذ إجازة حتى ولو ساعية للأوضاع الصعبة الموجودة الآن.. وانا متزوج جديد من عدة أشهر، وزوجتي ترديني بعد الصبر ولا اعرف ما العمل، واني اخاف الله ان اعصيه فهل يوجد فتوى لأمري..أرجوا منكم افادتي بشكل تفصيلي لو تكرمتم وشكراً لكم

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

الصوم مدرسة ربَّانية لكي نتحقق بتقوى الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون } [البقرة:183]، وهو في الحقيقة امتناع عن أمور كانت في الأصل مباحات في غير هذا الشهر الفضيل، كالأكل والشرب وسائر المفطرات، ليتبيَّن من هذا التكليف وهذه الطاعة العظيمة – التي هي طاعة الصبر - من يمتثل الأمر الإلهي ويلتزم بحدود الله تعالى.

فاستشعر – أخي الكريم - هذه المعاني العظيمة من فريضة الصيام حتى يسهل عليك أداءها وتحتسب الأجر في صيامك هذا وامتناعك عن غشيان حدود الله.

فالذي يتذكر عظيم الأجر وما أعده الله تعالى من مغفرة وعتق من النار في كل ليلة من ليالي هذا الشهر ليهون عليه كل صعب وكل مشقة وهو في هذه الطاعة المباركة.

واعلم بأنك كما تصبر على أعمالك ووظيفتك لقاء أجر ومقابل، فإنك تصبر على طاعة الله تعالى لقاء ثواب لا يوصف ولا يقدَّر من الكريم الرحمن فمما ورد في فضيلة الصيام هذا الحديث القدسي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ " [أخرجه البخاري ومسلم].

نسأل الله تعالى أن يثبتك على الطاعة، وأن يكتب لك الأجر في صبرك ومصابرتك على طاعة الله. والله الموفق.


التعليقات