مداواة طبيبة الأسنان للرجال

نص الاستشارة :

السلام عليكم أود رأيكم في عمل المرأة طبيبة أسنان، علما أنها تداوي الرجال والنساء على سواء، وتضطر للمس رؤوس الرجال وأفواههم لضرورة عملها، حيث إن السائد في بلدنا عدم تخصيص أطباء للرجال وأخريات للنساء، فما حكم عملها هذا وماحكم أجرتها، هذا من جهة أما الجهة الأخرى فإني أنوي التقدم لطبيبة أسنان وأنوي أن أشترط علاجها النساء فقط، وأكاد أجزم أنه يصعب قبولها، فما حكم الشرع في الإقبال على هذا الشيء.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تعلم الطب بتخصصاته المتنوعة من فروض الكفايات سواء على الرجال أو النساء، لأن المجتمع بحاجة إلى أطباء من الرجال لمعالجة الرجال، وإلى طبيبات لمعالجة النساء.

 والأصل أن يعالج الرجال أطباء منهم، والنساء طبيبات منهنّ

أما إذا دعت الحاجة لخلاف ذلك فتقدَّر بقدرها، ولا يتوسع فيها، فإذا لم يجد الرجل طبيبا في هذا التخصص فيجوز له الذهاب إلى الطبيبة، وكذلك المرأة إذا لم تجد من يقوم بمعالجتها من الطبيبات فيجوز لها الذهاب إلى الطبيب الثقة. 

كذلك في الحالات الطارئة المستعجلة التي يصعب حينها البحث عن الطبيب أو الطبيبة فلا حرج في ذلك إن شاء الله.

وفي حالات الحاجة يجب على الطبيب أو الطبيبة عند معالجة الجنس الآخر أن يحترزوا ولا يتوسعوا، فالحاجة تقدر بقدرها. فلا يجوز اللمس إذا لم يكن متعينا في علاج هذه الحالة المعينة. وكذلك يمكن تجنب اللمس المباشر بلبس القفازات ونحوها. وفي التخصصات الأخرى غير طب الأسنان، مثل التخصصات الجراحية والباطنية فلا يجوز كشف العورة كاملة مثلا إذا لم يتحتم ذلك فيكتفى بكشف الموضع الذي يحتاج لعلاجه فحسب، وهكذا.

وإذا دخلت المرأة في هذا المجال فعليها أن تراعي الضوابط الشرعية في مكان عملها، حيث إن مكان المستشفيات والمراكز العلاجية يكثر الاختلاط فيها بين الرجال والنساء للحاجة إلى ذلك، فعليها الالتزام بالحشمة، والحجاب الشرعي، وعدم الخلوة بالأجانب، وعدم الخضوع بالقول مما يفتح أبواب الفساد.

وعلى المرأة أن تحرص قدر الإمكان على عدم معالجة الرجال، وتتقي الله ما استطاعت، فإن وجدت معها أطباء فيمكنها ان تحول الرجال إليهم، وهكذا، وإن اضطرت فلتتقيد بالضوابط ما أمكنها إلى ذلك سبيلا.

ويجوز لك الاشتراط عليها أن لا تعالج الرجال، خاصة إن كانت في مراكز عيادات خاصة فيمكنها أن لا تستقبل من المرضى إلا النساء فحسب، والله تعالى سيعينها وييسر لها ذلك، ويغنيها من فضله. والله أعلم.


التعليقات