بر الأم و حق الزوجة

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله شيخنا الفاضل. احتاج لتوجيه في جانب حياتي وامور الزوجية ، من وجهه نظر ديننا الحنيف، أنا متزوجة ولدي فتاتان صغيرتان وحامل بطفل ثالث. زوجي رجل احسبه علي خلق وكرم ودين يصلي ويقرأ كتاب الله ولا ارى منه مكروها. غير طباع عادية .مشكلتنا الدائمة وبدأت تزداد في الفترة الاخيرة وتؤرق حياتنا. اختلافنا على منظور البر للوالدين، هو والده رحمه الله متوفى ولديه امه واختان متزوجتان واخ اصغر منه. يكرمهم حيث تبلغ استطاعته. ويودهم ويأمرني بودهم . علاقتي بهم في حدود الاحترام بدون تدخل .ولكن يحدث بعض سوء الفهم فاطلب منه ان يعطيني بعض الوقت والا يجبرني علي زيارتهم ولكن يرفض ويزيد علي انه منذ ان تزوجنا ولا تمر نزهة عائلية لنا بدون ان يشركهم معنا ويتحمل هو كافة المصاريف كبيرة كانت او صغيرة. لدرجة البذخ احيانا وهذا يزعجبني بعض الاحيان. في حين اننا تقتصر نزهاتنا سويا باطفالنا على قضاء احتياجتنا او احتياجات المنزل او زيارة الطبيب. واخيرا العام الماضي الزمني بذهاب والدته معنا الى المصيف السنوي وأمضينا الوقت وعاملتها باكرام من اجله ولكني لم اكن سعيدة وكنت مقيدة. هذا العام يريد ايضا ان تذهب معنا شرحت له رفضي ولكن يزعم اني لا اعينه علي طاعة الله ولا البر بوالدته في حين انه اخذها الى رحله العمرة في عيد الام كهديه وكنت اول المشجعين والمحرضين له، اقول هذا شيخنا لأوضح انني لا امانع والله برها ولكن ارى في تعامله ظلما لي فهل انا على خطأ ويجب ان اراجع نفسي. واريد ان اضيف ان تعامله مع اهلي في حدود المناسبات فقط وعند اللزوم ولا يودهم مثلما يطلب مني ولكن لا يمنعني منهم. ونحن الان على خلاف ويريد اي يصعد الامر للطلاق

الاجابة

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، لقد أعطى الاسلام لكل ذي حق حقه ، و بما لا يطغى على حق الآخر ، فأعطى الوالدين حقهما من البر واعتنى بالأم مزيد عناية، كما أعطى الزوجة حقها وبما لا يخل بحق الأم ، والزوج الحكيم هو الذي يضع الأمور في نصابها و يحافظ على حق أمه و زوجته دون أن يسبب إشكالا أو إزعاجا لأحدهما ، والزوجة الحكيمة هي التي تعين زوجها على بر أمه دون أن تشعر الأم أن هذه الزوجة قد انتزعت أو استأثرت بولدها الذي حملته وولدته و تعبت في تربيته حتى صار رجلا وتزوج و خرج من عندها ، وأنا أعتبر أن الزوج هو المسؤول بالدرجة الأولى عن تحقيق التوازن في العلاقة ، و للتوضيح أريد أن أبين بعض القضايا لعل فيها توجيها و تصحيحا لبعض الاشكالات: للزوج الحق في بر أمه و إكرامها و الإنفاق عليها كما يشاء ، و لكن بالمعروف وبما لا يخل بحق بيته و زوجته و عياله ، بمعنى ألا يبدد المال في غير حاجة فيقصر في حقوق أهله و أطفاله ، للزوج أن يذهب مع أمه و أخواته في نزهة أو غير ذلك ، وله أن يأخذ أطفاله إن أحبوا ، لكن ليس له أن يلزم زوجته بهذه النزهة في كل مرة ، كما أننا نقول إن من بر الزوجة بزوجها أن تعينه على بر أمه وأن تذهب معه في مثل هذه النزهات ما استطاعت، لكنها ليست ملزمة بذلك في كل حين ، ونذكر الزوج أن البر الواجب عليه تجاه أمه هو واجب عليه لا على زوجته إلا بما تحب و تستطيع، و خصوصا إذا كان ذلك يقيدها لوجود إخوة الزوج مثلا ، وكما أن على الزوج أن يبر أمه و يأخذها الى النزهة ، فإن عليه أن يخص زوجته بين الحين و الآخر بمثل هذه النزهة هي و أطفالها ، وأخيرا فإن هذه القضايا يسهل حلها بالرجوع الى ما ذكرنا من الضوابط و التوجيهات و لا يجوز أن تكون سببا للطلاق لا قدر الله ، و على كل من الزوجين أن يتقي الله ويعرف حق الآخر ، وألا يكون تقصيرهما أو تقصير واحد منهما سببا لتدمير مستقبل الأسرة و الأطفال


التعليقات