التوبة لمن تلفظ بالكفر

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا شاب أحب الله ورسوله، لكن في حالة غضب قمت بسب الله تعالى وأنا أريد التوبة من هذا الفعل الشنيع، فكيف تكون التوبة؟ وهل عليَّ الاغتسال والتشهد، أم فقط التشهد؟ للعودة للإسلام، وهل الله عزَّ وجل سيغفر لي؟  و كيف أعرف أنه تعالى قد غفر لي؟.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الغضب نوعان، غضب لا يخرجك عن الإرادة وتعلم وتعي ما تقول، وتعرف أين أنت، ومع من تتكلم، وتعرف ماذا تتكلم، فهذا الغضب غير معتبر في الشرع، ويكون حكم القائل بهذه الألفاظ الكفر، سواء تلفَّظ بسب الله تعالى والعياذ بالله أو سب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وعليه النطق بالشهادتين، والاغتسال، والتوبة والاستغفار، وإخراج مبلغ من المال صدقة للفقراء والمساكين.

وعليه الحذر ثم الحذر الشديد من التعدي على حرمات الدين، والاستهانة بشعائر الله تعالى، فهذه الكلمات تُخرج الشخص من الدين. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» [رواه البخاري ومسلم].

وإذا تاب المرء فإن الله يتوب عليه، وهذا من فضل الله ورحمته بعباده، فهو الغفور الرحيم: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُون}[الشورى:25]، وعليه أن يتبع توبته بالاستغفار والإكثار من عمل الصالحات، ويعاهد نفسه أن لا يعود لذلك أبداً.

وإذا تبت و صدقت في التوبة و عزمت ألا تعود الى هذا فكن على ثقة بتوبة الله تعالى إن شاء الله تعالى 

أما إذا كان الغضب مطبقاً بحيث يصل لحد كأنه مجنون لا يعلم ما يقول ولا يعرف أين هو، ولا يدرك ما يتصرف، فلا يؤاخذ عليه إن شاء الله، ولا يحكم بكفره. والله أعلم.


التعليقات