مزج الأقصى بأنفاسنا - الأقصى الحبيب

مزج الأقصى بأنفاسنا

صلاح الدين خالدي

جميل جداً أن تقام فعاليات ونشاطات مختلفة بشأن القدس والأقصى، وجميل جداً أن يشارك الناس بفعالية في هذه النشاطات، وأن يراها الناس ويتابعوها بمختلف الوسائل. ومشاركة قطاعات كثيرة من الشعوب العربية والإسلامية بهذه النشاطات والفعاليات دليل «حضور» القدس والأقصى بقوة في أذهان هذه القطاعات، وهذا شيء طيب.
لكن اللافت للنظر أن هذا «الحراك» الذهني والشعبي، يكون مرتبطاً بالأحداث الساخنة التي تجري في القدس، بمعنى أنه عندما «يُصعِّد» اليهود المجرمون من إجراءاتهم وعدوانهم واحتكاكهم بالقدس وأهلها، تكون ردة الفعل إقامة هذه النشاطات والفعاليات!!
وهذا ما لا نريده! ولا تريده القدس! ولا يريده الأقصى!
لا نريد أن تكون نظرتنا للقدس والأقصى «مرهونة» بالأحداث التي تجري فيها، ولا نريد أن يكون موقفنا منها «ردة فعل» للأحداث هناك.. وعلينا أن نتخلى عن «ردة الفعل» لأنَّ هذا منطق العاجز أو الضعيف.. لن ننصر الأقصى بردة الفعل هذه، المبنية على الأحداث الجارية، تعلو وتهبط معها، وتنام بل تموت عند توقف الأحداث!!
يجب أن تكون نصرتنا للأقصى «خطة استراتيجية» دائمة، وأن يوضع لها برنامج عملي دائم، لأن الأطماع اليهودية في الأقصى ليست حالة طارئة، وإنما هي مخطط استراتيجي له مراحل وخطوات، وبرنامج زمني طويل، وهو ثمرة قرون وقرون من التخطيط اليهودي الشيطاني، وهم الذين رسخوا في أذهان أبنائهم شعار: «نسيتني يميني إن نسيتك يا أورشليم»!
لن نحبط ونفشل المخططات اليهودية ضد القدس والأقصى وفلسطين بمسيرات ونشاطات واعتصامات موقوتة سريعة فقط، محكومة بأحداث موقوتة، هذه المسيرات والاعتصامات لا بد منها، لكنها ليست كل شيء، إنها نقطة البداية، ولا بد أن تتبعها خطوات..
يجب أن ينشأ كيان كل منا على «الأقصى»، وأن نجعل الأقصى في القلوب والعيون، والأرواح والمشاعر والأحاسيس، ويجب أن نربط الأقصى بأنفاسنا، ويدخل إلى كيان كل منا مع كل هواء يدخل، فالهواء الذي نتنفسه يجب أن يكون مخروجاً بالأقصى، فإن خلا منه فسيكون هواءً ملوثاً! وإذا مرت على أحدنا ساعة لم يتذكر فيها الأقصى فإنها لن تكون من عمره.
ويجب أن ترتبط كل مؤسساتنا ومرافقنا بالأقصى، وأن «تبرمج» على التذكر والاستحضار الدائم للأقصى، والتفكير الدائم بنصرة الأقصى. ومواجهة مخططات اليهود ضده..
أنفاسنا فلتُمزج بالأقصى، ونبضات قلوبنا فلتُربط بالأقصى، ودقائق حياتنا فلتُبرمج على الأقصى، وحديثنا فليكن عن الأقصى، وأسرنا وبرامجنا ومناهجنا مع الأقصى!
هذا كله سيدفعنا الى العمل على نصرة الأقصى وتحريره
[وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ] {العنكبوت:69} ..!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين