واجب الزوج نحو زوجته لسلامة آخرتها - واجب الزوج

واجب الزوج نحو زوجته لسلامة آخرتها

أحمد النعسان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد فيا عباد الله:
مقدمة الخطبة:
لقد ذكرت لكم في الأسبوعين الماضيين واجبين من الواجبات الشرعية التي كلف الله عز وجل بها الرجال نحو نسائهم, أما الواجب الأول فهو المهر, والثاني هو تأمين السكن لها.
وإذا تحقَّق للمرأة المال والسكن فإنها تضمن بإذن الله حياة طيبة في حياتها الدنيوية, حيث تتمتع بالمال وبالسكن, وتأخذ فيه راحتها وحريتها الشرعية, وبذلك تجد السكن الذي فيه طمأنينة وراحة نفسية.
واجب الزوج نحو زوجته لسلامة آخرتها:
أيها الإخوة: واليوم أتكلم لكم عن واجب الزوج نحو زوجته من أجل سلامة آخرتها, فكما هو مسؤول عن تأمين سلامة دنياها فهو مسؤول عن تأمين سلامة آخرتها, وذلك لقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون}.
ومن أسباب وقايتها من نار جهنم أن يأمرها بالحجاب الذي أمر الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر به نساءه وبناته ونساء المؤمنين, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ}.
فهذا واجب على الزوج كما هو يجب عليه المهر والسكن لزوجته, واجب عليه أن يقيها من نار وقودها الناس والحجارة, وذلك من خلال أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر, ومن جملة ذلك الأمر بالحجاب.
لأن المرأة إذا لم تحتجب ولم تُلْقِ على نفسها الجلباب وخرجت إلى الشارع واختلطت مع الرجال كانت فتنة للرجال, وإذا كانت فتنة للرجال وأصرَّت على ذلك ولم تتب إلى الله تعالى, فإن مصيرها إلى نار جهنم والعياذ بالله تعالى, قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيق}.
لذلك وجب على الرجل أن يُحجِّب زوجته, وأن يحجبها عن أنظار الرجال وخاصة الرجال الفاسقين, ويجعل زوجته كالحور العين اللواتي وصفهنَّ الله تعالى بقوله: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَام}, وذلك من خلال قول الله عز وجل: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}, هذا القرار في البيوت يحجبها عن أنظار الرجال الأجانب, فإذا ما خرجت لأمر ضروري خرجت متحجِّبة حتى لا تكون فتنة للرجال.
أيها الإخوة: مسألة أمر الرجال لنسائهم بالحجاب فرض عليهم وواجب شرعي سيُسألون عنه يوم القيامة, ولكن قبل الحديث عن هذا الموضوع موضوع الحجاب الذي كثر الحديث عنه من خلال أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية, ومن خلال الكتب والمجلات والصحف, قبل الحديث عنه أجعل هذه الخطبة مقدِّمة لهذا الموضوع الهامِّ والخطير.
حرص الإسلام على طهارة المجتمع:
أيها الإخوة الكرام: جاء الإسلام ليصون الأعراض والمجتمع من الرذيلة, ومن كل ناقصة تدنِّس الشرف والعرض, جاء الإسلام ليجعل المجتمع مجتمعاً مثالياً, شبابه صالحون, وشاباته صالحات.
جاء الإسلام ليصون الشباب من الفسق والشابات من الطغيان, لأن الشباب إذا فسقوا والشابات إذا طغوا فسد المجتمع, وبفساده يخسر المجتمع الدنيا والآخرة.
روى الطبراني وأبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَيْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَقَ شَبَابُكُمْ، وَطَغَى نِسَاؤُكُمْ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ؟ قَالَ: وَشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ سَيَكُونُ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَرًا وَالْمُنْكَرَ مَعْرُوفًا؟).
فسق الشباب لا يكون إلا بسبب طغيان النساء, ومن طغيانهنَّ تجاوزهنَّ حدود الله تعالى في مسألة الحجاب.
أيها الإخوة: الحجاب من المعروف والسفور من المنكر, ولكن بكلِّ أسف هناك من يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف, وهناك من يستجيب لذلك من بعض النساء حتى عمَّت البلوى, وأصبح البعض يرى الحجاب من المنكرات التي يجب محاربتها, والتبرُّج من المعروف الذي يجب الأمر به, وبذلك فسد المجتمع إلا من رحم الله تعالى.
أولاً: {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ}:
أيها الإخوة الكرام: لقد جاء الإسلام ليصون أعراضنا وشرفنا من أن تدنس بنظرة فاسق, أو بفعل محرَّم, فقال تعالى: {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ}, لا يجوز للمرأة أن تضرب الأرض برجلها في مشيتها ليعلم الرجال ما تُخفي من زينتها, لأن في ذلك مظنة للفتنة والفساد ولفت الأنظار وإثارة الشهوة, وإساءة الظن بأنها من أهل الفساد والفسوق, فإسماع صوت الزينة كإبدائها وأشد.
فالإسلام علَّمها كيف تمشي في الطريق صيانة لشرفها وعزَّتها وكرامتها من أصحاب القلوب المريضة, لأن بضربها الأرض برجلها تستميل القلوب المريضة, وبذلك يكون فساد المجتمع.
ثانياً: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}:
أيها الإخوة الكرام: من أجل سلامة الأعراض وطهارة المجتمع من الرذيلة خاطب الله النساء بقوله: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}, لأن خروج المرأة من بيتها ضياع لوظيفتها التي وُكِلَت إليها, فإذا ضيَّعت وظيفتها فسدت, وإذا فسدت أفسدت, والمسؤول عن ذلك الرجل.
أيها الإخوة: مروا نساءكم بعدم الخروج من البيت إلا لضرورة, لأن الله أمر المرأة بذلك, ولأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وفي رواية لابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والطبراني في الكبير والأوسط: (الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، وَإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ، وَإِنَّهَا أَقْرَبُ مَا يَكُونُ إِلَى اللَّهِ وَهِيَ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا). وفي رواية للطبراني في الكبير: (إِنَّ الْمَرْأَةَ عَوْرَةٌ، وَإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ فَتَقُولُ: مَا رَآنِي أَحَدٌ إِلا أَعْجَبْتُهُ، وَأَقْرَبُ مَا تَكُونُ إِلَى اللَّهِ إِذَا كَانَتْ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا).
يجب على المرأة أن تلازم بيتها لتقوم بدورها الحقيقي في تربية المجتمع, ملازمة بيتها ليس سجناً لها, ومن يقول إن ملازمة المرأة لبيتها سجن لها؟
تلازم بيتها ولا تخرج إلا لضرورة لأن مهمتها صعبة وصعبة جداً, ألا وهو تربية الأبناء, أما دُرِّسْنا أيام زمان:
الأم مدرسةٌ إذا أعددتَها   ***   أعددتَ شعباً طيب الأعراق
دورها في بناء المجتمع كبير أيها الإخوة, وعملها في بيتها لا خارج بيتها, وعندما خرجت ضاعت وضيَّعت, وستتحمَّل مسؤولية هذا الضياع, ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ, الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ, وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ, وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا, وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ, قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ, وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) رواه البخاري ومسلم, وفي رواية لهما: (وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ). هذا هو مكان رعايتها, ومن لم يرع المكان الذي وُكِل إليه ضيَّعه, وأول من يتحمَّل نتائج هذا الضياع هو المُضيِّع, وبالتالي نتائج الفساد حاطت بالمرأة أيَّما إحاطة, والواقع يصدِّق هذا.
ثالثاً: (أيُّما امرأة استعطرت):
أيها الإخوة الكرام: من حِرصِ الإسلام على سلامة أعراضنا وسلامة المجتمع من الرذيلة, حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي خرجت من بيتها لضرورة من أن تستعطر, أو أن تجعل زينة لها رائحة تفوح منها, أجمل زينة المرأة ما ظهر لونه وخفي ريحه, وأجمل زينة الرجل ما ظهر ريحه وخفي لونه.
حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة من الخروج بيتها مستعطرة, فقال صلى الله عليه وسلم: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ) رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
لأن خروج المرأة من بيتها بهذا الشكل فتنة للرجال, وسببٌ للفساد في المجتمع, لذلك حرَّم الإسلام عليها الخروج مستعطرة.
الإسلام يعالج المشاكل من جذورها, ولا يستخفُّ بعقول الآخرين, الإسلام أغلق جميع الأبواب أمام الفاحشة, الإسلام لا يجعل لافتات ودعايات يكتب عليها: احذر الإيدز من خلال لقاء عابر, وهو يفتح أبواب الفواحش على مصاريعها!!
هذه الدعايات التي تكتب في شوارع المسلمين من التحذير من مرض الإيدز مع فتح أبواب الفواحش هو نوع من أنواع الاستخفاف بعقول الناس, الإسلام عالج هذه الأمور بالوقاية منها قبل وقوعها, وذلك بإغلاق جميع السبل الموصلة إلى هذه الفاحشة, حرَّم إبداء الزينة, وحرَّم ضرب الأرجل بالأرجل ليعلم ما تُخفي المرأة من زينتها, أمر المرأة بعدم الخروج من بيتها إلا لأمر ضروري, وإذا خرجت خرجت بالحجاب الشرعي الذي سنتكلم عنه في الأسبوع القادم إن شاء الله, كما حرَّم عليها الطيب إذا خرجت من بيتها.
رابعاً: (نساء كاسيات عاريات):
أيها الإخوة الكرام: الأمر الرابع الذي فرضه الله على نسائنا من أجل سلامة المجتمع من الرذيلة والفاحشة هو عدم خروج النساء كاسيات عاريات متبرِّجات, وذلك بقوله تعالى: {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}. ومن هذا التبرُّج خروج النساء كاسيات عاريات, كاسيات حسب الظاهر من ثياب ضيِّقة تجسِّد جسد المرأة, أو ثياب رقيقة قصيرة تكشف العورة, فهي كاسية عارية, وهذه المرأة فتنة للرجال, لذلك حرَّم الله عليها الجنة وريحها حتى تتوب إلى الله تعالى.
جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ, وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ, لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ, وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا, وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا)..
هلاَّ فكَّر المسلم بهذا الحديث الشريف, ونظر بعد ذلك في أهله من زوجة وبنت ما هو لباسها؟ هل هو ضيِّق يجسِّد العورة؟ أم هو رقيق يشف ما تحته؟ أم هو سميك فضفاض؟
فإن كان ضيِّقاً أو رقيقاً هل يرضى لزوجته وبنت هذا؟ أن تُحرَم من دخول الجنة لا قدر الله وتُحرَم من ريحها, وذلك باستحلال هذه الثياب التي فيها تقليد للنساء العاهرات الفاجرات اللواتي لا يخفن الله تعالى؟
أيها الإخوة الكرام: {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}, فهذه الثياب الضيِّقة الرقيقة التي تلبسها المرأة تجعلها كاسية عارية, ومن كانت هذا وصفُها يحرم عليها دخول الجنة إذا استحلَّت هذا الأمر والعياذ بالله تعالى.
سلوا هؤلاء النسوة: ما الغاية من خروجها أمام الرجال الأجانب بهذه الثياب؟ ومن الذي يدفع ثمن هذا التبرُّج؟ أول دافع لثمن هذا التبرُّج هو المرأة الكاسية العارية بحدِّ ذاتها, بحيث يُعتدى عليها, وكم من بيوت خُرِّبت بسبب هذا؟ وكم من امرأة طُلِّقت بسبب هذا؟ وكم من خيانة وقعت بسبب هذا؟
هؤلاء النسوة هنَّ مصدر فسق الشباب, وعندما طغت المرأة وفسق الشباب بسببها فهي التي تتحمَّل وزرها ووزر من فتنته من الشباب والعياذ بالله تعالى.
خامساً: (إذاً تنكشف أقدامهنَّ):
أيها الإخوة الكرام: ليسمع من يختصم مع الآخرين: هل الوجه عورة أم ليس بعورة؟ هل يجب ستره أم لا؟
اسمعوا وأسمعوا هؤلاء حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد والنسائي والترمذي وقال عنه: حديث حسن صحيح, عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ؟ قَالَ: (يُرْخِينَ شِبْرًا) فَقَالَتْ: إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ. قَالَ: (فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا لا يَزِدْنَ عَلَيْهِ).
احذروا أيها الإخوة مخالفة أمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأن مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم سببٌ للفتنة وسببٌ للعذاب الأليم, قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}.
ولا أدري أيُّها الإخوة هل الفتنة أصابت المجتمع أم لا؟
أيها الإخوة الكرام: إذا كانت المرأة المسلمة في زمن الطُّهر والعفاف حريصة على تغطية قدمها, أفلا تكون حريصة على تغطية وجهها؟ وهل الفتنة في القدم أم في الوجه؟ وخاصة في هذا الزمن.
من خالف فليتحمَّل نتائج المخالفة, ومن نتائج المخالفة دخول الفتنة إلى البيوت.
خاتمة نسأل الله تعالى حسنَها:
أيها الإخوة الكرام: أُذكِّر نفسي وإياكم بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون}, كن حريصاً أيُّها المسلم على محارمك, وذلك بأمرها بالحجاب, بأمرها بأن لا تضرب الأرض برجلها, وأن  لا تمشي مشية الاستمالة لقلوب الرجال, بأمرها أن تقرَّ في بيتها, وأن لا تخرج إلا لضرورة, وإذا خرجت أن تخرج بجلباب يسترها من فرقها إلى قدمها, وأن لا تكون متعطِّرة.
وحديثنا مع قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ} في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى.
أقول هذا القول, وكلٌّ منا يستغفر الله, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين