لماذا القرآن - القرآن الكريم
لِمَاذَا القُرْآن؟!

الحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
عمَّ خبر تدنيس القرآن الكريم مِن قِبَل أبناء التربية الغربية وحُماة الحريات والاستقلال وإرث الإنسانية. والبعض يقول: "تصرفات فردية"، وآخر يقول: "لعبة إعلامية"، وثالث يقول: "صراعات داخلية وأفلام استخباراتية" وهكذا تتنوع قراءة الحدث. والحق أن هذا كله قد يكون مطروحاً وواقعاً واليقين أن هذا كله صدق وصواب إذا أضفنا إليه مفرزات ومخرجات التربية الغربية.
هؤلاء جنوداً كانوا أو سياسيّين، عسكريين أو إعلاميين، أصحاء أو مجانين، تلقَّوا علومهم على أنغام أمواج الإلحاد حيناً أو التطرف الديني حيناً آخر، فكانوا ممسوخين في خلقتهم، معتوهين في تفكيرهم، منحطين في سلوكياتهم، ماديين في علاقاتهم، متهورين في تصرفاتهم، حقودين في نفسياتهم، منتنين في مشاعرهم وأحاسيسهم. فلا تُسْتَهْجَن تصرفاتهم إن كانت غامضة أو ملتوية أو متلوّنة.
إن هؤلاء يستحقون "بجدارة" من القادة إلى العامَّة، ذكوراً وإناثاً، عباقرة ومكتشفين، همجاً وغوغائيين، كل هؤلاء يستحقون "بجدارة" مع وسام الاستحقاق مرتبة "المرضى".
وفي مطابخهم السياسية ومختبراتهم العسكرية ينظرون إلى القرآن أنه السد المنيع الذي يقف في وجه تصدير "دعارتهم" وتحللهم الخلقي، وسوء فهم وسخافة تصورهم عن الكون والإنسان والحياة، ويقف في وجوههم سداً منيعاً لأنه يجمع الأفراد المسلمين عرباً وعجماً، شرقيين وغربيين يجمعهم صفاً واحداً يؤلف بين قلوبهم ويوحد توجهاتهم ويصقل شخصياتهم.
القرآن نعم... لأنه عرّاهم وفضح مؤامراتهم وبيّن زيغ أفكارهم ورديء أفعالهم.
القرآن لأنه الكتاب الجذَّاب الذي ما إن تسمعه حتى تنفرج أساريرك وينشرح صدرك وتشعر بالسعادة الحقيقية التي لم تذق طعمها إلا في إنائه.
القرآن: غذاء العقل والقلب، قانون ودستور، بيان وكمال، إنه الطريق الواضح الشديد الوضوح.
القرآن: مصدر قوة المسلمين ووحدتهم وشرفهم وعزهم، وقول الله الفصل.
لهذا كله أعلنوا الحرب على القرآن وأقلَّ ما فعلوه أنهم دنسوه على زعمهم بأحذيتهم، أو ألقَوْه في القُمامة، فإنهم أخطر من ذلك فعلوا... يوم أقصوه عن الجامعات ومواقع القرار وقاعات المؤتمرات ومراجع الحكم والقضاء ودساتير الدول ومرجعية القوانين.
لهؤلاء نقول:
القرآن محفوظ مُعظَّماً مكرماً ولئن حاولتم إطفاء غِلِّ حقدكم وكراهيتكم بِحَرْقِه أو رميه فإنه في كل يوم يشهد له كبار علمائكم وعلماء الأرض بأنه وحي وأنه يشتمل على الحكمة والإعجاز، كما أنه يدخل قلب المؤمن فيحدث فيه انقلاباً نحو الخير والفلاح.
القرآن يوحد الجهود اليوم من جديد، ويعيد بناءها وترميمها لتقف كما كانت وقفة عزّ وإباء بوجه العجزة الفجرة.
القرآن اليوم يحمله ملايين طلاب الجامعات ليس كما ترون على رؤوسهم فحسب، إنما في عقولهم وقلوبهم.
القرآن اليوم تُرْضِع حبه وتعاليمه ملايين الأمهات لأبنائهن مع الحليب وتقول له: عَظِّم القرآن يا ولدي تكن عظيمًا.
القرآن اليوم يتصدر أولويات البحث العلمي ومناقشات رجال الفكر وأهل الاختصاص وفي كل اختصاص.
القرآن اليوم يمدُّ يديه للبشرية كافة وهو يقول: أنا مصدر سعادتكم ورفاهيتكم، أنا مصدر فوزكم في دنياكم وأراكم.



جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين