رمضان شهر القوة

 

في هذه الحياة صراع لا يفوز به إلا الأقوياء ، والقوة ضربان : مادية ومعنوية ، ومن مبادئ الإسلام أن القوة المادية وحدها قد تنتصر ولكن انتصارها لن يكون طويلا ،ولن يكون مفيدا ، وقد قص علينا القرآن فيما قص من أنباء الأمم الماضية أن أمما كانت قوية في مظاهر الحياة المادية فعاثت في الأرض فسادا وحاربت رسل الله وأنبياءه ، وكذبت دعوات الإصلاح ، فأوردت بلادها الخراب والدمار ،استمع إلى ما يقوله القرآن الكريم عن بعض هذه الأمم [أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ(6) إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ(7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي البِلَادِ(8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالوَادِ(9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ(10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي البِلَادِ(11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الفَسَادَ(12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ(13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَادِ(14) ]. {الفجر}.

تلك هي نهاية الأمم التي أخذت من القوة المادية بأوفى نصيب ولكنها كانت خلاء من القوة الروحية المعنوية ، فلم تستهو عقيدتها ، و لم تستهو نفوسها وأخلاقها ، ولم تأخذ من حياة الروح بأدنى نصيب.

و أما القوة المعنوية وحدها دون سند من القوة المادية فيقرر الإسلام أن لا سبيل لها إلى النصر ولا شأن لها في توجيه الحياة ، وقد رأينا أمما و شعوبا عاشت في التاريخ هضيمة الحق كسيرة الجناح ، تسام في ديارها الخسف والأذى لأنها لم تسلك  سبيل الحياة في القراع والنضال ، فانهزمت أمام الأقوياء في أجسادهم ومعيشتهم شر هزيمة .

و السبيل الصحيح للحياة الكريمة السعيدة أن تتضافر المادة و الروح في تقويم الإنسان و بناء معيشته ، وأن تمسك الأمة بجناحين من قوة المادة وقوة الروح ، لا يطغى أحدهما على الآخر ، فإذا هي في السماء تصعد على استواء لا يخشى عليها من هبوط أو انحدار و من هذا ما علمنا القرآن أن ندعو فنقول : [وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ] {البقرة:201}

و كما أوجب القرآن أن نصحح العقيدة و نهذب النفوس و نسمو بالروح ، أمرنا كذلك أن نُعد القوة إلى أقصى ما نستطيع [وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ] {الأنفال:60} ، و كما أمرنا أن نقيم الصلاة و نؤدي الزكاة ، و هي من أبرز دعائم القوة الروحية و المعنوية ، أمرنا كذلك أن نعمل [وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا] {القصص:77} ، و أمرنا أن نكشف كنوز الأرض وأسرار السماء  [قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ] {يونس:101} ،و أمرنا أن نجاهد في سبيل الله و نقدم أروحنا في سبيل الحق ، والجهاد من أكبر مظاهر القوة وأكثرها حركة وعملا ، و على هذا قامت دعوة الإسلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففاضت بأنباء الكفاح وزخرت بوقائع المعارك ، ولبس رسول الله الدروع ، وخاض معامع القتال ، وقاد الجيوش ، وقاتل  ، وقتل ، وانتصر ، وجرح ، ثم كان النصر للدعوة - التي جمعت بين القوتين المادية و الروحية - على الوثنية التي أضعفت من عقول العرب وأخلاقهم ، و قواهم النضالية المكافحة .

و مما يقرره الإسلام أن القوة المعنوية مع قليل من القوة المادية تغلب القوة المادية إذا فقدت الوازع النفسي و الباعث المعنوي ، وفي هذا يقول القرآن الكريم : [كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ] {البقرة:249} ، و لنا في معركة بدر أروع مثال ، فالمسلمون الثلاثمئة الذين انتصروا في بدر كانوا عربا ككفار قريش الذين بلغ تعدادهم في بدر ألفا ، أولئك أقرباء هؤلاء ، و من بلد واحد وأمة واحدة ، وميزات واحدة ، والسلاح في أيدي الألف كان أكثر وأوفر منه في أيدي الثلاثمئة ، ولكن المسلمين كانوا يملكون من قوة العقيدة ، وقوة الخلق ، وقوة الروح  ما لا يملكه أولئك الكفرة ، فانهزموا هزيمة سجلها القرآن الكريم كمثل رائع يدل على ما تستطيع القوة المعنوية أن تحرزه من نصر على القوة المادية إذا أخذنا من قوة السلاح بأدنى نصيب .

و قد ضرب القرآن مثلا للفرد الذي يجمع بين القوتين فيربح و ينجح ، بموسى حين سقى الماء للفتاتين عن قوة جسم ، و مشى معهما إلى أبيهما لا يرتفع إليهما طرفُه عن حياء وخلق نبيل ، فقالت إحداهما لأبيها : [قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ] {القصص:26}.

وضرب القرآن مثلا للأمة التي تجمع بين القوتين فتسعد وتنتصر بأمة محمد صلى الله عليه وسلم [مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا] {الفتح:29} - و هذه عنوان القوة المادية-  - و هذا عنوان القوة المعنوية -– و هذه ثمرة الجمع بين القوتين و ابرز عناصر السعادة للأمة التي تجمع بينهما- )

و الصيام الذي فرضه الله تعالى على المسلمين فيه الجمعُ بين القوتين جمعا رائعا منسجما يؤتي أحسن الثمار ، فهو من الناحية الصحية قوة للجسم يدفع عنه كثيرا من الضرر والمرض ، ويشفي فيه كثيرا من العلل .

وهو من الناحية المعنوية يعطي المسلم ثلاث قوى معنوية لها أكبر الأثر في سعادة الأفراد والجماعات .

أولاها الصبر :

 

 فالمسلم في رمضان يصبر على وطأة الجوع و العطش ، ويترك كل ما اعتاده في النهار من ملذات و مرطبات و منعشات ، يصبر على الحرمان من ذلك كله بطواعية واختيار ،لا خوفا من سجن ولا رهبة من عقاب في جسمه أو ماله ، والصبر الاختياري على ملذات النفوس وأهوائها أكثر فائدة للنفس وللأمة من الصبر الذي تحمل عليه الفاقة ، أو يلجئ إليه الحرمان ، أو تبعث عليه الرهبة من العقاب و العذاب .

إن الجندي الذي لم يتعلم الصوم اختيارا في أيام السلم ، لن يكون أكثر صبرا على الجوع في قلب المعركة حين يحيط به العدو و ينقطع ما بينه وبين قيادته ، كذلك الجندي المسلم الذي تحمل الصبر على الجوع شهرا من كل سنة ، وبضع عشرة ساعة من كل نهار ، حتى صار الصبر عنده على الدخان والشاي والقهوة - إن كان من المستهترين بها - أمرا اعتياديا في شهر الصوم.

إن الصبر على الشدائد قوة معنوية من أقوى الأسلحة التي تتسلح بها الأمم في كفاحها وحروبها ، والصبر على الحرمان في قلب المعركة من أهم ما ينتصر به الجيش على أعدائه ، ونحن نعلم أن من أكبر مشكلات القيادة الحربية في العصر الحديث ، تموين الجيوش بالطعام والغذاء ، والترفيه عنهم حين يطول بعدهم عن بلادهم وأهليهم ، وكثيرا ما رأينا الجيوش الغربية تصطحب معها فرقة كاملة من النساء الساقطات ليقمن بمهمة الترفيه عن الجنود في ميدان القتال .

قارن بين هذا و بين الجيوش الإسلامية التي انطلقت من الجزيرة العربية لتخوض غمار حروب استمرت عشرات السنين ، ثم لم يحدث أن وجدت القيادة الإسلامية نفسها إزاء مشكلة التموين أو الترفيه ، أما التموين فلأن الجيش الإسلامي كان من جنود لا يرون اللذة في طعام فاخر أو شراب بارد ، بل في شرب كأس الشهادة ليدخلوا جنة عرضها السموات والأرض سراعا بلا إبطاء ، و ما الطعام عندهم إلا شيء يملا المعدة ويقوم الجسم ، فإن أصابوه في اللحم واللبن لم يشبعوا منه ، وإن أصابوه في التمر والماء أكلوا منه ، وإن لم يصيبوه أياما وليالي حسبوا أنفسهم في يوم قائظ من أيام رمضان .

و أما الترفيه فقد كانوا من قوة الروح وصفاء الإيمان وسمو الخلق ، بحيث وجدوا ترفيه أرواحهم وأنفسهم في العبادة ، إي و الله !

لقد كانوا يرفهون عن أنفسهم و يتقوون على قتال أعدائهم بالعبادة في أعقاب الليل قبيل انبثاق النور حيث كانوا يقومون للتهجد و قراءة القرآن والتدارس بالعلم قبل أن يؤدوا صلاة الفجر بساعات، يجدون في ذلك قوة أرواحهم ، وراحة قلوبهم ، وكانوا يفعلون ذلك كل يوم بعد الانتهاء من معارك ما أقساها يومئذ على المحاربين ، السلاح الأبيض والنبل المسدد ، والخيل المسرجة هي عدتهم وأسلحتهم التي يتقاتلون بها وجها لوجه أمام الأعداء ، كل يوم من الفجر إلى الغروب ، ثم قاموا سراعا إلى الله يقفون بين يديه ويجدون برد قلوبهم بمناجاته والترفيه عن أرواحهم بذكره و تلاوة كتابه .

كذلك كانوا يفعلون ، ألم تسمعوا كيف كان السبب في جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه ما يسمعه حذيفة بن اليمان أحد قواد الجيش الإسلامي الذي كان يغزو أذربيجان من اختلاف قراءة المجاهدين في لليل حين كان يطوف بخيامهم قبيل صلاة الفجر و كان لهم بالقرآن دوي كدوي النحل ؟!

هذا هو سر ذلك النصر المعجز الباهر الذي ما روي التاريخ له مثيلا ، و ذلك هو سر تلك الهزائم المنكرة المتلاحقة التي منيت بها يومئذ جيوش فارس والروم إذ كانت معنوياتها المنهارة وخواء أرواحها من التألق والضياء ، وفراغ نفوسها من البواعث الإنسانية و المعنوية الكريمة كجيوش هذه الدول الغربية لا تضمن استمرارها في القتال إلا كانت بجانبها المسكرات والمومسات ولا تطمئن إلى اندفاع جنودها في المعركة إلا إذا ضمنت لهم الطعام والشراب شهورا معدودات !

 

ثانيتهما – الطاعة :

 

 فالمسلم الصائم في رمضان إنما يمتنع عن طعامه وشرابه وعاداته ، امتثالا لأمر الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو لا يبالي في سبيل هذه الطاعة أن يقع ذلك من نفسه موقع الارتياح أو الشدة فحسبه أنه آمن بالله ربا وبرسوله نبيا وقائدا ، و عاهد الله في إسلامه على السمع والطاعة في المنشط و المكره في اليسر والعسر ، وبذلك كان الجندي المسلم الحق مثلا أعلى للطاعة التي تنبعث من النفس رغبة و إيمانا .

وهل كان خالد يصل إلى المثل الأعلى للقائد الذي يعزل وهو في قلب المعركة فيسلم القيادة إلى غيره ثم ينخرط جنديا يقاتل بنفس الروح العالية التي كان يقاتل بها وهو قائد ، ثم يقول قولته المشهورة ( إني إنما أحارب لرب عمر لا لعمر ) هل كان يتأتى لخالد ذلك لولا أن الإسلام غرس فيه هذا الخلق المثالي بالصيام والصلاة وغيرهما من عبادات الإسلام ؟ هل كانت تتم تلك الأمثلة الرائعة في تاريخ أبي بكر وعمر وخالد وسعد وغيرهما من أبطال الإسلام لولا أن الصيام طبع هذه النفوس بطابع الطاعة الواعية ، حتى خضع بعضهم لبعض ومشى بعضهم وراء بعض .

ماذا ترون في جيش أسامة الذي جهزه الرسول صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته وجعل فيه شيوخ المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر وعثمان وخالد تحت إمرة الفتى أسامة بن زيد وهو لما يبلغ العشرين من عمره؟

ماذا ترون في قول أبي بكر لعمر حين كلمه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في أن يولي عليهم من هو أكبر سنا وحنكة من أسامة ، يقول أبو بكر لعمر : يوليه رسول الله و أعزله أنا ؟ لا أبا لك ! ماذا ترون في هذه الطاعة العجيبة لوصايا القائد الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا وميتا ؟

أليس في ذلك كله أثر من آثار الصيام و تربيته المسلمين على خلق الطاعة الكريم للقائد الحبيب ؟ بلى !و التاريخ على ذلك من الشاهدين .

 

ثالثتها : النظام :

 

 فالمسلم في رمضان يأكل بنظام و ينام بنظام و يستيقظ بنظام ، و المجتمع الإسلامي في رمضان مجتمع يتجلى فيه النظام بأروع مظاهره ، جوعٌ واحد في النهار ، تحفزٌ لإفطار واحد قبيل المغرب ، إفطارٌ واحد عند الغروب ، صلاةٌ واحدة في العشاء و التراويح و الفجر ، إنه نظام لا مثيل له في أمة من الأمم ، نظام يستوي فيه الكبير و الصغير ، والعالم والجاهل ، والحاكم والرعية ، والغني و الفقير ، لا تمتاز فيه طبقة عن طبقة ، ولا فرد عن فرد ، يا لها من روعة ما أجلها في أعين الباحثين عن أجدى الوسائل لتربية الأمم على الطاعة و النظام !

هذه هي الأخلاق الرئيسية التي يغرسها الصيام في نفس المسلم : الصبر ، و الطاعة ، و النظام ، أترون أمة من الأمم تتحلى بهذه القوى المعنوية ثم تجد سبيلها إلى الانهيار ؟ أترون جيشا يتحلى أفراده بهذه الأخلاق القوية ثم يجد نفسه على عتبة الهزيمة ؟ أترون مجتمعا تسوده هذه الأخلاق ثم يتطرق الفساد إلى قواعده وأسسه ؟ أما والذي بعث محمدا بالحق ، لو أننا نملك اليوم هذه الأخلاق في معركتنا مع إسرائيل لأصبحت أثرا بعد عين ، ولو أننا نملك هذه الأسلحة المعنوية لجعلنا قصة الاستعمار في دنيا العرب و الإسلام أسطورة من الأساطير ! ولو أننا نتخلق بهذه الأخلاق مع أخذنا بأسباب القوة المادية لانتزعنا لواء الحضارة من أيدي هؤلاء الغربيين العمالقة الأقزام .

 

فيا أخي المسلم :

 

لا تنس و أنت تصوم رمضان أن الله يريد أن يجعلك مثال (( القوي الأمين )) ، فحذار أن ينسلخ عنك رمضان و أنت ((الضعيف الخائن ))

 

و يا أبناء الأمة :

 

لا تنسوا و أنتم تصومون رمضان أن الله يريد أن يجعلكم بالصيام قوما [أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ] {الفتح:29} فاحذروا أن ينسلخ عنكم رمضان و أنتم ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى [وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ] {المنافقون:4}.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين