عدم استجابة الدعاء

نص الاستشارة :

انا عمري 29 سنة تخرجت من الجامعة منذ 6 سنوات و نصف ولم اجد عملا و اعاني من امراض جسدية و نفسية منها الرهاب الاجتماعي و الاكتئاب والهوس الاكتئابي و الوسواس القهري ولا املك اصدقاء لدرجة اني لم اعد اخرج من البيت بسبب شماتة الناس بي، كنت بعيدا عن الله لا اصلي ولا استغفر ولا اقرأ القران و كنت ابقى على جنابة لايام وكنت اسب الذات الالهية واستهزئ بالدين (ولكن عندما اهدأ اقول الشهادة و استغفر) مع العلم اني لم اكن كذلك و ذلك بسبب تعب نفسي و عدم الحصول على عمل وبسبب الامراض و شماتة الناس بي، ومنذ عام ونصف خطر في بالي ان ادعو الله تعالى لكي يحقق لي ما عجزت عن تحقيقه ومنذ ذلك الوقت بدأت بالدعاء دعوت ان يرزقني الله العمل و الزوجة التي اريدها و الشفاء و ادعية كثيرة و تعلمت آدابه و موانعه و اوقات الاستجابة بدات قرأت القران و ختمت القران 11 مرة و استغفر الله 1000 مرة في اليوم على الاقل و اسبح و أقول لا حول ولا قوة الا بالله و أصلى علي النبي{ص} و عندي صدقات وصلاة ومع ذلك لم يتغير شيء ولم ارى استجابة الادعية التي دعوتها، اعلم ان الله يستجيب الدعاء على ثلاثة اوجه: اما ان يعجل لك او يصرف عنك سوء او يدخر الاجر في الاخرة، واعلم انه يجب علي الصبر، وان الله يستجيب في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي اريده، لكن والله تعبت و يئست من الدعاء و من الدين و من الحياة، حياتي كلها جحيم وكل يوم يمر علي اصعب من الذي قبله، ساعدوني ارجوكم، لا اريد ان ابتعد عن الله لاني بدات اكره الدين و الدعاء، ولدي شعور داخلي يقول لي دائما ابتعد عن الله لانك لم تستفد منه يوما سوى بالحزن و الهم و الحرمان، ولكن ايضا لا اريد ان يضيع عمري وانا ادعو واصبر من دون فائدة، انا اريد ان يستجيب الله ادعيتي في الدنيا و بسرعة ما الحل؟ وهل في هذه الحالة ترك الدعاء حرام ؟ مع العلم اني أبحث عن عمل في مجال دراستي و ايضا عن اي عمل، وشكرا

الاجابة

أخي الكريم ، أسأل الله تعالى أن يصرف عنك ما أهمك ، ألخص مسألتك في ثلاثة أمور: الاكتئاب و ما رافقه من أحوال نفسية ، وساوس الشيطان ، تأخر الرزق ، فأما الاكتئاب و ما رافقه من أمراض و أعراض نفسية فعليك أن تراجع الطبيب المختص ، و لا تخجل من ذلك ، و لعلك تجد العلاج الناجع عند بعض الأطباء الثقات، وإلى أن تجد العلاج احرص على الأذكار و الأوراد اليومية و ليكن لك ورد من القرآن ولو كان قليلا ، وجدد ثقتك بالله تعالى و لا تستسلم لليأس و الاكتئاب ، وأكثر من الدعاء و لا تمل منه ، فالدعاء عبادة ، و اعلم أن الله تعالى لا يعجل بعجلة العبد ، و طالما أنك تعرف آداب الدعاء و موانعه و صور الاستجابة فاعلم أن الله تعالى لن يضيع لك أجر الدعاء في كل حال ، وأما وساوس الشيطان ، فاعلم أن الشيطان إذا عجز عن إضلال الإنسان و إغوائه يلجأ الى الوسوسة و يشككك في الدين ويهز ثقتك بالله تعالى ليصرفك عما أنت عليه من الطاعة و العبادة و الاقبال على الله تعالى ، و قد سئل النبي صلى الله عليه و سلم عما يرد الى النفس من خواطر ووساوس الشيطان فقال : الحمد لله الذي رد كيده الى الوسوسة، فإذا تبين لك أن هذه وساوس شيطانية فاحذر أن تستسلم لهذه الوساوس و استعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم و حافظ على أذكارك و عباداتك و قراءتك للقرآن وسيشرح الله صدرك إن شاء الله ، وستضعف وساوس الشيطان شيئا فشيئا بإذن الله تعالى ، و أما تأخر الزرق فهذا نوع من الابتلاء ، و مع ذلك فإن هناك أسبابا لتأخر الرزق و هناك أسبابا لتعجيل الرزق ، فأما أسباب تأخر الرزق فأهمها المعصية و قطيعة الرحم، وضعف الصلة بالله تعالى ، و أما أسباب تعجيل الرزق فأهمها حسن الحال مع الله تعالى و الرضا بقضائه و قدره ، و مما يعين على تعجيل الرزق و زيادته صلة الرحم و كثرة الاستغفار ، قال الله تعالى : (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا) ، وفي كل الأحوال لابد من الأخذ بأسباب الرزق العملية مع التوكل على الله تعالى ، قال عليه الصلاة و السلام: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا)، وقوله تغدو: يعني أنها بذلت الأسباب المادية ، و الله أعلم 


التعليقات