حب الفتاة و الحديث معها قبل الزواج

نص الاستشارة :

انا طالب ثانوي وأحب فتاة وأتحدث معها على الهاتف، ولكن علمت أنها كانت تحب شاباً قبلي والأكثر أنها كانت تتحدث معه بكلام لا يرضي الله، وعندما قلت لها قالت إنني نادمة كثيراً وأحسست أنها تريد التوبة إلى الله، ولكن أنا لا احتمل هذا الأمر، ولا أعلم هل اتركها أم لا؟ وجزاكم الله خيرا

الاجابة

للأسف فإن كثيرا من العلاقات التي تنشأ بين الشاب و الفتاة لا ترضي الله تعالى ، و لا تنضبط بقيود الشرع ، ولا يبرر ذلك دعوى التعرف على الفتاة، فهناك طرق أخرى للسؤال عن الفتاة و أحوالها، ولا يسوغ ذلك القول بأنه لا بد أن يكون الحب بين الطرفين ، نعم الحب مطلوب و لكنه الحب الفطري المنضبط بضوابط الشرع ، وهذا يختلف عن الحب الشهواني فهذا يقود الى مخالفات وتصرفات وكلام مما لا يباح إلا للأزواج ، و الفتاة قبل الزواج أجنبية عن الشاب الذي يريد خطبتها هذا إن صدق أنه يريد خطبتها ، و حتى لو خطبها تبقى أجنبية عنه الى أن يتم العقد الشرعي ، وعلى كل حال لو فرضنا أنك علمت بوجود فتاة مؤدبة ملتزمة و تريد خطبتها فهذا يكون من خلال الطريق المتعارفة من خلال الأهل و بما يرضي الله تعالى ، و خلال مدة الخطبة لا يجوز لك أن تخلو بها و لا أن تطلع على عورتها و لا أن تكلمها كلام الأزواج ، نعم يجوز لك أن تحاورها لكن بدون خلوة و بحضور أهلها و على أن يبقى الكلام متزنا و رصينا ، وأنا أرى أن الكلام عبر الهاتف هو نوع خلوة إن لم يكن معكما أحد من طرفك أو من طرفها ، لأن هذا الكلام قد يقود الى مفسدة ويوقع في الفتنة ، وأخيرا ، إذا خطبت فتاة وقالت إنها تابت عما كانت عليه فليس لك أن تسألها عن ماضيها و ليس عليها أن تخبرك عن ماضيها بل ينبغي لها أن تستر نفسها و قد سترها الله تعالى ، ولاحظ أخي أنك تعتب عليها فيما وقعت فيه ، فأنت تكلم فتاة دون وجود أهلها و تلومها أنها كانت تتكلم مع شاب و استرسلت معه في الكلام حتى وقعت في الكلام المحرم ، و مالذي يضمن أنك لن تقع فيما وقعت فيه ، و هل أنت معصوم ؟ أنصحك أخي الحبيب أن تكف عن كلامها منفردة من غير وجود أمها مثلا ، و أن تكف عن سؤالها عن ماضيها ، وكل ما عليك هو أن تتأكد أنها مستقيمة الآن حريصة على مرضاة الله تعالى، و لا يكفي أن تقول أنها تريد التوبة، بل لابد أن تتوب فعلا و يظهر ذلك عليها و من ذلك أن تكف عن الحديث معك الا بحضور أهلها و بعد أن تخطبها بطريق صحيح ، و الله أعلم 


التعليقات