عقد الزواج قبل استلام ورقة الطلاق

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. انا اعيش في بلد اوروبي والزواج هنا زواج مدني ولا يوجد عندهم ما يسمى زواج شرعي وايضا ليس في الاعراف والقوانين الاوروبية  ان يقوم الزوج بتطليق زوجته اي انه لم يعط القانون حق التطليق للزوج مثل القوانين الاسلامية، ولا توجد ولاية للزوج على زوجته فالقانون يساوي بين الزوجين في كل شيء وان اراد الزوجان الطلاق فالقانون يوجب عليهما الانفصال مدة خمس سنوات ثم يقوم القاضي باصدار ورقة الطلاق ولا يستطيع الزوج ارجاع زوجته خلال مدة الانفصال الا ان رغبت هي. سؤالي انا مسلم واريد الزواج من نصرانية اوروبية انفصلت عن زوجها من سنتين وتم الاتفاق بينهما على جميع شروط الانفصال من ناحية الحقوق وتقسيم الممتلكات بينهما وتم توثيق كل شيء في المحكمة ولا توجد اي علاقة بينهما وكل يعيش بعيدا عن الاخر ولكن القانون اوجب الانتظار ثلاث سنوات اخرى حتى يصدر القاضي ورقة الطلاق ولا اثر لارادة الزوج في ورقة الطلاق التي سيصدرها القاضي . انا اريد الزواج الشرعي بالمرأة على الطريقة الاسلامية وانا احاول الابتعاد عن الزنا بكل ما اوتيت من قوة فهل يحق لي الزواج بها شرعا وانا اعلم علم اليقين ان علاقتها انتهت مع زوجها السابق من فترة طويلة وكل شيء موثق في المحكمه الا ان القانون يوجب على الزوجين انتظار المده القانونية حتى يصدر القاضي المدني ورقة الطلاق. يسروا علينا يسر الله عليكم . وبارك الله بكم .

الاجابة

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، الطلاق في الإسلام يقع بكلمة من الزوج أو بإيقاع القاضي للطلاق  في حالات اللجوء الى القاضي للتفريق ، أو يكون الفراق بتفاهم بين الزوجين ، و هذا ما يسمى الخلع ، و الذي فهمته منك أن في الغرب طلاقا أو فراقا و هناك توثيقا لهذا الطلاق أو الفراق لكنه يتأخر لسنوات، و خلال هذه المدة لا يستطيع الزوج إرجاع زوجته الا برضاها كما فهمت من كلامك، و هذا يؤكد أن الفراق قد حصل، وعلى أهمية التوثيق لحفظ الحقوق إلا أننا نعتبر أن الطلاق قد وقع إذا تأكدنا أن الطلاق صدر فعلا من الزوج بعبارات تدل عليه بلا لبس و لا شك ، أو أنهما تخالعا أو تراضيا على الفراق وفق ترتيب مالي بينهما ، و نعتبر أن تأخر الوثيقة هو تأخر لتوثيق واقعة الطلاق ، و بالتالي فليس هناك ما يمنع من وجهة نظرنا من عقد زواج جديد من حيث المبدأ، إذا كانت هذه النصرانية محصنة ووافق وليها على زواجها منك ، ولكن السؤال هنا ، كيف يمكن لكما توثيق الزواج الجديد ، و كيف يمكن لكما حفظ الحقوق كالنسب و المهر و النفقة ، و هل تستطيع الزوجة أن تشكو للقضاء إذا حصل بينكما خلاف و هي لم توثق الطلاق الأول ، وعليه فأنا أنصح بتوثيق العقد الجديد في مركز إسلامي وبحضور الشاهدين و موافقة الولي ، وأضيف أن من حق الزوجة على بعض المذاهب أن تشترط لنفسها العصمة إلى أن تتمكن من توثيق الزواج الجديد في الدوائر الرسمية  لتحفظ حقها في التفريق إذا حصل إشكال بينك و بينها ، وأخيرا نوصيك بتقوى الله تعالى  و الحرص على تربية أبنائك تربية إسلامية وأن تأخذ منها وعدا بألا تحول بينك و بين تربية أبنائك على الاسلام ، و لعلها أن تتعرف أكثر على الاسلام فتهتدي إن شاء الله ، و الله أعلم 


التعليقات