إعداد الجيوش لا يغني عن إعداد الشعوب

1 ـ إعداد الجيوش لا يغني في وجه الأعداء عن إعداد الشعوب:

1ـ إن الجندي الحقيقي هو الفرد من أبناء الشعب، فيجب توعيته وتنمية شعوره بكرامته وبواجب الدفاع وبقيمة بلاده عنده وارتباط حياته بكرامتها، وذلك بإفهامه أنه صاحب حقوق، وحامل التزامات كيلا يشعر بأنه مسخر فقط لمصلحة الحكم والحاكم، فإن الجيش قد ينكسر فتبقى الأمة كلها جيشاً سرياً ولو احتل الأعداء الأرض؛ إذ تصبح الأرض المحتلة ألغاماً بأبنائها تحت أقدام الأعداء كيفما تحركوا واجهوا المتاعب والمصاعب.

فالثورة الجزائرية كان لكل ثائر فيها ملجأ من الأسر وأبنائها، لعموم شعور المرارة بما لقي الشعب من وطأة الحاكم المستعمر وغطرسته وعسفه فأصبحت الأرض كلها براكين تحت أقدام الفرنسيين فكان الحل الوحيد لصيانة أرواحهم وأموالهم التي تنفق بآلاف الملايين لقمع الثورة عبثاً هو الخروج من البلاد وتركها لأبنائها.

 

2 ـ الأمر الثاني: إزالة التناقضات من حياة الشعب بين شعوره وسلوكه.

فلا يفيد بث المشاعر الكريمة وإثارة الحماس في الخطب والتصريحات وسائر الأقوال إذا كانت وسائل الترفيه الفاسدة في اللهو واللعب والمتع الانحلالية متروكة حرة في الشعب، يلهوبها ويستمتع من طريق البرامج الخلاعية في وسائل الإعلام.

 

فيجب إعداد الشعب لأن يعيش نفسياً في جوِّ الدفاع والاستعداد إذا كنا في مواجهة عدو على الأقل، إن لم نقل في سائر ظروف الحياة.

 

أما الطريقة المكيافيلية ـ والناصرية ـ لإلهاء الشعب في ملذاته عن مفاسد الحكم واعوجاج خط السير، والاكتفاء من الشعب بالخضوع، واجتناب التفكير بالسياسة فهذا نتيجته الانحلال ثم الزوال للحاكم والمحكوم معاً.

 

*   *   *

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين