السكن في بلاد غير إسلامية مع العائلة

نص الاستشارة :

انا مسلم متزوج من اجنبية اسلمت، انجبنا اطفالا و مكتنا في الديار العربية سنين تم بعد دلك هاجرت الى بلاد غير إسلامية و انا لست على علم بالتحريم القطعي للهجرة .... هنا الحياة صعبة جيدا احاول المحافظة على الصلاة و اجتناب المحرمات انا واطفالي اما الزوجة مترددة تمتنع و تعود تاكل لاسباب (تقاليد بلادها) و تقول لي سوف امتنع البداية صعبة لها .... ارجو النصيحة و الحلول الممكنة لحالتي، الدمع لايفارق جفني مخافة من عقاب الله وعدم نيل الرضى عني... هل اترك اولادي و عائلتي و اعود الى الديار الاسلامية ان لم تستجب عائلتي الى اوامر الله؟

الاجابة

الأصل أن يحرص المسلم على العيش في البلاد الاسلامية ما أمكنه ذلك، و لكن قد تضطره ظروف الى الهجرة الى بلاد غير إسلامية ، ولذلك لا نجزم بالتحريم القطعي للهجرة الى تلك البلاد و خصوصا إن كان هناك اضطرار أو حاجة معتبرة ، و لكننا نجزم بضرورة أن يكون الانسان قادرا على إقامة شعائر دينه و حماية أهله و أطفاله من مفاسد الاقامة في تلك البلاد ، و لعل مما يعين على ذلك أن تكون قريبا أو ملازما ما استطعت للمراكز و المدارس الاسلامية ، و أن تتعرف و تقيم العلاقات الجيدة مع الجاليات الاسلامية في تلك البلاد ، و أما ما ذكرته من موضوع الأطعمة فهذا أمر آخر ، و لا يعني هذا أنك لا تستطيع إقامة شعائر دينك ، و إن كانت زوجتك تجد صعوبة في الامتناع عن بعض الأطعمة فإن هذا قد تجده حتى لو كانت في بلادنا ، و على كل حال و باعتبار أنها أسلمت فعليك أن تنصحها و تشجعها على الالتزام بأحكام الاسلام و كرر النصيحة و اصبر عليها وعوضها بالأطعمة المباحة أو حتى المختلف عليها إن كان هناك من يبيحها من العلماء الثقات، و لا ننصحك بالعودة وحدك الى بلاد اسلامية مع ترك العائلة في بلاد غير إسلامية وهذا لا يجوز لأن هذا سيعني تعريض الأهل و الأولاد للضياع أو للانحراف عن دين الاسلام ، و لكن إن استطعت أن تعود أنت وعائلتك بالكامل الى بلاد إسلامية فذلك أفضل بلا شك ، و الله أعلم 


التعليقات