جدد حياتك - حياتك والتجديد
جَدِّدْ حَياتَك

الناجح الذكي هو ذلك الذي يغتنم الفرص ويستغلُّ المواسم. وهذا رمضان يُطِلُّ علينا فكيف نستقبله؟! وكيف نجعل منه نقطة تغيير نحو الأفضل؟!
إنه شهر:
الخيرات والبركات، والأجـر والثواب والهبات
تفتح فيه أبواب الجِنان، وتغلق في أبواب النيران
أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عِتْق من النار
نزل فيه القرآن، وتُربَّط وتُصفَّد فيـه الشـيطان
يختار الله فيه عبـاداً فيُعتقهم من عـذاب النـار
اللهم اجعلنا منهم يا كريم.
ميزات شهر رمضان:
•    البرمجة النفسية: أكد علماء النفس أن التغيير يتحقق بالتكرار من  6 إلى 21 مرة، مع تخيل النجاح والاسترخاء والاقتناع بالنجاح ثم الإقدام على الفعل. وعبادات رمضان تتكرر 30 مرة بلا انقطاع.
•    اتخاذ القرار: بالنية، وترك المفطِّرات عند الفجر مهما كان متعلقاً بها، والإفطار عند المغرب...
•    الإنجاز: 30 يوماً على صيام النهار وقيام الليل وصلاة التراويح وتلاوة القرآن والذكر والصدقة، وترك المعاصي والمحرمات، ثم ترتفع الهمة في العشر الأواخر، ثم يقول رسول الله :? "يغفر الله لهم آخر ليلة"! يا له من إنجاز وأجر عظيم!
•    التجديد: وكَسْر الرَّتابة (الروتين) في مواعيد النوم والأكل والخروج من البيت, وإن التجديد من أهم وسائل الإبداع.
•    تنظيم الوقت: فكله مواعيد محددة رغَّب الشرع بالانضباط بها أو أوجبها؛ كالإمساك عند الفجر، والإفطار، وصلاة التراويح، ومواعيد إقامة الصلاة في المساجد، وصدقة الفطر...
عوامل وشروط التغيير:
1.    الرغبة الحقيقية الأكيدة.
2.    معرفة طرق التغيير الصحيحة.
3.    التغيير الداخلي أولاً.
4.    التطبيق بعزيمة وإصرار.
5.    الاستمرار والثبات.
رمضان والتغيير (الطرق العملية):
o    خَطِّط لما تريد: (إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل)، ولا بد أن تكون الخطة مكتوبة، وتُكتب بصيغة الإثبات مثل: (أريد أن أصلي الفجر في المسجد) أو (أريد أن ألبس الحجاب)، واحذر كتابتها بصيغة النفي مثل (لا أريد كذا). وقَلِّل من الأهداف فاختر الأهم منها بحسب وضعك، فالتقدم مختلف بين شخص وآخر.
o    أكِّد على رغبتك في التغيير: بأن تخصِّص من وقتك جلسة للتعرف على أهمية ونتيجة كل هدف، وبذلك قد يتبين أولوية بعضها دون البعض الآخر.
o    ضَع مقاييس واضحة لخطتك: وذلك بأن تجيب على سؤال: متى أعرف أني حققت الهدف؟
o    حَفِّظ عقلك الباطن ما تريد: فاقرأ الخطة كل يوم صباحاً أو قبل النوم. واجلس وتخيل أنك حققت أهدافك هدفاً هدفاً. حقق كل يوم شيئاً من خطتك ولو هدفاً واحداً.
o    لا تُفْسِد حسناتك بالملهيات والمعاصي: وخاصة في الليل فإن الشيطان قد يقول لك: (ساعة لك وساعة لربك). وهل الله عدوُّك حتى تنازعه؟! كُنْ كلُّك لله وكما أمر الله؛ فإنه يريد لك بشريعته السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة، وهذا وضعك النفسي في رمضان خير شاهد، فهَلا تفكّرت؟!
o    استعن بالدعاء: قال ?: "ثلاثُ دعوات لا تُرَدّ: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر"، فيمكنك أن تضع كل أهدافك في ورقة ثم تقول: اللهم حقق لي أهدافي التي في هذه الورقة.
o    كُنْ جَادّاً وقوِّم إنتاجك: فالمؤمن لا يعرف العجز واليأس فإن ثقته بالله؛ قال ?: "واستعِنْ بالله ولا تَعجِز"، فكن طموحاً متفائلاً في المستقبل، وأما ما مَضى فتفقده بالتقويم والإيجابية؛ فإذا حققت أكثر من 50% فهذا جيد فافرح ولا تنسَ أن تُكافئ نفسك واسجد شكراً لله تعالى. وإذا حققت أقل من 50% فحاول مرة أخرى وحدّد العقبات وطرق تجاوزها، وإلى ربك فارغب.

وبذلك يكون رمضان محطة تجديد ?هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ?. ويمكنك الاستماع إلى هذه المادة القيمة بالتفصيل في شريط (رمضان كيف تجعل منه نقطة انطلاقة للتغيير وإلى الأبد) للدكتور صلاح الراشد.
المنتدى للتعريف بالإسلام والحوار بين الثقافات ـ جمعية الإتحاد الإسلامي بيروت ـ

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين