الغيبة دفاعا عن النفس

نص الاستشارة :

السلام عليكم، زوجي يعمل مع شريك وحدثت بينهما خصومة وحاولت انا وصديقتي وهي زوجة الشريك الإصلاح بينهما و كنت اخبرها انه لا يجب ان نميل لاحد الطرفين وأن كلا من ازواجنا عنده عيوبه وهي كانت تشتكي من هذا، وغير ذلك من الكلام لكنها للاسف نقلت الكلام مغلوطا الى زوجها و اخبرته انني اعيره بذنوبه و اقول لها انت تشتكين من عيوبه و غير ذلك من كلام مغلوط، ومن بعد ماوقع الصلح نقل زوجها ذلك الكلام الى زوجي فغضبت كثيرا و قطعت اتصالي بها،

و تدخلت سلفتها مدعية انها تريد الاصلاح وهي على علم بالمشكلة، وقالت انت تعتبرينها صديقة مقربة في حين انها لا تعتبرك صديقة و انما مجرد معرفة بموجب شراكة العمل بين ازواجكم، ومن شدة غضبي وقعت في غيبتهم و رددت بالاساءة و قلت لها انا ايضا لا اعتبرها صديقتي و انها نمامة تنقل الكلام الذي حصل بيننا لزوجها و قلت ان زوجها كان عليه نصحها بالكف عن النميمة و انكار فعلها لا ان يستمع لها و من ثم ينقل الكلام لزوجي، للاسف بسبب غضبي وقعت في غيبتهم غفر الله لي و لهم، الان انا اريد التوبة من هاته الغيبة فما علي فعله؟  .... و سؤالي هو هل أن ماقالوه في ظهري و التحدث عني بالسوء و التسبب في فتنة بيني و بين زوجي يعتبر كفارة لغيبتي لهم ؟ و ان لم يكن ذلك الحال فكيف اكفر عن ذنبي دون ان اتواصل معهم لما سببوه لي من مشاكل، هل اتصدق عليهم بنية كفارة الغيبة؟

الاجابة

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، أختي السائلة، أنت أدرى بما قلت و كيف قلت و لماذا قلت ، فإن كنت قلت بالقدر الذي تدافعين عن نفسك وتردين الإساءة فلعلك نجوت رأسا برأس ، يقول الله تعالى: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم) ، و إن كنت تجاوزت قدر الضرورة لرد الاساءة و بيان الحقيقة فقد وقعت في الغيبة ، و عليك أن تستغفري الله تعالى و تطلبي المسامحة ممن وقعت في غيبتهم ، فإن خشيت أن تزداد الأمور سوءا أو أن تتجدد الفتنة فاستغفري لهم بظهر الغيب ، و ربما يكون من المفيد هنا أن تتصدقي عنهم لعل الله تعالى يغفر لك ، و أخيرا اعملي على إصلاح العلاقة و لو بالحد الأدنى لأن القطيعة بين المسلمين لا تجوز ، و ذكري صويحباتك بخطورة النميمة وأثرها في إفساد العلاقة بين الناس ، لعل الله تعالى يبعد عنكم أثرها و ضررها ، و الله أعلم 


التعليقات