طلاق تعسفي

نص الاستشارة :

أنا إمرأة متزوجة من تسعة أشهر ،ليس لدي أطفال، أعاني من مشاكل مع أم زوجي من أول الزواج ، وفي رمضان كنت أنظف البيت و طلبت منها أن أنظف غرفتها فأبت، ولما أنهيت الطابق العلوي ،صرخت في وجهي و قالت لم لم تنظفي غرفة ابنتي؟ ... فقلت أني متشاجرة معها، فبدأت بالصراخ و قالت أني لا أصلح للعشرة ،فقلت يا خالتي إن المشكلة بيني و بين ابنتك ،قالت هذا بيتي و هذه ابنتي، و بدأت تصرخ، فذهبت الى ابنها و بدأت تشتكي، فقال إن المشكلة بينكما و لا يحق لي التدخل، فالتزمت السكوت،  و قالت أني لا أصلح للعشرة ،و قالت أني ابنة الشارع و ليس لدي أصل، فغضبت و قلت أني لست كذلك...وطردتني من المنزل، وأتى ابنها بي لمنزل والدي و قال إنه سيستأجر بيتا، فذهب ولم يعد حتى تفاجأت بورقة الطلاق ،و لم يكلم والدي في الموضوع ،مع العلم انه كان اتفق معي قبل الزواج أن أشتغل و أن نستأجر بيتا مستقلا، فما رأي الدين في هذا الموضوع؟

الاجابة

يجب أن يكون معلوما أن للزوجة حقا في مسكن شرعي مستقل و لو كان صغيرا ، و أنها ليست ملزمة بالسكن مع أهل زوجها إلا برضاها ، و يتضح من السؤال أن الزوج وعد زوجته ببيت مستقل و لم يفعل ، و أمر آخر يجب بيانه ، و هو أن الزوجة إن سكنت مضطرة أو راضية في بيت أهل زوجها فليست ملزمة بخدمتهم إلا من باب البر بالزوج ، ويتضح من السؤال أن والدة الزوج كانت تفترض أن تقوم زوجة ابنها بخدمتها و خدمة بنتها ، و هذا غير صحيح ، ولا يلزمها شرعا، و الأمر الثالث أنه عند وقوع مشكلة بين الزوجة و أم الزوج فواجب الزوج أن يصلح و أن يعيد الأمور إلى نصابها مع حفظ الحق لكل ذي حق وهذا يحتاج الى حكمة و لباقة من الزوج ، و هذا لم يحصل للأسف ، وحتى لو حصلت مشكلة وخلاف بين الزوجة و أم زوجها فليس لأم الزوج أن تتطاول عليها لا بالشتم و لا بالضرب، وليس لها أن تجبر ابنها على تطليق زوجته ، و ليس هو ملزما شرعا بتطليقها إن لم يكن هناك مسوغ شرعي للطلاق، وأخيرا ، طالما أن الزوج أوقع الطلاق فلك أن تطالبي بحقوقك الشرعية من المهر و نفقة العدة ، و إن كانت هذه الطلقة الأولى أو الثانية فهناك فرصة للرجعة إن رغبت بذلك ، و لكن ننصحك في هذه الحالة ألا تعودي حتى يستأجر الزوج بيتا مستقلا فهذا أرجى لسلامة العلاقة و ديمومتها ، و الله أعلم  


التعليقات