التكافل الاجتماعي من أعظم الأعمال والقُربات

 

لقد حثَّ الإسلامُ عبادَه المؤمنين على أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يُعِينَ بعضُهم بعضًا على نوائب الزمان، وجعَل ذلك من أعظم الأعمال، وأفضل القُرُبات والمندوبات في أوقات الأزمات، وهو بابٌ عظيمٌ من الثواب والأجر، ومن تلك الأعمالِ: تفريجُ الكُربات، وإعانةُ ذوِي الحاجات، وإنظارُ المُعْسِر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من فرَّج عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَب الدنيا فرَّج اللهُ عنه كُربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد، ما كان العبدُ في عون أخيه".

ومن الأمثلة العظيمة على التكافل الاجتماعي والتعاون على البر والتقوى: ما كان يفعلُه الأشعريون قديمًا، فعن أبي موسى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قلَّ طعامُ عيالهم بالمدينة جمَعوا ما كان عندهم في ثوبٍ واحدٍ ثم اقتسموه بينهم في إناءٍ واحدٍ بالسوية، فهم منِّي وأنا منهم"، فجعَلَهم النبيُّ منه وجعل نفسَه منهم تكريمًا لهم على هذا الصنيع المبارك.

فعلى المسلم أن يبادرَ إلى فعل الخيرات، وأن يُكثرَ التقربَ إلى الله بإعانة المحتاجين، فإن في ذلك تفريجًا لكرُباته يومَ القيامة، ولا يخفَى عِظَمُ كُربات الآخرة بالنسبة لكُربات الدنيا، فمن كسا لله عزّ وجلّ كساه الله، ومن أَطعمَ  لله عزّ وجلّ أطعمَه اللهُ، ومَن سقَى لله عزّ وجلّ سقاه الله، ومن عفا لله عزّ وجلّ أعفاه الله.

فبَقَدْرِ نفعك للناس يكون حبُّ الله لك، قال عليه الصلاةُ والسلام: «أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ سرورٌ يُدخله على مسلمٍ، أو يكشف عنه كربةً، أو يقضي عنه دَيناً أو يَطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد -مسجد المدينة- شهراً".

وفَّقَنا اللهُ لما فيه الخيرُ والنفع والصلاح.ُ

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين