استنكار رابطة علماء سوريا للتعرض لموكب رئيس الوزراء الفلسطيني - تعرض لموكب رئيس الوزراء
استنكار رابطة علماء سوريا للتعرض لموكب رئيس الوزراء
الفلسطيني ومحاولات إثارة الفتن والاقتتال
داخل الصف الفلسطيني
إن ما حدث ليلة الجمعة 24/11/1427هـ من محاولة التعرض لموكب رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المنتخبة ، السيد اسماعيل هنية ،وما كان سيحدث من فتنة عارمة يفرح بها يهود ، لو نجحوا بتحقيقها .
وما وقعت هذه المحاولة الفاشلة إلا بتعاون أثم بين بعض الفصائل التي باعت نفسها لليهود ، وربطت مصالحها بأعداء الأمة والدين .
وإن الرابطة لتدعوا إلى مزيدٍ من الوعي العميق والاتزان الدقيق في التعامل مع هؤلاء الخصوم المتلبسين بلباس الوطنية الزائفة ، وأن تحرص المقاومة الباسلة على البعد عن أي فتنة تريق الدماء ، وتشمت الأعداء .
وتؤكد الرابطة أنّ ما يصيب هذه الأمّة من جرحها النازف منذ نيّف ونصف قرن في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس من أرض فلسطين التي بارك الله فيها، يوجب على المسلمين حيثما كانوا أن يعينوا إخوانهم بشتى أنواع الجهاد: بالمال والنفس واللسان والقلم، وأن يستنفروا القوى المحبّة للخير في العالم للوقوف صفاً واحداً لاستنكار جرائم الكيان الصهيوني في حقّ الإنسان الفلسطيني ومسكنه وحرثه ونسله.
 وتذكر الرابطة المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها بحرمة الدم الفلسطيني بعضه على بعض، وبضرورة تمسّكها بالثوابت الإسلامية والوطنية في الشأن الفلسطيني، وتدعوها إلى الثبات على هذا الموقف حتى يتحقق النصر والتحرير بإذن الله.
وتحذر الرابطة أمّة الإسلام من المؤامرة الكبرى المتمثّلة في محاولة نزع سلاح المقاومة الفلسطينية في فلسطين تحت أيّة ذريعة، وتناشد ضمائر كلّ أولئك الذين هم في موقع المسؤولية، أن يتّقوا الله في مواقفهم، أن لا ينجروا إلى تنفيذ مخططات أعداء الأمّة الرامية إلى إيجاد مخرج لقوات الاحتلال، ينقذها من الظهور بمظهر المهزوم، ويحقق مآرب المحافظين الجدد الذين يستمدّون مخططاتهم من المشروع الصهيوني ويعملون على إنجاحه.
إنّ الشعب الفلسطيني اليوم يتعرّض لحملة ضارية ظالمة لتجويعه، بل لقتله جوعاً، فضلاً عما يتعرّض له منذ سنين بصورة يومية من حملات القتل والاغتيال والهدم والتدمير لأبطاله وشبابه ورجاله ونسائه وأطفاله وأرضه المزروعة ومؤسساته وبيوت أفراده.
وإنّ القضية اليوم هي قضية تحد بين بقاء مشروع اختاره الشعب الفلسطيني بإرادته الحرّة وبين محاولات إسقاطه وإحلال مشروع آخر يريده الأعداء
وتنبه الرابطة إلى أنّ إخفاق المسيرة الديمقراطية الفلسطينية سيزيد الشعوب العربية إعراضاً عن الوسائل السلمية للإصلاح والتغيير. وسيُدخل المنطقة كلّها في دوامة لا نهاية لها من العنف بين المدافعين عن حقوقهم المشروعة وبين الغاصبين لها. وهو أمر يجب أن لا يغيب عن نظر ذوي الرأي في الأمّة لأنّ عواقبه وآثاره لن تستثني أحداً.
وتدعو الرابطة إلى الاستمساك بما صرّحت به وزيرة خارجية الكيان الصهيوني من أنّ الفلسطينيين الذي يستهدفون الجنود الإسرائيليين ليسوا إرهابيين وإنما هم أعداء محاربون. وينبني على هذا التصريح أنّ الجندي الذي أسرته قوات المقاومة الفلسطينية الباسلة – ومن سيؤسر بعده من الجنود الإسرائيليين إن شاء الله – إنما هو أسير حرب، وليس مخطوفاً كما يزعم الصهاينة ومَن يردّد كلامهم، مِمَّن يحمون عدوانيتهم، أو من بني جلدتنا مع الأسف، ومن ثمّ تنطبق بحقّه الاتفاقيات الدولية التي تحكم قضايا الأسرى. وليس في هذه الاتفاقيات ما يبيح لدولة الأسير اجتياح أراضي آسريه، وإنما يتحدد مصيره بحسب ما يتمّ عليه الاتفاق عند انتهاء الحرب، أو حين التوصّل إلى هدنة اقترحتها الحكومة الفلسطينية ولم يوافق عليها العدو. في حين أنّ جميع المعتقلين في السجون الصهيونية من أطفال ونساء ورجال، وآخرهم عدد من الوزراء والنواب المنتخبين انتخاباً شرعياً، هم مختطفون بشكل يخالف جميع الأعراف والاتفاقات والتعاهدات، وليس من بينهم جندي فلسطيني واحد أسرته القوات الصهيونية في معركة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين