من هي ملكة جمال فلسطين - ملكة جمال فلسطين الحقيقية

من هي ملكة جمال فلسطين

د. صلاح الخالدي

استنكر واستهجن كل مسلم مخلص محترم غيور تلك المهزلة و«المسخرة»، التي ستجري في مدينة رام الله في آخر هذا الشهر، احتفالاً بالذكرى السنوية الأولى لحرب اليهود ضد أهل غزة! إنها مهزلة انتخاب ملكةجمال فلسطين.. فقد ذكرت الأنباء «المخزية» القادمة من رام الله مؤخراً - وما أكثر الأنباء المخزية القادمة من هناك - أن شركة في رام الله، اسمها شركة «تريب فاشن» تديرها امرأة اسمها «سلوى يوسف» مدعومة بقوة من «سلطة رام الله» تنوي إقامة مسابقة لاختيار ملكة جمال فلسطين! وتكون الفتاة الفائزة بهذا اللقب «سفيرة» لفلسطين في دول العالم. وذكرت تلك الأنباء المخزية أن المديرية المذكورة للشركة المذكورة وجدت صعوبة بالغة في اقناع الكثير من فتيات فلسطين في الاشتراك بتلك المسابقة، واعتبرت إقامتها والاشتراك فيها باطلاً ومنكراً، ولا يتفق مع قداسة وخطورة القضية.. وأن مديرية الشركة لم تنجح إلا باقناع ثمان وخمسين فتاة للاشتراك في المسابقة المخزية، ست وعشرون فتاة من فلسطينيي الداخل واثنتان وثلاثون من فتيات الضفة، وقالت مديرة الشركة أن السلطة في رام الله تدعم هذه المسابقة دعماً كبيراً، وأن وزارتي الإعلام والثقافة تشرفان عليها، وتشتركان في لجنة التحكيم والاحتيار.
وحددت مديرية الشركة يوم 26/12/2009 موعداً لتتويج "ملكة جمال" فلسطين!!
لماذا هذا التاريخ بالذات؟ وهل هو مصادفة؟ إن تحديد هذا التاريخ مقصود! إنه ذكرى بداية حرب اليهود للأهل في غزة، والهجوم اليهودي الغاشم على القاطع! فهل تريد سلطة رام الله وشركاتها الاحتفال الفني بذكرى تلك الحرب، والفرح بحالة الحصار والقتل والتدمير التي ارتكبها اليهود هناك؟!
نحن نعلم كيفية إجراءات فحص واختيار المرشحة لتكون ملكة جمال، ونعلم «القياسات» العديدة التي تؤخذ لأجسام ومساحات أعضاء من جسمها، وهي تكاد تكون شبه عارية، ولا نعلم ما يجري خلف الكواليس من شروط للفتيات «المنكوبات» المشتركات في المسابقة!! ولا ترضى أية فتاة عندها «بقية» من حياء وعفة وخلق وأدب عرض مفاتن جسدها على المتفرجين!!
وقد أنكر العلماء والدعاة والمجاهدون والمخلصون وعلى رأسهم الشيخ المجاهد حامد البيتاوي حفظه الله هذه المهزلة الشيطانية، واعتبر الذين وراءها خائنين لفلسطين وقضيتها وطهر بناتها..
ليست هذه الفتاة المنكوبة المشتركة في مسابقة «العهر» هي ملكة جمال فلسطين، ولا تصلح هذه الفتاة شبه العارية أن تكون سفيرة لفلسطين، وأن تكون ممثلة لبناتها.. إن انحرافها وعريها شاذ غريب تتبرأ منه القضية الفلسطينية المقدسة.
إن جمال نساء فلسطين بلباسهن، وسترهن، وحجابهن. الفتاة الفلسطينية الجميلة هي التي تعلن أن جمالها في حجابها وعفتها، وجمالها في حسن خلقها وأقوالهاوأفعالها، وجمالها في جهادها وصبرها.
ملكات جمال فلسطين هن المجاهدات الصابرات، من الأسيرات وأمهات الأسرى وزوجات وبنات الأسرى! ملكة جمال فلسطين تعرفونها يا هؤلاء، إنها تاج رؤوسكم، إنها خنساء فلسطين «أم نضال فرحات وسنديانة فلسطين «أم بكر بلال»!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين