والدي لا يتواصل معي فهل يجب علي بره؟

نص الاستشارة :

نحن ولدان وبنت لأب، والدنا لا يحدثنا مطلقا، إلا البنت، وإذا شاهدني أنا ابنه أو زوجتي أو ابنتي في الشارع لا يحدثنا ويغلق عليه باب شقته، مع أننا في نفس المنزل ولا نعلم عنه شيئا ولا يعلم عنا شيئا، وهذا طبعه منذ أن كنا أولاداً صغاراً، منذ 35 عاماً، لا يكلمنا إلا إذا أراد منا شيئا، أما غير ذلك فلا يخاطبنا مطلقا ولا يعبأ بنا مطلقا.

ولقد حاولت معه عده مرات بعد أن تزوجت في نفس المنزل أن نغير هذا الوضع ولكنى فشلت فاستقر بي الأمر على أن أتركه على راحته، ولكن الأدهى من ذلك أنه يصور لنفسه ولكافه الناس أننا نعقه، وأننا لا نسأل عليه، مع أني والله الذي لا إله إلا هو لا نجد له مسلكا ولا مدخلا ولا طريقة نتواصل بها معه، ولقد وصل بنا الأمر أنه كتب لأختنا فقط ميراثها من البيت، أما نحن الذكور فيريد أن يهب ميراثنا في المنزل الذى نعيش فيه للجمعيات الخيرية..

فمن يأثم في القطيعة بيننا نحن أم هو؟ وهل له مطلق الحرية في أن يفعل في ماله ما يشاء، أم أنه يأثم لفعله هذا؟

الاجابة

عليكم بالصبر، واعلموا أن البر له فضل عظيم عند الله تعالى، وإذا كنتم تعانون أمورا فيها مشقة فلكم أجر على قدر مشقتكم إن شاء الله، واستمروا في المحاولة والبر وتقديم الهدايا وتفقد حوائجه قدر استطاعتكم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وعليكم بالدعاء لوالدكم لعل الله يصلح حاله.

وتقصير الأب معكم لا يبرر تقصير أبنائه في بره، على أنه ينبغي للآباء والأمهات أن يكونوا عوناً لأبنائهم على برهم، فعلى الوالد أن يحسن إلى ولده ولا يكلفه ما لا يطيق، ويتغافل عن هفواته ويشكر له إحسانه، ولا يقصر في حقه حتى لا يدفعه إلى العقوق.

والأصل أن يعدل بين أبنائه في العطية والهبة أو يتركها ميراثا، وإذا أعطاهم شيئا في حال حياته فهي هبة وليست من الميراث، وإذا جار أو ميَّز بين الأبناء في الهبة فيأثم وتصرفه حال الحياة نافذ، وحسابه على الله تعالى. والله أعلم.


التعليقات