من أوصاف الرسول في التوراة والإنجيل -2-

 

قال الله سبحانه وتعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويوتون الزكاة والذين هم بآياتنا يومنون. الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}.

 

هذه الآيات الكريمة معدودة من سورة الأعراف، وسورة الأعراف سورة مكية مشتملة على مائتين وست آيات، باستثناء ثماني آيات منها؛ وهي: قوله تعالى: {واسألهم عن القرية}، إلى قوله: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم}. 

 

وقد افتتح سبحانه وتعالى هذه الآيات بآية عظيمة؛ وهي قوله سبحانه: {ورحمتي وسعت كل شيء}. قال عنها المفسرون؛ وفي طليعتهم: الإمام ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره: إنها عظيمة الشمول والعموم؛ فقد تحدث نبينا صلى الله عليه وسلم عن هاته الرحمة فقال: "إن الله عز وجل خلق مائة رحمة، فأنزل رحمة يتعاطف بها الخلق، جنها وإنسها، وبهائمها. وأخر عنده تسعا وتسعين رحمة". رواه أحمد وأبو داود رحمهما الله، عن سيدنا جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.

 

وعليه؛ فرحمته – سبحانه وتعالى – عمت مخلوقاته كلها، فلا موجود في هذا الكون إلا وقد وصل إليه نوع من رحمته، وأولها: إخراجه من العدم إلى الوجود. فإن كان مؤمنا بالله وبما جاء به رسل الله، ونزلت به مصائب، وحلت به نوائب؛ فالأمر بالنسبة إليه على ضربين:

 

- فإن كان من أهل المقامات العلية، والمراتب السنية؛ كالأنبياء والمرسلين، والعظماء العاملين؛ فالسر من ابتلائهم هو: رفع درجاتهم، وإعطاء المثالية لمن يأتي من بعدهم، كما قال تعالى: {وكأين من نبيء قتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين}. [*/ *]. وكما قال صلى الله عليه وسلم لسيدنا سعد رضي الله عنه لما سأله: "يا رسول الله؛ أي الناس أشد بلاء؟". قال: "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل...". الحديث. أخرجه ابن ماجه وغيره.

 

- وإن كان من المسلمين العاديين؛ فإن السبب في ابتلائه هو: الذنوب التي ارتكبها، ويتفضل سبحانه بالعفو عن الكثير منها كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}. [*/ *]. وكما قال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصَب ولا وصَب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، وحتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه". رواه مسلم عن سيدنا أبي سعيد وسيدنا أبي هريرة رضي الله عنهما.

 

وعلى كل حال؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: "عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". رواه مسلم عن سيدنا صهيب رضي الله عنه .

 

أما إذا كان كافرا؛ فإن المصائب لا تنتابه إلا قليلا، ويؤخر إلى جهنم حيث يخلد في النار خلودا أبديا سرمديا، ويجازى على حسناته في الدنيا بوفرة الجاه وسلامة النفس، وكثرة الأموال والأولاد، والعيش الرغيد. وإن أصابته مصيبة؛ كانت نتيجة خطأ ارتكبه أو ارتُكب ضده. وصدق الله: "إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون".

 

ولئلا يعتقد الكافرون – وأولهم (الشيطان) – أن رحمة الله المحيطة بهم في الدنيا تشملهم في الآخرة أيضا؛ قال تعالى: {فسأكتبها للذين يتقون}؛ أي: يجعلون وقاية بينهم وبين الشرك أولا، وبين المعاصي ثانيا، وبين الشبهات التي لا يعلمها كثير من الناس ثالثا. {ويوتون الزكاة}: أي المفروضة عليهم بالقرآن، وبينت السنة مقاديرها في النَّعم والذهب والفضة، والحبوب والثمار والعرَض والدين، أو بالسنة فقط؛ كزكاة الفطر. وفتاوي فقهاء الإسلام سواء منهم أهل الخلاص العالي أوالنازل في الاجتهاد في الموضوعات التي لها صلة بها.

 

ويمكننا اليوم أن نقول: إن الله – سبحانه وتعالى – جعلها منذ أربعة عشر قرنا بمثابة الضمان الاجتماعي في الإسلام، ولا زالت أكثر الحكومات الإسلامية اليوم لم تعرها أدنى اهتمام فتجعل لها وزارة خاصة، أو مصلحة تابعة لوزارة المالية تحارب بواسطتها التخلف، وتقاوم بها البطالة، وتقيم بها مشاريع اقتصادية وعسكرية هامة، بشرط ملازمة النصوص الواردة في الموضوع وما استنبطه منها علماء الاجتهاد المتوفرة فيهم شروط الاجتهاد. وكذلك المجاميع الاجتهادية الحديثة؛ كمجمع البحوث الإسلامية الذي يجتمع كل سنة بالقاهرة، ويتوفر على كبار علماء الإسلام.

 

ونحن في المغرب عرفنا قيمتها حينما جمعنا نحو خمسة ملايير من السنتيمات من زكاة الفطر وحدها أثناء تضامننا مع إخواننا السوريين والمصريين في حرب الجولان وسيناء ضد الصهاينة الأشرار سنة 1392. وإذا كان هذا في زكاة الفطر الواجبة بالسنة، فكيف بالزكاة الركنية الواجبة بالقرآن والسنة؟.

 

{والذين هم بآياتنا يؤمنون}: يصدقون بها، سواء كانت منزلة في القرآن الكريم، أو مثبتة في القرآن والسنة نقلا عن الكتب السماوية السابقة، وسواء كانت متعلقة بتوحيده سبحانه وباختراعاته الظارهة قديما، ابتداء من خلقه سبحانه الدنيا، أو في حياته صلى الله عليه وسلم، أو بعد مماته إلى يوم القيامة.

وقد عرّف العلماء – رحمهم الله – الإيمان بأنه: قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، واتباع بإحسان. وهو تعريف جامع.

 

وبعد أن بين سبحانه أن التقوى وأداء الزكاة والإيمان بآياته المتعددة معدودة من أوصاف من تكتب له الرحمة في الدنيا والآخرة؛ ضم إلى ذلك أن سكون من أتباع الرسول النبي الأمي في الأقوال والأفعال، ذلك الرسول الذي يجد اليهود والنصارى نعوته السامية مكتوبة عندهم في التوراة التي أنزلها الله على سيدنا موسى، والإنجيل الذي أنزله على سيدنا عيسى عليهما الصلاة والسلام. وقد وقع الإجماع على أن المراد بالرسول هنا: سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

 

والرسالة هي: وساطة بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه، يخص بها صفوة عبيده. ومننه عليهم: أن بعث فيهم رسولا من أنفسهم؛ أي: إنسانا مثلهم ومن أفضلهم حسبا ونسبا، يدعوهم إلى سعادتهم في الدين والدنيا.

 

وقد عرّف علماء الكلام الرسول بأنه: إنسان حر، ذكر، أوحي إليه بشرع، وأمر بتبليغه. وسيدنا محمد هو أفضل خلق الله بإجماع، وهو خاتم ذروة الرسالة كما نص عليه القرآن.

 

والنبوءة: هي أعلى درجة في المثالية يتصف بها إنسان.

 

{من أنفسهم}: يختاره الله تعالى من أنفسهم حسبا ونسبا، ومن فضله سبحانه على عبيده: أن جعل كثرة النبيئين من هذا النوع المثالي؛ لأن التربية المثالية تؤثر تأثيرا كبيرا في النفوس. وخص جماعة بالنبوة والرسالة معا؛ لاحتياج مجتمعهم إلى الأمرين معا.

 

وقد عرف علماء التوحيد النبي بأنه: إنسان حر، ذكر، أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.

 

والأمية: هي نسبة إلى الشعوب الذين كانوا أمة أمية، لا تقرأ ولا تكتب إلا نفرا قليلا منهم، والنادر لا حكم له. ومع ذلك؛ حكموا الدنيا وأسعدوها سعادة أبدية بفضل القرآن ومن نزل عليه القرآن.

 

أو: نسبة إلى الأم؛ وفي ذلك شرف للأمومة التي تنجب الأولاد والبنات الذين يخلفون آباءهم في الدنيا، ويظهر بارزا فيهم أثر الخلافة عن الله تعالى في الأرض.

 

أو: نسبة إلى أم القرى؛ وهي مكة، المشتملة على المسجد الحرام، أول بيت وضع للناس مباركا وهدى للعالمين، وقبلة للمسلمين الخالدة خلود الدنيا.

 

أما الأوصاف التي وصف الله – سبحانه وتعالى – رسوله صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل؛ فهي ستة:

 

أولها: {يأمر بالمعروف}. والمعروف: كلمة جامعة لكل مكارم الأخلاق التي بُعث الرسول من أجلها.

 

ثانيها: أن {ينهى عن المنكر}؛ والمنكر: كلمة جامعة لمساويء الأخلاق. وقد رغب ورهب منذ أن أنزلت عليه الرسالة إلى أن التحق بالرفيق الأعلى، وأنزل الله عليه القرآن، وبينه صلى الله عليه وسلم في السنة، وأهدى إلى أمته خصوصا والعالم عموما خاتمة الكتب السماوية، ودستورا أعلى يعد أعلى دساتير العالم كله في جميع الأعصار والأزمنة، ونطق بجوامع الكلم التي تسد الفراغ الموجود في الدنيا كله – إن اتبعتها – وتضمن لها السعادة في الدين والدنيا والآخرة في مختلف ميادين الحياة. 

 

ومعلوم أن الإشارة بهذين الوصفين كتشريع لحركة المعارضة في الإسلام، بشرط واحد، وهو: أن تكون بناءة ومكونة من العلماء وذوي الحل والعقد، وما مات صلى الله عليه وسلم لحماية المعارضة مسندا بنص القرآن القائل: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}. ويمكننا أن نسميهم بلغة العصر: بأعضاء المجلس الوطني (البرلمان).

 

بل إنه سبحانه وتعالى أعطى هذا الحق للبشرية قديما، فقال: {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. يومنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين}.

 

وأعطاه لجميع أفراد الأمة المحمدية؛ فقال: {والمومنون والمونات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}. ويمكننا أن نسميهم بلغة العصر: بالرأي العام. ولا ينكر أحد أهميته.

 

وقد حذر صلى الله عليه وسلم من ترك هذه المعارضة بقوله: "والذي نفسي بيده؛ لتأمرن بالمعروف واتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم". أخرجه الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه. وقال: "حديث حسن غريب".

 

وثالثهما: {ويحل لهم الطيبات}. أي: المستلذات المحرمة على اليهود بسبب إجرامهم ودسائسهم المنصوص عليها في الكتب السماوية السابقة المنزلة على رسلهم عليهم الصلاة والسلام. وفي القرآن أيضا، وفي الحديث الشريف الذي أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا"...الحديث.

 

ومن الأشياء التي حكم الله بحلها: البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام. فافتأت أهل الجاهلية على الله وحكموا بتحريمها. قال تعالى: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام}...الآية. وقد عرفها الإمام سعيد بن المسيب – رحمه الله – كما في صحيح البخاري، بما يأتي:

 

1- البحيرة: هي الناقة التي يمنح درها للطواغيت، قد يحلبها أحد من الناس.

 

2- السائبة: هي التي كانوا يسببونها لأنفسهم ولا يحملون عليها شيئا.

 

3- الوصيلة: هي الناقة البكر، تبكر في أول نتاج الإبل بالأنثى، ثم تثنى بأنثى. فكانوا يطيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بأخرى ليس بينهما ذكر.

 

4- الحام: وهو الفحل من الإبل، أضرب الضراب المعدود، فإذا قضى ضرابه دعوه للطواغيت وأعفوه من الحمل عليه، فلا يحمل عليه شيء، وسموه: الحام.

 

ورابعها: {ويحرم عليهم الخبائث}: سواء كان منصوصا في القرآن أو في السنة؛ كقوله سبحانه: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام}. [*/ *]. فقد ذكر المفسرون – ومنهم: الإمام جلال الدين السيوطي في تكملته لتفسير الإمام المحلي رحمهما الله – أن المحرمات المنصوص عليها في هذه الآية هي الآتية:

 

1- أكل الميتة. 

 

2- الدم المسفوح كما هو منصوص عليه في سورة الأنعام.

 

3- الخنزير.

 

4- المذبوح على اسم غير اسم الله.

 

5- الميتة خنقا.

 

6- الحيوان المقتول ضربا (الموقودة).

 

7- الميتة بسبب سقوطها من علو إلى سفل. (المتردية).

 

8- المقتولة بنطح أخرى لها.

 

9- أكل السبع من الحيوان.

 

وما أدرك فيه الروح من هذه الأشياء؛ فهو جائز.

 

10- الحيوان المذبوح على النصُب. جمع نصاب؛ وهي: الأصنام.

 

11- طلب القسم والحكم بالأزلام. جمع: زلم (بفتح الزاي وضمها)، وهي: القدح (بكسر القاف): السهم الذي لا ريش له ولا نصل. وكانت عند سادة الكعبة عليها أعلام، وكانوا يحكِّمونها، فإن أمرَتْهم ائتمروا، وإن نهتهم انتهوا.

 

والأحاديث في الموضوع كثيرة، ويكفي أن أذكر أن: الإسلام حرم دخول الجنة على الجسد المغذى بالحرام؛ فقد روى أبو يعلى وغيره عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام".

 

وقد شاع وذاع أكل الحرام وشرب الحرام، وأصبحت قوانين الدول الإسلامية تبيح عدها من المحرمات، وتحرم أنواعا من الطيبات. بل أصبح العالم الإسلامي يحارب في كثير من أوطانه، واللغة العربية أصبحت لغة ثانوية في عقر ديارها، اقتداء بالدول كافرة. ويقال عنا: إننا عصريون تقدميون، وترتفع أصوات العلماء في مشارق الأرض ومغاربها بين الفينة والفينة منددة بذلك، فلا تجدي شيئا.

 

لقد أسمعت لو ناديت حيا        ولكن لا حــــــــــياة لمن تنادي

 

وخامسا: {ويضع عنهم إصرهم}: والإصر هو الثقل الذي يأصر صاحبه – أي: يحبسه – عن الحركات لشدة ثقله.

 

وبديهي أن شريعة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام كانت من الصعوبة بمكان، اقتضتها الظروف الاجتماعية التي كان يحياها المجتمع اليهودي إذذاك. وسيأتي قريبا نماذج من ذلك.

 

وسادسها: {والأغلال التي كانت عليهم}: والأغلا هنا – كما قال العلماء – إما أن يراد بها التعاليم القاسية التي أنزلها سبحانه على سيدنا موسى – كقطع أثر البول، وقتل النفس في التوبة، وقطع الأعضاء التي صدرت منها المعاصي – وإما أن يراد بها: أمره سبحانه وتعالى بلبس المسوح، وربط أيديهم إلى أعناقهم أثناء الصلاة تواضعا لله ومراقبة لعلي جنابه.

 

{فالذين آمنوا به – أي: بمحمد صلى الله عليه وسلم – وعزروه – أي: وقروه ووقروا شريعته، والتزموا في المنشط والمكره – ونصروه – أي: نصروه على عدوه في حياته، ونصروا شريعته على أعدائها في حياته وبعد مماته، بمختلف أنواع النصر، سواء بالسيف أو بالقلم – واتبعوا النور الذي أنزل معه – وهو: القرآن الكريم، والذكر الحكيم، الجامع لملخص الكتب السماوية كلها، والمغني عن غيره من القوانين أجمعها – أولئك هم المفلحون}. أي: الفائزون بالفلاح في الدين والدنيا لا غيرهم من المتبعين للكتب السابقة المحرفة والمنسوخة في القرآن، وغيرهم من أتباع المذاهب المادية على اختلاف أسمائها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

 

-انتهى-

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين