طلاق أول وما يترتب عليه

نص الاستشارة :

متزوج من تسع سنوات مقيم في الخارج و زوجتي في دمشق و عندي شك مقارب لليقين بدون دلائل بيّنة بأن زوجتي على علاقة مع شخص مقيم في بلد إقامتي ، بعد السؤال لأكثر من مرة مع ملاحظات لأوقات تواصلهم عن طريق الواتس أب و نكران زوجتي لكل شيء و مطالبتي بإظهار دلائل ، و بعد مرور ما يقارب السنة على بداية تواصلهم، قمت بإرسال رسالة طلاق مشروط لزوجتي على أحد أرقام الرجل الذي أعتقد أنها تتواصل معه، و نص الرسالة : (يا فلانة انت طالق إذا قرأت أنت هذا الكلام أو وصلك الخبر). في اليوم التالي لمّحت زوجتي بطريقة غير صريحة بمعرفتها بنص الرسالة ، بقولها (مثلا هل ممكن واحد يبعت طلاق لزوجته مع حدا ويقول اذا بتشوفي اذا بتقرئي ..... ) ، فهل يعد الطلاق واقعا ؟ و هل استمراري برؤيتها والتواصل معها كزوجة و أم لأولادي الثلاثة يعتبر محرما علي و فيه إثم بعد هذا التلميح الذي قالته؟ أفتوني جزاكم الله خيرا

الاجابة

أخي الكريم، الشك وحده لا يكفي لمقاربة اليقين ما لم تكن هناك دلائل واضحة أو قرائن قوية على الأقل ، و بالتالي لا يكفي للاتهام و تدمير الأسرة ، لكنه أيضا مؤشر لأخذ الحيطة و الحذر ، و كان عليك أن تتخذ إجراء من بداية الأمر ، بأن تصرح لها بملاحظاتك و تحذرها و تذكرها بالله تعالى ، و إن كنت ترى أن القرائن التي عندك كافية فكان عليك أن تفاتح الشخص الذي تظن أو تعتقد أنها تتواصل معه ، ثم هل هذا الشخص من أرحامها أم لا ؟ و هل التواصل في حدود الكلام (على خطورته كذريعة أو مقدمة لمفسدة) أم أنه تجاوز الكلام المعتاد الى مخالفات شرعية ، وكونك أرسلت الرسالة الى رقمها فهذا لا يكفي وحده لتأكيد الاتهام لأنك أنت الذي أرسلت الرسالة ، على كل حال فإن كنت تقر أنك أنت الذي أرسلت الرسالة وأردت بها إيقاع الطلاق ، فهذا طلاق معلق على شرط و قد حصل الشرط بحسب الظاهر فوقع الطلاق، (وعليك أن تتأكد منها و تؤكد لها أنك أنت الذي أرسلت الرسالة)، وباعتبار أن هذا هو الطلاق الأول كما يُفهم من عنوان السؤال فهذا الطلاق يقع رجعيا ، و بإمكانك أن تراجعها ما لم تنقض عدتها (وهي ثلاث حيضات كاملات) فإن انقضت عدتها فقد بانت منك و حرمت عليك و لا بد من عقد جديد إن قررت أن تعيدها واقتنعت بأنها لم تقع في محظور شرعي أو التزمت بألا تعود إليه ، و في حالة الطلاق الرجعي إذا لم تنقض العدة فهي زوجة و لك أن تكلمها كالمعتاد ولا يحرم عليك شيء مما كان قبل الطلاق إلى أن تنقضي العدة ، فإذا انقضت العدة و لم تراجعها فقد صارت أجنبية عنك و لا يجوز لك رؤية عورتها و لا الخلوة بها و لا الكلام ككلام الأزواج ، لكن يمكن أن تكلمها في حوائج الأولاد و نحو ذلك ، و الله أعلم 


التعليقات