صدقة أو دين

نص الاستشارة :

توفي صديقي رحمه الله تعالى وقد كان ميسور الحال وكان يعلم بأن ظروفي الماديه سيئه وكان يعطيني مالاً على دفعات طوال سنوات وظننت انه من باب المساعده لي لأنه لم يخبرني بأنه دين، وقبل وفاته أخبر أبناءه بأن المال الذي قدمه لي يعتبر دينا وليس صدقه. ولو اعلم انا بأنه دين ما قبلت منه هذا المال. ما الحكم الشرعي في ما أخذته من أموال؟ وهل يجب على أن اسدد هذا المبلغ مع العلم انه لم يطلبه مني طوال حياته.؟ افيدونا بارك الله فيكم.

الاجابة

أخي الكريم ، أنت في هذه المسألة مقر بالقبض منكر للصفة ، و الأصل أن المعطي إذا أعطى و لم يبين أن العطاء قرض، فالظاهر أن العطاء هو من قبيل الهبة أو الصدقة ، وإذا كنت صادقا فيما تقول إن المتوفى لم يطالبك طوال حياته و كنت تظن أنها مساعدات يؤديها لك فالواجب على الورثة أن يثبتوا أو يقدموا البينة التي تثبت أن الأب أعطاك بصفة القرض والدين ، و هذه البينة يجب أن تكون مستندة إلى تاريخ العطاء ، فإذا قدموا هذه البينة فعليك أن تسدد هذه الأموال ، و لك أن تمتنع حتى يقدموا البينة أمام القضاء ، وإذا لم يستطيعوا تقديم بينة مستندة الى تاريخ العطاء و قدموا بينة مستندة الى لحظات ما قبل الوفاة فهذا يعني أن الرجل رجع في هبته ، و هنا نقول إن بقي عندك شيء من هذه الهبات فيجب عليك رده ، و إن لم يبق عندك منها شيء فليس لهم عليك شيء ، إلا أن تتطوع بردها من باب الاحتياط وقطع المنازعة ، و في كل حال فلك أن تطالبهم بالرجوع الى القضاء الشرعي و العمل بما يحكم به القاضي ، و الله أعلم 


التعليقات