المفهوم الصحيح للزهد في الدنيا

خطبة الشيخ عبد الهادي الخرسا في جامع محمد بن جعفر الكتاني في ريف دمشق بتاريخ 17/4/2009 وهي بعنوان: المفهوم الصحيح للزهد في الدنيا.

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده، ونستعين به ونستهديه ونستغفره ،ونتوب إليه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

من يهده الله فلا مضل، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ،صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا شيء قبله ولا شيء بعده.

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداُ عبده ورسوله ،وصفيه وخليله، أرسله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا، منيرا هدى به بعد الضلالة وأخرجنا به من الظلمات إلى النور.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد عبدك ورسولك، نبيك نبي الرحمة ،وصل وسلم على جميع الأنبياء والمرسلين، وآل كل وصحب كل أجمعين، وعلينا وعليكم بهم ومعهم آمين.

أما بعد عباد الله: يقول ربنا سبحانه وتعالى في الآية العشرين من سورة الحديد (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).

أيها المسلمون: ما زلت وإياكم في رحاب هذا النص القرآني الكريم نتفيأ ظلاله، ونتعرض لنفحات الله سبحانه وتعالى ورحماته؛ عسى ولعل أن يكرمنا الله سبحانه بفقه كلامه وأن نترق إلى مستوى العلماء الربانيين الذين قرأ فيهم القرآن بعد أن قرؤوه ورحم الله من قال اقرأ القرآن حتى يقرأ فيك القرآن ،أن يصل الإنسان إلى مستوى يقرأ فيه القرآن من خلال العبادات والمعاملات, ومن خلال الفضائل والمكارم والأخلاق.

ما أحوجنا أن نترق إلى هذا المستوى حتى تظهر أمة القرآن وحتى يظهر جيل القرآن الذين يمكن الله لهم في الأرض، والذين ينصرهم الله سبحانه على أعدئهم بعد أن نصرهم على أنفسهم وشهواتهم. ربنا سبحانه يضرب الأمثلة لعباده من أجل أن يفقهوا، ومن أجل أن يعلموا .

القرآن العظيم كتاب الله وفيه غذاء الأرواح ,وفيه غذاء القلوب والعقول وهو دستور الأمة ومنهاجها القويم.

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنسان الكامل الذي قام به القرآن وصفته السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كان خلقه القرآن كان قرآناً يمشي على وجه الأرض، وكذلك أصحابه، وكذلك ورّاثه من بعده، ونصيب كل إنسان من الوراثة على قدر ما عنده من خلق النبوة، وعلى قدر ما عنده من خلق القرآن. أقرب الناس يوم القيامة في الجنة إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أحاسنهم الناس إيمانا أحاسنهم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.

القرآن الذي هو شريعة الله لعباده، وهناك لابد من ذكر، ولابد من المقارنة العلمية فيما بين الشرع وبين الطبع، أو فيما بين الشريعة وبين الطبيعة، أو ما بين الشرائع وبين الطبائع، كل منا ربنا سبحانه وتعالى طبَعه على طبيعة في نفسه، فيها المحاسن وفيها المساوئ، ومن الناس من يغلب خيره شره، ومن الناس من يغلب شره خيره. هناك أشخاص حب الخير فيهم طبع قبل ورود الشرع الشريف؛ فعندما يأتيهم الخطاب الشرعي ؛وأحدهم طيب القلب وطيب الروح تزيده الشريعة نوراً على نور، وكرماً على كرم وفضلاً على فضل، فيكون جامعاً للخير الطبيعي وجامعاً للخير الشرعي ،ويكون منطلقه في الطبيعة البشرية من المنطلق الشرعي الذي يفيضه الله سبحانه وتعالى عليه والذي يجعله له قربة من القربات.

أشخاص آخرون الطبع فيهم طبع سيء ـ والعياذ بالله ـ هؤلاء يأتي الشرع الشريف فيزكي لهم نفوسهم يبدل الله الطبائع السيئة ويخرجهم إلى المحاسن وإلى المكارم وإلى الفضائل، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

هناك تشابه وتماثل ما بين روح المؤمن وجسده في الطيب. يقول له الملك الكريم عند الموت عندما يأتيه الأجل: أيتها الروح الطيبة اخرجي من هذا الجسد الطيب. هكذا المؤمن طيب الجسد، طيب الروح، طيب القلب، طيب الوجدان، يجد في نفسه دواعي الخير يجد من مبعثه إلى الخير قبل ورود الأوامر الشرعية عليه فكيف إذا كان عبداً يمتثل أمر الله سبحانه وتعالى وتوجد الداعية إلى الخير في طبعه الذي طبعه الله سبحانه وتعالى عليه وذلك أمارة من يحبهم الله.

أشج عبد القيس الصحابي الجليل عندما وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه، ووصلوا إلى المدينة المنورة على منورها الصلاة والسلام أناخ القوم رواحلهم وعادوا مسرعين إلى المسجد للقاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا الأشج، وكان أصغر الوفد فإنه أناخ راحلته ثم أخرج ماءً فغسل أطرافه ثم أخرج صندوقاً فلبس ثياباً نظيفة ثم أقبل يمشي إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وعليه السكينة والوقار لمبايعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على الإسلام قال لهم: تبايعونني عن قومكم فسكت القوم إلا الأشج قال: يا رسول الله نبايعك عن أنفسنا فإذا رجعنا إلى قومنا دعوناهم إلى الله فمن استجاب منهم بايعناه يقول له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة 

قال: يا رسول الله تخلقت بهما؟ يعني هل هما كسبيتان تخلقت بهما أم جبلني الله عليهما قل بل جبلك الله عليهما. جبلة طبع جبله الله عليه قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله ،ذلك الخلق الذي يشفع لصاحبه عند الله إذاً هناك مقارنة ما بين الشريعة والطبيعة من الناس من جبل وطبع على الخير فيما يأتي به الشرع الشريف يزيده نوراً إلى نوره ويثبّته على الخلق الكريم ،وهناك من الناس من طبع وجبل على الخلق السيء فيأتي الشرع الشريف فيزكيه يخلصه من تلك الطبائع السيئة، ويجعله ذا خلق كريم وهذا هو طريق الفلاح ربنا عز وجل يقول: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) جعل الصلاة بعد التزكية وبعد الذكر، وإن النماذج والشواهد في مجتمعنا على هذه القاعدة التي ذكرتها لكم ،المؤمن طيب الروح طيب الجسد شرعاً وطبعاً؛ بينما الكافر والمنافق خبيث الروح وخبيث الجسد، وذو طبائع سيئة يقول له الملك الكريم عند الموت أيتها الروح الخبيثة اخرجي من هذا الجسد الخبيث والعياذ بالله.

هذا هو الفرق ما بين المؤمن والكافر ،ثم المؤمنون بعد ذلك على طبقات ودرجات من الأخلاق والطبائع الشرعية منها والجبلية. ربما ترى إنساناً مصلياً يقوم بوظائف العبادة ويتشبه بالمتقين إلا أنه ذو خلق سيء ولم يتزكى بعد فيزكيه الإسلام ولم يحسن إسلامه وترى رجلاً في المجتمع من عصاة المسلمين لا يتعبد ،ولا يصلي مع المصلين في المسجد وذو خلق كريم لذلك ورد في الأثر (لجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل) لأن العبادات وظيفتها أن تنزع الأخلاق السيئة، وأن تكسي الإنسان الأخلاق الكريمة ومن لم يتخذ من عباداته هذا المعنى فهو إنسان لم يفقه دين الله عز وجل بعد.

قصة حصلت عام 1950 رجل صالح من علماء هذه البلدة ومن المرشدين الكبار فيها اسمه الشيخ محمود تنيني رحمه الله تعالى، وكان عالماً ورعاً داعياً إلى الله ذات مرة أراد بناء مسجد في بلدة عين الخضرة قرب دمشق وكان يصلي معه في المسجد مئات من الناس من الفقراء والأغنياء ،وكان رجل من أغنياء البلد يلازم الشيخ في صلاته في عباداته في ذهابه وإيابه حتى كأنه ظل الشيخ والشيخ شرع في مشروع بناء المسجد نادى رجل يعرفه من أهل السوق قال: نريد أن ندور على المحلات من أجل أن نجمع تبرعات لبناء المسجد قال: سمعاً وطاعة سيدي فقال: احمل ورقة وقلماً لنرى كل واحد ماذ ا يتبرع لبيت الله، وبدأ الشيخ جولته برجل لا يصلي من عصاة المسلمين وهو ليس من علية القوم وليس من التجار إنما هو تاجر متوسط دخل إليه الشيخ فقال له: السلام عليكم قال: وعليكم السلام أهلاً وسهلاً بسيدي الشيخ قال: نريد بناء مسجد في عين الخضرة فقال: عليّ الحديد والإسمنت فقال: وهل تعرف كم هي الكلفة؟ قال: كم؟ قال: ستون ألفاً قال: هن علي لبيت الله هذا في عام 1950 قال: بارك الله فيك وفي دينك ودنياك وبصدقه وإخلاصه وبدعاء الشيخ له تاب إلى الله وصار من طلاب العلم ورزق بذرية صارت فيما بعد طلاب. علم هذا المسرف على نفسه في البداية وتابع الشيخ جولته في السوق حتى وصل إلى ذلك الرجل الذي يلازمه ليل نهار في الصلاة وفي دروس العلم وهو من التجار وهو أعلى مستوى من ذاك قال: نريد أن نبني بيتاً لله ماذا يخرج منك؟ فأخرج بحياء وخجل خمسة وعشرين ليرة سورية فقال الشيخ: ما هذا ؟ قال هذه خمسون فقال الشيخ: ما هذا؟ قال: لا نريدها ولا نريد منك هذا التبرع أنت رجل مخادع لم تتزك بتزكية الدين ولم يحسن إسلامك ذاك الجاهل غير المتعبد السخي أحب إلى الله منك ولم يأخذ الشيخ منه شيئا.

هكذا الشريعة تنور الطبيعة، تزكي النفس، تجعل الإنسان صاحب الخير الذي يوجد عنده بذرة الخير والخير يولد الخير، تجعل منه دوافع شرعية هناك دوافع أخلاقية طبيعية الشرع يجعلها دوافع شرعية لثبات الإنسان ويؤجر بينما والعياذ بالله صاحب الطبع السيء تحرمه نفسه من القربات إلى الله وما أكثر أبواب الخير.

سمعت من أحد العلماء ذات مرة: يفتح لك باب خير تارة وتارة يسوقك الله إليه، وتارة يسوقه الله إليك أبواب الخير وأنت تغلقها على نفسك كم من مسجد بني في القرى والأرياف ويأتي إليك الجباة من أجل التبرع وأنت تغلق هذا الباب على نفسك وبعد سنين تمر فترى المسجد قد بني والخير الذي حرمت منه أنت صار نصيب غيرك ودين الله باق في الأرض وسيعلي دينه وعمل الخير لن ينقطع لأنه يوجد هناك عباد لله ولو كانوا عصاة في الأسواق يبيعون ويشترون والخير فيهم طبيعة، يحبون عمل الخير وينتظرون من يذكرهم بالله لأن الله عز وجل يقول: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ).

سيدنا محمد صلى الله عليه ضرب لنا أمثلة كما أن ربنا ضرب لنا الأمثلة في القرآن الكريم هي دوافع وبواعث وتذكير ومواعظ للإنسان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أمثلة لنعقل لنعلم حتى يصحح أحدنا سيره مع الله حتى يغلب خيره شره فإذا أقبل على الله عز وجل نفعه العمل الصالح وكان من السعداء.

لنستمع إلى هذين الحديثين: الحديث الأول: في الصحيح رواه لنا سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلاً مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ –جنوب المسجد النبوي الشريف - وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْىٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ – أسك: يعني ابن يوم صغير الأذنين أنظروا فقه النبوة كيف يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من الأشياء المحسوسة المدركة بالحواس يأخذ منها العبرة يجعل منها موعظة - فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ لأصحابه أوقفهم من أجل موعظة في الطريق من خلال جدي « أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ ». فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَىْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ « أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ ». قَالُوا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ –يعني هذا هان على الناس ذلك الجدي لم يطمع به أجد لا حياً ولا ميتا- فَقَالَ « فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ ». كما أن هذا الجدي هين عليكم

ولذلك قال في الحديث: إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: إزهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس.

بعض الناس يفهمون الزهد مفهوماً مغايراً و مخالفاً يظن أن الزهد أن يترك العمل ويمكث في المسجد وهذا غلط بالفهم، الزهد أن تعمل ربنا عز وجل يقول: رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) تجار أمراء يعملون في الأسواق من غير أن يلهيهم ذلك عن الآخرة كالأغنياء من أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا زهاداً يكتسبون لا للاختزان ولا للمهاترة والمفاخرة إنما للدعوة إلى الله للإنفاق في سبيل الله فكان أحدهم يجهز جيشاً بأكمله سيدنا عثمان بن عفان رضي الله من كبار تجار الصحابة جهز في جيش العسرة ألف راحلة بجميع ما عليها، وبألف فرس في سبيل الله رضوان الله عليهم أجمعين.

الإسلام يريد منك أن تزهد الدنيا زهد قلب لا زهد يد ،علامة الزاهد أن لا يأكل الحرام بل يتحرى الحلال الطيب، ثم بعد ذلك يشارك الفقراء، فلا يتميز على فقير بنعمة أنعم الله بها عليه إذا كنت على هذا المنوال أنت زاهد ولو كان في صندوقك ملايين الليرات.

رجل صالح كان في أحد المساجد دخل فوجد شاباً جالساً قال له ماذا تفعل في المسجد الآن ليس وقت عبادة فلما لا تذهب وتحترف لأن الله يحب العبد المحترف قال يا سيدي كنت أعمل حداداً فرأيت منظراً دعاني إلى ترك العمل رأيت في تلك الكوة بومة عمياء فيأتي كل يوم عند الظهر صقر فيطعمها قطعة لحم فقلت في نفسي أنا أكرم على الله من البومة العمياء أجلس ويأتيني الله برزقي فقال له الشيخ العالم الرباني المنور الصحيح المنهج: يا بني لما جعلت من نفسك بومة عمياء ولم تجعل من نفسك صقراً يأتي باللحوم ؟! إنها تربية (اليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى والمؤمن القوي خير ,أحب على الله من المؤمن الضعيف) قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لأن يأخذ أحدكم أحبله خير له من أن يسأل الناس ).

المؤمن يعمل لا ليختزن ،لا يتميز على الفقراء لا للمكاثرة ولا للمفاخرة يعمل من أجل الله يكتسب ليشارك الفقراء ليدفع البلاء عنه إن الله يبتلي الأغنياء بالفقراء كما يبتلي الفقراء بالأغنياء وكل مبتلى والعياذ بالله.

الحديث الثاني يرويه سيدنا أبو كبشة الأنماري الصحابي الجليل رضي الله عنه يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: ثلاث أقسم عليهن ما نقص مال عبد من صدقة –أنت تتصدق يأتيك وهم أنه نقص مالك لا سيدنا محمد يقول ما نقص- ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزًّا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر وأحدثكم حديثًا فاحفظوه إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالاً وعلمًا – الله أكبر جمع له بين الحسنيين والخيرين - فهو يتقى فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقًّا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لى مالاً لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علمًا يخبط فى ماله بغير علم لا يتقى فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقًّا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علمًا فهو يقول لو أن لى مالاً لعلمت بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء).

يتمنى ان يكون عنده مال ليعمل عمل ذلك الرجل السيء فهما في الوزر والإثم سواء والعياذ بالله.

اللهم اجعلنا في أفضل المنازل.

اللهم اجمع لنا بين خيري الدنيا والآخرة اللهم اجعل الدنيا بين أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا.

اللهم أكرمنا بما أكرمت به عبادك الصالحين واجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد.

نشرت 2009 وأعيد تنسيقها ونشرها 3/4/2019

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين