واقعات طلاق

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حدثت معي قصة وأطلب مساعدتكم في الفتوى. انا شخص عمري 29 عاما سوري الأصل مقيم في السويد تزوجت من فتاة فلسطينية عمرها 24 سنة وأيضا مقيمة في السويد مع عائلتها. لقد تزوجنا عن طريق كتب كتاب عند شيخ لأنها لاتملك إقامة ولانستطيع تسجيل زواجنا في محكمة السويد. المهم في المرة الأولى لقد قلت لها أنت طالق ولكن عن طريق المزاح والضحك وكنا نحب بعضنا كثيرا ولم أعلم إن هذا الطلاق وقع أو لا. وبعد مرور سنة من زواجنا لقد تشاجرنا وغضبت جدا منها وكنت في أعلى مستوى غضبي معها وطلقتها رغم أنني لم أكن مدركا في عقلي لأنني شعرت بالصدمة والندم بعد قولي لها أنت طالق وذهبت إلى أهلها حزينة وأنا كنت حزينا جدا وبعد مرور أسبوع لقد تحدثت مع شيخ في السويد وذهبنا اليه انا وزوجتي ووالدها وقال لنا إن الطلاق غير واقع في حالة الغضب وعدم الإدراك والله وأعلم ولا داعي أن تتزوجا مرة ثانية من جديد لأن طلاقك لم يقع بأذن الله. وعدنا مع بعض سعيدين وبدأنا حياتنا من جديد. والمرة الثالثة هي منذ يومين ايضا تشاجرنا مرة أخرى وإستفزتني كثيرا دليلا على غضبي الشديد لها وطلقتها وأقسم بالله العظيم أنني أحبها ولم أكن مدركا في عقلي ذلك لأنني شعرت بالصدمة الكبيرة ايضا وكأن لساني نطقها وليس عقلي وقلبي. لذلك أتمنى من حضرتكم الفتوى لي هل زواجنا حلال أو حرام وهل يحسب لي ثلاث طلقات ويجب على زوحتي أن تتزوج من شخص أخر حتى تحل لي وهل الطلقة الأولى عن طريق المزح والضحك محسوبة رغم انني كنت لا أعلم أنها خطأ وهل الطلقة الثانية والثالثة في حالة الغضب الشديد محسوبة أم لا وهل يجب علينا فعل اي شيئ في هذه الحالة. اتمنى من حضرتكم أن تفيدوني بشيء في الفتوى لأنني أحب زوجتي كثيرا وهي تحبني كثيرا ولا نستطيع أن نتفارق ولو كنا حلالا لبعضنا في هذا الوقت وعدا أمام الله لن أنطق هذه الكلمة مرة أخرى لها. اتمنى إجابتكم سريعا وجزاكم الله خيرا

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته ، ننصح دائما في هذه المسائل بالرجوع الى أهل العلم عندكم للوقوف على بعض التفاصيل التي لم تذكر في السؤال ، و على كل حال نجيبك بما فهمنا من سؤالك ، فالطلقة الأولى واقعة ولا يعفيك قصد المزاح لأن هذه القضايا لا يجوز المزاح فيها ، و الله تعالى يقول : (ولا تتخذوا آيات الله هزوا) و قد جاءت هذه الآية في سياق آيات الطلاق ، و أما الطلقة الثانية فأنا أفترض أن الشيخ الذي أفتاكم أقدر على معرفة الحالة التي كنت عليها فإذا قدر أنك كنت في حالة الغضب الشديد الذي أفقدك الإدراك لما تقول وهو الذي سماه النبي صلى الله عليه و سلم إغلاقا فلا يقع الطلاق ، أما إن كنت تعلم أنك كنت مدركا لما تقول و تفعل فالطلاق واقع ، وأما الطلقة الثالثة فيقال فيها ما قلنا في الثانية ، فهل وصلت الى مرحلة الإغلاق أم لا ؟ أنت أدرى بنفسك فاتق الله تعالى ، ويمكن أن نلخص المسألة بطريقة أخرى: إن كنت صادقا فيما قلت للشيخ وكنت تثق بعلمه و دينه فلك أن تأخذ بفتواه في الطلقة الثانية ، و عليه تبقى لك طلقة واحدة على الأقل فاتق الله و احذر أن تدمر مستقبلك و مستقبل الأسرة بكلام لا تقدر عواقبه ، و إذا حصل بينكما خلاف فارجعا الى أهل العلم و الفضل لعل الله تعالى يحفظ عليكما هذا الزواج و سلامة الأسرة إن شاء الله 


التعليقات