المعصية ووسواس الكفر

نص الاستشارة :

السلام عليكم، أنا شاب بالغ من العمر 20 عاما أمارس العادة السرية مند وقت طويل، ومصاب بالوسواس القهري وامتد إلى العقيدة ... في الصلاة وفي ذات الله والعياذ بالله، ولكن المشكلة الكبرى أنني أمارس العادة السرية، وتأتيني أفكار كفرية ملازمة لعملية الاستمناء، هل أحاسب على فعل المعصية فقط؟ أم فعل المعصية وما يترافق معه من وساوس كفرية، فقد عاهدت أن أقلع عن العادة السرية لكن لم أستطع،وأكره هذه الوساوس بشدة فأنا أكره الكفر ولا أعرف كيف أتخلص من تلك الافكار القذرة، اجبني، والله أبكي طوال النهار ضميري يؤنبني يقول لي أنت كافر

الاجابة

 

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته، أنت تسأل عن مسألتين : الأولى العادة السرية أو الاستمناء ، و الثانية الوسواس في أمور عقدية، أما العادة السرية فهي معصية وعليك أن تكف عنها ، وعليك أن تجاهد نفسك في المقدمات التي تؤدي إليها وخصوصا غض البصر عما حرم الله تعالى ، وأما الوسواس فهو أمر خارج عن الإرادة ، وبعض الأنواع منه وليس كله يصنف على أنه وسواس قهري ، وعليك أن تصرف هذه الوساوس ما استطعت بقطع التفكير فورا بهذه الأمور مع الاستعاذة بالله من الشيطان، وذكر الله تعالى، و إن لزم الأمر فعليك أن تراجع الطبيب النفسي المختص، و لا حرج في ذلك، واعلم أن الوساوس ما دامت حبيسة الصدور فلا تؤاخذ عليها ما لم تتكلم بها، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحَدِّثُ نَفْسِي بِالشَّيْءِ، لَأَنْ أخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيَدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ» [رواه أحمد وأبو داود]، أي ردَّ كيد الشيطان الى الوسوسة، و ذلك يعني أن الشيطان إذا عجز عن إغواء الإنسان يتسلط عليه بالوسوسة، و أخيرا فاعلم أن التمادي في المعصية ربما يزيد تسلط الشيطان عليك، فعليك أن تحصن نفسك بالطاعة والذكر وصحبة الصالحين والكف عن المعاصي، والله أعلم.


التعليقات