رابطة العلماء السوريين تنعي العالم الداعية محمد عيد البغا - رثاء الأستاذ محمد عيد البغا
 

رابطة العلماء السوريين تنعي العالم الداعية محمد عيد البغا

توفي اليوم الخميس السابع من محرم الحرام 1431 الموافق 24/ 12 2009 في عمان، الأخ الداعية العالم العامل محمد عيد البغا (أبو سليم)، عن عمر يقارب ثمانين عاماً، بعد هجرة طويلة في سبيل الله، قضاها صابرا محتسبا..
كان رحمه الله من الرعيل الأول الذين حملوا العبء وصبروا على الشدة، ومضوا على طريق الدعوة صابرين محتسبين..
ورابطة العلماء السوريين إذ تنعى العالم الداعية إلى جميع العلماء العاملين، وإلى الشعب السوري.. تتقدم بأحر مشاعر العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد وإلى أهله وإخوانه ومحبيه.. وتسأل الله عز وجل  أن يلهمهم الصبر وحسن العزاء، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يتقبل منه صالح ما عمل..
اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله يا أرحم الراحمين.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
 وقد رثاه بعض العلماء المصاحبين له في مقالة بعنوان اليوم مات علم من أعلام الدعاة نقتطف منها ما يلي:

...والدعاة بعضهم من يملأ الدنيا دوياً بقوله وخطبه ، أو بمقالاته وكتبه ، وهم لمأجورون إن شاء الله إن أحسنوا النية.
ونوع ثانٍ منهم يملأ قلوب أبنائه وإخوانه ثقة وتوجيهاً وتسديداً، وهو بعيد عن الظل ، لا يكاد يعرف اسمه إلا من تربَّى على يده ، وأفخر أني كنت ممن تربيت على يديه ، والذي علمني أصول العمل الإسلامي وضوابطه ، وكان يلجم عواطفنا بالحكمة ، ويربينا بالموعظة الحسنة.
ذلكم العلم الهادي هو الأستاذ محمد عيد البغا ، والذين يعرفون اسمه هذا قلّة جداً، أما هو فقد عُرف بين الدعاة بـ أبي سليم.
نشأ وتربى في جوِّ الميدان في دمشق بين الشيوخ الكبار ونهل منهم ، ولم يتجاوز في سلمه الوظيفي معلماً في المرحلة الابتدائية، ثم اختار بعدها الموقع العظيم لإدارة  معمل الدعاة من خلال مكتبته الشهيرة التي يعرفها القاصي والداني من أجيالنا حين كنا شباباً ، مكتبة دار الفتح، حيث يجد الدعاة بغيتهم، والعلماء المخلصون مصادرهم وتراثهم، والأدباء ذخائرهم، والسياسيون مراجعهم، وكان في هذا الموقع خلية نحلٍ تتعامل مع كل فئة ممن ذكرنا بما يناسبهم.
صوته الهادئ المتواضع وسَمْته الحياء المبتسم ، يفرض عليك أن تتلقَّى نصائحه كما تتلقَّى حبات اللؤلؤ النضيد .
لقد خلق داعية صموتاً ، ومصلحاً للقلوب من خلال القطرات الندية التي تبنت الإيمان والهدى والبصيرة في القلب ، حتى كان إخوانه يسمونه الجدار الإسمنتي ، لأنه لا يستجيب لأي داعية من دواعي الهيجان العاطفي.
رحم الله فقيدنا الغالي، وعوض الأمة أمثاله : وإننا يا حبيبنا أبا سليم نقول لك:
إنَّ العين لتدمع، وإن القلب ليخشع، وإنا على فراقك يا أبا سليم لمحزونون، وما نقول إلا ما يرضي الرب.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
وستبقى ذكراك في قلوبنا ونصائحك نبراساً في عقولنا ، نسأل الله تعالى لك المغفرة والمثوبة والرحمة ، وأن يحشرك الله تعالى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين