رمضان في عز الصيف ... هل سيطول القصير؟! - رمضان وقصر الملابس

رمضان في عزّ الصيف...هل سيطول القصير؟!

بقلم: يحيى كريدية


      يوافق شهر رمضان هذا العام في شهر آب اللّهاب أي في عزّ الصيف، حيث يطول نهارُه ويقصُرُ ليلُه ويشتدُّ حرُّه. ما يؤرّق المسلمين في بلاد الغرب هذا العام هو طول ساعات نهار الشهر التي قد تتجاوز 18 ساعة، أما في الشرق فمسألة شدّة الحَرّ باتت حديث الساعة، نسأل الله أن يجيرنا من حرّ جهنّم.
      لا يسعنا أمام طول النهار وشدة الحرّ إلاّ أن نصبر ونحتسب الأجر والثواب عند الله تعالى العليم الخبير، وكذلك أن نعتبره امتحاناً واختباراً من نوعٍ آخر لعلوّ الهمم وفقه العزائم.. بعيداً عن البحث عن الفتاوى المرقّعة والشاذّة من هنا وهناك.
      لم أقصد من مقالتي كلّ ما سبق فقد جاء ذكره عَرَضاً، بل أردتُ أن أتكلم عن البلاء الذي عمّ وشاع وتفشّى وانتشر بين بنات ونساء المسلمين، عن "التنّورة" القصيرة التي تكشفُ أكثر مما تُخفي، والملابس المتهتكة التي تفضح أكثر مما تستر.. وخاصة في فصل الصيف.. وها قد أطلّ علينا شهر رمضان هذا العام في عزّ فصل الصيف.. فهل سيطول القصير في رمضان إيماناً واحتساباً واحتراماً لخصوصية الشهر الفضيل؟! ومتى سيحدث ذلك؟ هل سينقلب التبرج والسفور فجأة إلى تستّر وحشمة؟ لا شيء يدلّ على ذلك إلى الآن.. أم لعل بعض مَن تكشُفن ما حقّه أن يُستر يحاولن استغلال ما تبقّى من الأيام القليلة قبيل أن يهلّ هلال رمضان ثم يُغلِّقن الخزائن على تلك الملابس القصيرة والكاشفة والفاضحة مع تفتيح أبواب الجنان ثم يفتحنها مجدداً مع نهاية الشهر؟!
 

أخواتي المقصّرات!

 ها قد أكرمكن الله تعالى فبلّغَكُنَّ موسم الرحمة والغفران، فأقبِلْنَ يرحمكنَّ الله، واستشعرن فيه عظيم أجر وبركة الطاعة، فلا تكوني أختي "مسلمةً رمضانيةً"، بل مسلمة في كل وقت وحين، فالأنفاس معدودة والآجال مكتوبة، والخير كل الخير في طاعة الرحمن، فهيّا أختي لا تترددي ولا تلتفتي لشياطين الإنس والجنّ الذين يزيّنون لك المعصية، ثم يتركونك بعد أن يأخذوا منك ما يريدون، ثم تموتين وحيدة، وتحشرين وحيدة وتبعثين وحيدة لتَقِفين بين يدي المولى تعالى وحيدة وتحاسبين على أعمالك من غير أن ينفعوك.  فليكن رمضان هذا العام موسم الانطلاقة للتغيير الدائم بإذن الله.
 إخواني الدعاة وأخواتي الداعيات!
حتى لا نُفاجأ ونُصدَم ثم ننتكس ونُحبط أثناء وبعد رمضان أنصح إخواني وأخواتي بأن يغتنموا هذا الموسم المبارك بتكثيف جهود الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وأخص بالذكر أخواتنا الكريمات، فبإمكانهن التواصل والتعاطي مع النساء بشكل أيسر وأقل حرجاً من الرجال، فحبذا شحذ الهمم، والتركيز على الجوانب الإيمانية وليس فقط محاولة الإقناع بوضع خرقة ملونة على الرأس.
نسأل الله أن يستر نساء وبنات المسلمين وأن يكرمهن بالستر  الجميل والإيمان الراسخ، وأن لا نرى في رمضان – وبعده - إلا الطويل السابغ!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين