استنكار وشجب لما يشهده العراق - ماذا يجري في العراق
استنكار وشجب لما يشهده العراق الحبيب من اقتتال طائفي


يقول تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْساًبِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاًوَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}(المائدة: منالآية32)
قاعدة قرآنية جليلة تقدّر الإنسان وتحترم حياته ، وتعتبر أن قتل النفسالتي خلقها الله هي بمثابة قتل جميع الناس. ويقول سبحانه :
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناًمُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِوَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} (النساء:93) وجاء في الهديالنبوي:"كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"
إن ما يشهده العراق الحبيبمن فوضى أمنية اختلط فيها الحابل بالنابل، واستغلها بعض مرضى النفوس ليصطادوا فيالماء العكر، ويبثوا فتناً كقطع الليل المظلم تحقق مآرب رخيصة وأهدافاً مشبوهة لكييخلط الأوراق، ويطيل أجل الحرب، ويسوّغ وجود الاحتلال.
إن قوافل الضحايا التييقدمها عراقنا من أبنائه في كافة مدن العراق وضواحيها، بغداد والبصرة والموصلوكركوك ..، هي قوافل إيمانية تجتمع على الإيمان بالله الواحد الأحد وكتبه ورسلهواليوم الآخر، وهي عوامل اجتماع تحملنا على وحدة الصف ونبذ الفرقة في مواجهة عدومحتل غاشم يزرع الفتن ويزكي نارها ليبرر وجوده بدعوى اعتباره صمام أمان ضد ما يشهدهالعراق من تقاتل بين أبناء البلد الواحد والدم الواحد والدين الواحد
.
إن نداءاتالدين والعقل تفرض نفسها في هذه المرحلة الحاسمة وقد استفحل الخطب وزادت الدماءالزكية إراقة على شماتة من عدونا ورغبة منه في استمرار حمامات الدم العراقية يبن منأرادهم سنة وشيعة، وفرقاً وطوائف
.
إن على أطياف المجتمع العراقي مهما اختلفتمشاربه واتجاهاته أن يعلم أن يد الاحتلال وآثاره بادية لكل قاص ودان في إذكاء الناروإشعال فتيل الفتن وإن مصلحته في استمرار هذا السيل من الدماء الزكية فليعتبر أوليالالباب.
وليعلموا أن الخروج من هذا المأزق لا يكونإلا بالصف الواحد وتنسيق الجهود لإنشاء حكومة  إنقاذ وطني رشيدة تعمل على الإفادة من كلالكوادر الوطنية المخلصة وتعمل على إنهاء الاحتلال وصوره وآثاره.
إن رابطة علماء  سورية لتعلنها بصراحة أن لا مخرج لكم أيها العراقيون إلا بالجلوس على طاولة الأخوةالتي تجمعكم أرضاً ولغة وديناً وتاريخاً، والإيمان بأن وجود الاحتلال وعملائه المتحكمين بمقدرات البلاد هو السبب وراءكل هذه الفتن التي يعيشها العراق اليوم
.
فعملاً بمنهج ربنا سبحانه القائل"فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي "

وبهدي رسولنا القائل: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض "فإن رابطة علماء سوريا  ندين ونستنكر الأعمال الاجرامية التي يقوم بها الميليشات المأجورة تحت بصر الحكومة وسمعها على أساس التصفية الطائفية وما يقابلها من ردود فعل طائشة طالت الألوف من شعب العراق  الحبيب فسقطوا بين شهيد وجريح في مختلف مدن العراق.
اللهم جنبأمتنا العربية والإسلامية الفتن ما ظهر منها وما بطن واصرف
عنها السوء بما شئت وكيفشئت إنك سميع مجيب.
20/11/1427هـ الموافق 11/12/2006م .


رابطة علماء سوريا .
 
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين