أبناؤنا وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

إنَّ تربيةَ الأبناء على حبِّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مِنَ الواجبات الأساسيَّة للآباء والأمهات، وقد بَيَّن ذلك شَيْخُ الإِسْلامِ ابنُ تَيميةَ - رحمه الله تعالى - حيثُ يقول: "إذا كان الحبُّ أصلَ كلِّ عملٍ مِن حقٍّ أو باطل، وهو أصل الأعمال الدِّينيَّة وغيرها، وأصل الأعمال الدِّينيَّة حبُّ الله ورسولِه، كما أنَّ أصلَ الأقوال الدِّينيَّة تصديقُ الله ورسوله، فالعملان القلبيَّان العظيمان إذًا هُمَا المحبَّة والتَّصديق، المحبَّة هي أصلُ جميع الأعمال، والتَّصديق هو أصلُ جميع الأقوال الإيمانيَّة".

 

والواقع أنَّ هناك تقصيًرا كبيرًا من الأُسر المسلمة في تربية الأطفال على هذه الفضيلةِ الأساسيَّة في حياة المسلم، فنجد الآباءَ يصحبون أبناءَهم لمشاهدة مباراة كرةِ قَدمٍ، فيهتفون للاعب هذا أو ذاك، فيَشِبُّ الأبناءُ على ذلك، بل ويذهبون إلى اتِّخاذ هؤلاء اللاَّعبين مَثلاً أَعلى وقُدوةً، وقد يعرفون كلَّ المعلومات عن حياتهم الخاصَّةِ، ويعرفون أسماءَ زَوجاتِهم، وعددَ أبنائهم، وأين يسكنون... إلخ.

 

فهل يعرِف الأطفالُ الآن - مع علمهم بأسماءِ المُطربين واللاَّعبين - عددَ أبناء الرَّسولِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبناتِه وزَوجاتِه، وأسماءَهم؟

 

الإجابة عادةً بـ"لا"، ومع إهمال التَّربية الدِّينية في المدارس والجامعات، وخصوصًا سيرةَ الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - أصبحتِ المسئوليةُ عظيمةً على الأسرة، خاصَّةً في عصر الغزو الإعلاميِّ الغربيِّ، وأصبح لِزامًا علينا أن نقدِّمَ لأبنائنا شخصيةَ نبيِّنا محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الصُّورة التي تليق به، وأن نُعلِّمَهم لماذا يَستحقُّ منَّا الحبَّ أكثرَ مِن أبنائنا وأنفسنا.

 

إنَّ حبَّ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإتباعَ أوامره إنَّما هو طاعةٌ لله؛ قال - تعالى -: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:31 - 32].

 

ولكي نُحقِّقَ طاعةَ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فعلينا بدراسة سِيرته العَطرة وتعليمها لأبنائنا، ليس على أساسِ أنَّها قِصَّةٌ أو ترجمةٌ لشخصية، ولكن كمنهجٍ كاملٍ للحياة، وقد ظهر في عصرنا هذا مَن يُسمُّون أنفسَهم بالقرآنيِّين، وهم يَدَّعون أنَّ النَّهجَ الذي يجب أن يسيرَ عليه المسلمون هو القرآنُ دونَ السُّنَّة، وهم بهذا يُنكرون القرآن قبلَ السُّنَّة.

 

فالقرآنُ هو الذي أَمرَ باتِّباع أوامر النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهم لا يعلمون أنَّهم بمذهبهم هذا أثبتوا السُّنَّةَ النبويَّةَ المطهَّرة، فقد أخبر عنهم النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديثه منذُ أَربعةَ عَشَرَ قَرنًا، حيثُ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُوشكُ أنْ يَقعدَ الرَّجلُ مُتَّكئًا على أَريكتِه، يُحدِّثُ بحديثٍ مِن حَديثي، فيقول: بَينَنا وبينَكم كِتابُ اللهِ، فَمَا وَجدْنا فيه مِن حلالٍ استحللْناه، وما وَجدْنا فيه مِن حرامٍ حرَّمْناه))؛ أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم، وصحَّحه الألبانيُّ.

 

وإنَّنا إذا علَّمْنا حُبَّ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – لأُمَّتِه، لأدركْنا لماذا يستحقُّ منَّا كلَّ هذا الحبِّ؛ فقد جاء في صحيح البخاريِّ في حديث الشَّفاعة العُظمى عن أنسٍ - رضي الله عنه - وفي الحديث قولُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -:

 

((فيأتوني، فأستأذنُ على ربِّي في داره فيُؤذن لي عليه، فإذا رأيتُه وقعتُ ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أنْ يدعني، فيقول: ارفعْ محمَّدُ، وقلْ يُسمعْ، واشفعْ تُشفَّعْ، وسلْ تعطَ، قال: فأرفعُ رأسي فأُثني على ربِّي بثناءٍ وتحميدٍ يُعلِّمنيه، فيَحدُّ لي حدًّا، فأخرجُ فأدخلهم الجنَّةَ - قال قتادة: وسمعتُه أيضًا يقول: فأخرجُ فَأُخرجهم مِنَ النَّار وأُدخلُهم الجنَّةَ - ثم أعود فأستأذن على ربِّي في داره، فيُؤذن لي عليه، فإذا رأيتُه وقعتُ ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: ارفعْ محمَّدُ، وقلْ يُسمعْ، واشفعْ تُشفَّعْ، وسَلْ تُعطَ)).

 

قال: ((فأرفعُ رأسي فأُثني على ربِّي بثناءٍ وتحميدٍ يُعلِّمنيه، قال: ثم أشفع فيَحدُّ لي حدًّا، فأخرج فأُدخلُهم الجنَّةَ.

قال قتادةُ: وسمعتُه يقول: ((فأخرج فأُخرِجُهم من النَّار وأُدخلُهم الجنَّة - ثم أعود الثَّالثة، فأستأذن على ربِّي في داره فيُؤذن لي عليه، فإذا رأيتُه وقعتُ له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: ارفعْ محمَّدُ، وقلْ يُسمعْ، واشفعْ تُشفَّعْ، وسَلْ تُعطَه))، قال: ((فأرفع رأسي، فأُثني على ربِّي بثناءٍ وتحميدٍ يُعلِّمنيه))، قال: ((ثم أشفع فيَحدُّ لي حدًّا، فأخرج فأُدخلُهم الجنَّة - قال قتادةُ: وقد سمعتُه يقول: فأخرج فأُخرجهم من النَّار وأُدخلُهم الجنَّة - حتَّى ما يبقى في النَّار إلاَّ مَن حبسه القرآن؛ أي: وجب عليه الخُلود))، قال: ((ثم تَلا هذه الآيةَ: {عَسَى أَنْ يبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79])).

 

وجاء عندَ البخاريِّ أيضًا من حديث أبي هُريرةَ - رضي الله عنه - في حديث الشَّفاعة العُظمى أيضًا قولُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فأَنطلقُ فآتي تحتَ العَرش، فأقعُ ساجدًا لربِّي - عزَّ وجلَّ - ثم يَفتح اللهُ عليَّ مِن محامدِه وحُسنِ الثَّناء عليه شيئًا لم يَفْتحْه على أحدٍ قبلي، ثم يقال: يا محمَّدُ، ارفعْ رأسكَ، سلْ تُعطَه، واشفعْ تُشفَّعْ، فأرفعُ رأسي فأقولُ: أُمَّتي يا ربِّ، أُمَّتي يا ربِّ، فيقال: يا محمَّدُ، أَدْخِلْ مِن أُمَّتكَ مَن لا حِسابَ عليهم مِنَ الباب الأيمن من أبواب الجنّة، وهُم شُركاءُ النَّاس فيما سوى ذلك مِنَ الأبواب))، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، إنَّ ما بين المصراعين من مَصاريعِ الجنَّة كما بَينَ مَكَّةَ وحِمير، أو كما بَينَ مكَّةَ وبُصْرَى)).

 

((قرأَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يومًا قولَ اللـه - تعالى - في إبراهيم - عليه السَّلام -: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36]، وقرأ قولَ اللـهِ - تعالى - في عيسى - عليه السَّلام -: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118].

 

فبَكى - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأنزل اللـهُ إليه جبريلَ - عليه السَّلام - وقال: يا جبريلُ، سلْ محمَّدًا ما الذي يُبكيك - وهو أعلم؟ فنزل جبريلُ وقال: ما يُبكيك يا رَسولَ اللـه؟ قال: أُمَّتي، أُمَّتي يا جبريل، فصعِدَ جبريلُ إلى المَلِك الجليل، وقال: يبكى على أُمَّته - واللـه أعلم - فقال لجبريلَ: انزلْ إلى محمَّدٍ، وقلْ له: إنَّا سَنُرضيكَ في أُمَّتكَ))؛ رواه مسلمٌ.

 

وكان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا كان يوم الرِّيح والغَيْم، عُرِف ذلك في وجهه، وأقبلَ وأدَبر، فإذا أمطرتْ سُرَّ به، وذهب عنه ذلك، قالت عائشة: فسألته، فقال: ((إنِّي خَشيتُ أن يكونَ عذابًا سُلِّطَ على أُمَّتي))، ويقول إذا رأى المطر: ((رحمةٌ))؛ رواه مسلم.

 

وروى الإمام أحمد والطبرانيُّ، عن أبي بصرة الغِفاري عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((سألتُ اللهَ ألاَّ يَجمع أُمَّتي على ضلالةٍ فأَعطانيها، وسألتُه ألاَّ يُهلكَهم بالسِّنين كما أهلك الأُممَ قَبلَهم، فأَعطانيها، وسألتُه ألاَّ يُظهرَ عليهم عَدوًّا، فأَعطانيها، وسألتُه ألاَّ يُلبسَهم شِيعًا ويُذيق بعضَهم بأسَ بعضٍ، فمَنعنيها)).

 

ولَمَّا تعرَّض أهلُ الطَّائف لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وآذَوْه ورمَوْه بالحجارة، عرضَ عليه مَلَكُ الجبال أنْ يُطبقَ عليهم الأخشبين (جبلان بمكَّة)، عندَها قال النبيُّ الرَّؤوف الرَّحيم - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أرجو أن يُخرجَ اللهُ مِن أصلابهم مَن يُوحِّد الله))، فقمة الرَّحمة أن يحافظَ الإنسان على حياةِ عَدوِّه، ويرجوَ الخير لذُريَّته التي تَخرج مِن صُلبه.

 

 

لقد أعطى الله – تعالى - لنبيِّه حقَّ الانتقام مِمَّن كفروا واستهزؤوا به فطَلب الخيرَ لهم، وقد قال عيسى - عليه السلام -: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، أمَّا نوح - عليه السَّلام - فقال: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرينَ دَيَّارًا} [نوح: 26]، وموسى - عليه السَّلام - قال: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهمِْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذابَ الأَلِيمَ} [يونس: 88].

 

وعن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: لَمَّا رأيتُ رسولَ الله طَيِّبَ النَّفْس، قلتُ: يا رسولَ الله، ادعُ لي، قال:     ((اللَّهُمَّ اغفرْ ما تقدَّمَ مِن ذَنبها وما تَأخَّر، وما أَسرَّتْ وما أَعلنَتْ))، فضحِكتْ عائشةُ حتَّى   سقط رَأسُها في حجرها، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ((أَيَسُرُّكِ دُعائي؟))، فقالت: وما لي لا يَسُرُّني دُعاؤُكَ؟!))، فقال: ((والله إنَّها لدعوتي   لأُمَّتي في كلِّ صلاةٍ))؛ رواه البزَّار بإسنادٍ صحيحٍ.

 

عندما نقرأ هذه الأحاديثَ في دُعائه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأُمَّته لا يسعنا إلاَّ أن نقولَ: {وإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

 

هذه هي عظمةُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحبُّه الكبير لأُمَّته، فكيف نُحبُّه ونُجلُّه ونضعه في مكانه اللاَّئق كما أمرَنا ربُّنا؟

 

قال الله – تعالى -: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح: 8 - 9]، ونهى عن التَّقدُّمِ بين يديه بالقولِ وسُوءِ الأدب بسبقِه بالكلام؛ فقال - عزَّ وجلَّ -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ} في إهمال حقِّه، وتَضييع حُرمتِه {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الحجرات: 1].

وقال - جلَّ وعلا -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ* إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}  [الحجرات:2-4].

ولقد نَفَّذَ السَّلف الصَّالح مِنَ الصحابة والتَّابعين كلامَ رَبِّ العالمين، وهذه صُورٌ مختلفة مِن حُبِّ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإجلاله:

 

لَمَّا قَدِمَ رسولُ الله المدينة، نزلَ على أبي أَيُّوبَ، فنزل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - السُّفل، ونزل أبو أَيُّوب العُلو، فلمَّا أمسى وبات، جعل أبو أَيُّوبَ يَذكُر أنَّه على ظَهر بَيتٍ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أَسفل منه، وهو بينَه وبينَ الوَحيِ.

 

فجعل أَبو أَيُّوبَ لا يَنامُ يُحاذِرُ أن يتناثرَ عليه الغُبار، ويتحرَّك فيؤذيه، فلمَّا أصبحَ غَدَا إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسولَ الله، ما جعلت اللَّيلة فيها غُمضًا أنا ولا أُمُّ أَيُّوبَ، فقال: ((ومِمَّ ذاك يا أبا أَيُّوبَ؟))، قال: ذكرتُ أنِّي على ظَهرِ بَيتٍ أنت أَسفل منِّي، فأتحرك فيتناثر عليكَ الغُبار، ويؤذيك تَحرُّكي، وأنا بينَكَ وبينَ الوحيِ[1].

 

وعن أبي أَيُّوبَ - رضي الله عنه - أيضًا قال: لَمَّا نَزل عليَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قلتُ: بأبي وأُمِّي، إنِّي أَكره أن أكونَ فَوقَكَ، وتكون أسفلَ منِّي، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ أَرفقَ بنا أن نكونَ في السُّفل؛ لِمَا يغشانا مِنَ النَّاس))، فلقد رأيتُ جرَّة لنا انكسرتْ، فأُهريق ماؤها، فقمتُ أنا وأمُّ أَيُّوبَ بقطيفةٍ (القطيفة: كساء له خمل) لنا، وما لنا لِحافٌ غيرها ننشف بها الماءَ فـَرَقًا[2] مِن أنْ يَصِلَ إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - منَّا شيء يُؤذيه... الحديث[3].

 

أمَّا "خُبَيب بن عَديٍّ"، فلَمَّا أخرجه أهلُ مكَّةَ مِنَ الحرم ليقتلوه، قال له أبو سفيانَ:

أَنشُدكَ الله يا خُبيبُ، أتُحبُّ أنَّ محمَّدًا الآنَ عِندَنا مكانَكَ يُضربُ عُنقُه، وأنَّكَ في أَهلكِ؟ فقال خُبيبٌ: واللهِ ما أُحبُّ أنَّ محمَّدًا الآنَ في مكانه الذي هو فيه تُصيبه شَوكةٌ، وإنِّي جالسٌ في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيتُ مِنَ النَّاس أَحدًا يُحِبُّ أَحدًا كحُبِّ أصحابِ محمَّدٍ محمَّدًا.

 

وكذلك كان أصحابُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قِممًا في الذوق والأدب، فقدِ استأذن بعضُ الأنصار في فداء العبَّاس عمِّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكان قد وقع في الأَسْر في غزوة بدر فقالوا لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ائذنْ لنا فلْنتركْ لابن أُختنا العبَّاس فداءَه، قال: ((واللهِ لا تَذَرُون منه دِرهمًا))؛ أي: لا تتركوا للعبَّاس مِنَ الفداء شيئًا.

 

ويظهر أدبُ الأنصار مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في قولهم لرسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم -: ابن أختنا، لتكونَ المِنَّة عليهم في إطلاقه بخلاف ما لو قالوا: "عمك"، لكانتِ المِنَّة عليه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهذا مِن قُوَّة الذَّكاء وحُسن الأدب في الخطاب، وإنَّما امتنع النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن إجابتهم لئلا يكونَ في الدِّين نوعُ محاباة.

 

ومِن شِدَّة حِرْص الصَّحابة على إكرامه وتجنُّب إيذائه: قولُ أنس بن مالك - رضي الله عنه -: إنَّ أبواب النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كانت تُقرع بالأظافير.

 

وقد ربَّى الصَّحابةُ - رضوان الله عليهم - أبناءَهم على حبِّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - منذُ الصِّغر.

ففي غزوة بدر: يَروي لنا عبد الرحمن بن عوف كيف كان ذلك، فيقول: إنِّي لواقفٌ يومَ بدر في الصَّفِّ فنظرتُ عن يميني وشمالي، فإذا أنا بَينَ غُلامينِ مِنَ الأنصار، حديثةٌ أسنانُهما، فتَمنَّيتُ أن أكون بين أظلعَ منهما – يقصد: أقوى منهما - فغَمزني أحدُهما فقال: يا عم، أَتعرِفُ أبا جهل؟ فقلتُ: نعمْ، وما حاجتُك إليه؟

 

قال: أُخبِرتُ أنَّه يَسبُّ رسولَ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم -  والذي نفسي بيده لئنْ رأيتُه لا يُفارق سوادي سواده حتَّى يموتَ الأعجلُ منَّا، فتعجبتُ لذلك، فغَمزني الآخَرُ فقال لي أيضًا مثلها، فلم أَنشَبْ أن نظرتُ إلى أبي جهل وهو يجول في النَّاس فقلتُ: ألاَ تريان؟ هذا صاحبكم الذي تَسألانِ عنه، فشدَّا عليه مثل الصَّقرين حتَّى ضرباه، وهُمَا ابْنَا عفراءَ.

وهكذا ينتصر الأطفالُ مِمَّن سَبَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهكذا يكون مصرعُ هذا الفِرعون المُتكبِّر على يَدِ أطفالٍ صِغار.

وفي روايةٍ: أنَّ اليهودَ لَمَّا سمعوا الصَّحابة - رضي الله تعالى عنهم - تقول له - صلَّى الله عليه وسلَّم -: إذا ألقى عليهم شيئًا: يا رسول الله راعِنا؛ أي: انتظرْنا وتَأنَّ علينا حتَّى نَفهمَ، وكانت هذه الكلمةُ عَبرانيةً تتسابب بها اليهود، فلمَّا سمعوا المسلمين يقولون له: راعنا.

خاطبوا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – بـ "راعنا"؛ يعنون بها تلك السُّبَّة، ومن ثَمَّ لَمَّا سمع سعدُ بن معاذ ذلك مِنَ اليهود، قال لهم: يا أعداءَ الله، عليكم لعنةُ الله، والذي نفسي بيده إنْ سمعتُها مِن رجلٍ منكم يقولها لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأَضربنَّ عُنقَه.

وفي قِصَّة صُلح الحُدَيبيةِ: أنَّ عُروةَ بن مسعودٍ جعل يَرْمُق أصحابَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعَينَيهِ، قال: فواللهِ ما تَنخَّم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - نُخامةً إلاَّ وقعتْ في كفِّ رَجل منهم، فَدَلَكَ بها وجهَه وجِلدَه، وإذا أمرهم ابتدروا أمْرَه، وإذا توضَّأ كادوا يَقتتلون على وَضوئِه، وإذا تكلَّم خفضوا أصواتَهم عندَه، وما يُحِدُّون إليه النَّظر تعظيمًا له، فرجع عروةُ إلى أصحابه، فقال:

أي قوم، والله لقد وفدتُ على الملوك؛ وفدتُ على قَيصرَ وكِسرى والنَّجاشيِّ، والله إنْ رأيتُ مَلِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّم أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا... الحديث[4] .

وفي نفس القِصَّة: أنَّ عُروةَ بن مسعودٍ دخل على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فجعل يُحدِّثه، ويُشير بيده إليه، حتَّى تَمَسَّ لِحيتَه، والمغيرةُ بن شُعبةَ واقفٌ على رأس رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -  بيدِه السَّيفُ، فقال له: اقبضْ يَدكَ عن لحية رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبلَ ألاَّ ترجع إليكَ، فقبض عُروةُ يدَه[5].

وقد وردَ حديثٌ عن عبدالرَّحمن بن أبي قراد - رضي الله عنه - حسَّنه الشَّيخ الألبانيُّ، بل ذكره في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) - في الجزء الذي لم يخرج - قال: إنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ يومًا، فجعل الصَّحابةُ يتمسحون بوَضوئِه؛ وذلك تَبرُّكًا منهم بوَضوئِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال لهم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ما يَحمِلُكم على هذا - أي: لِمَ تفعلون ذلك؟ - قالوا: حبُّ الله ورسوله، فقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن سَرَّه أنْ يُحبَّ اللهَ ورسولَه، أو يُحبَّه اللهُ ورسولُه، فلْيصدُقْ حديثَه إذا حدَّث، وليؤدِّ أمانتَه إذا اؤتُمِن، ولْيُحسنْ جِوارَ مَن جاورَه)).

وهنا يُبيِّنُ النبيُّ الكريمُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ حُبَّه لا يكون مجرَّدَ مظاهرَ جوفاءَ، ولكنْ حُبُّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يكون باتِّباعه والْتزامِ أوامرِه، واجتنابِ نواهيه - صلَّى الله عليه وسلَّم.

ولَمَّا زار أبو سفيانَ ابنتَه أُمَّ حَبيبةَ - رضي الله عنها - في المدينة، ودخل عليها بيتَها، ذَهبَ لِيَجلسَ على فراش رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فطَوتْه، فقال: يا بُنيَّةُ، ما أدري، أَرغبتِ بي عن هذا الفِراشِ، أو رَغبتِ به عنِّي؟ فقالت: هو فِراشُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنتَ مُشركٌ نجس، فلمْ أُحبَّ أن تجلسَ على فراشِه.

أمَّا السَّيِّدة عائشةُ - رضي الله عنها -  فكان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -  يعرِف متى تكون راضيةً عنه، ومتى تكون غَضْبَى، فقط من خلال حديثها معه وأسلوبها.

فعن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: "قال لي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنِّي لأَعلمُ إذا كنتِ عنِّي راضيةً، وإذا   كنتِ عليَّ غَضْبَى))، قلتُ: كيف يا رسول الله؟ قال: ((إذا كنتِ عنِّي راضيةً، قلتِ: لا، ورَبِّ   محمَّدٍ، وإذا كنتِ عليَّ غضْبَى، قلتِ: لا، ورَبِّ إبراهيمَ))، قالت: "أَجلْ، واللهِ ما أهجر إلاَّ   اسمَكَ"؛ رواه البخاري ومسلم.

نلاحظ هنا الأدبَ مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والرقيَّ في الحوار: ((ما أهجر إلاَّ اسمَكَ)).

وعندما احْتُضِر بلالٌ - رضي الله عنه - قالتِ امرأتُه: واحُزناهُ! فقال: بل واطرباه! غدًا نلقَى الأحبَّة؛ محمَّدًا وصحبَه، فمزج مرارةَ الموت بحلاوة الشَّوق إليه - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وعن أبي رَزين قال: قيل للعبَّاس: أنتَ أكبرُ أوِ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: هو أكبرُ، وأنا وُلدتُ قَبلَه[6] .

فلمْ تطاوعْه نفسُه أن يقولَ: أنا أكبر من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وعنِ السَّائب بنِ يَزيدَ قال: كنتُ قائمًا في المسجد فحصبني - رماني بحصاةٍ - رَجلٌ، فنظرتُ، فإذا عُمرُ بنُ الخطَّاب، فقال: اذهبْ، فأتِني بهذَينِ، فجئتُه بهما، قال: مَن أنتما؟ مِن أين أنتما؟ قالا: مِن أهل الطَّائف، قال: لو كنتما مِن أهل البلد لأَوجعتُكما ضَربًا، تَرفعانِ أَصواتَكما في مسجدِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم!

وعنِ البراءِ بن عازبٍ - رضي الله عنه - قال: إنْ كان ليأتي عليَّ السَّنةُ، أريد أن أسألَ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن شيءٍ، فأتهيَّب منه، وإنْ كنَّا لنتمنَّى الأعرابَ[7]؛ أي: إنَّهم كانوا لا يَسألون رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مهابةً له، ويَتمنَّوْنَ قُدومَ الأعراب على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأنَّهم كانوا أكثرَ جُرأةً في السُّؤال.

أمَّا الإمام الشَّافعي - رحمة الله عليه - فقد عبَّر عن حبِّه لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تعبيرًا عظيمًا حين جاءَه رَجلٌ يسأله عن أمرٍ من الأمور، فقال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم: كذا، وتلا عليه حديثًا، فقال له الرَّجل: فما رأيُكَ أنت؟

فغَضِبَ الإمام الشَّافعيُّ - رضي الله عنه - غَضبًا شديدًا، وقال: أتراني في كَنيسة؟! أترى عَليَّ زُنَّارًا؟! أقول لك: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – وتقول: ما رأيُكَ أنت!!

فكانوا يَعلَمون ويُدركون أنَّه لا رأي لأحدٍ مع كلام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومع هَديِه، ومع سُنَّتِه.

وعن أبي حازمٍ عن سَهل بن سعدٍ السَّاعديِّ - رضي الله عنه -: أنَّه كان في مجلسِ قومه وهو يُحدِّثهم عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبعضُهم يُقْبلُ على بعضٍ يَتحدَّثون، فغضب، ثم قال: انظرْ إليهم، أُحدِّثهم عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبعضُهم يُقْبل على بعضٍ!!

أَمَا والله، لأخرجنَّ مِن بين أَظهرِكم، ولا أرجع إليكم أبدًا، فقلت له: أينَ تذهب؟ قال: أذهبُ فأجاهدُ في سبيل الله[8].

وقال القاضي عِياضٌ - رحمه الله -: "ومِن مَحبَّتِه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: نُصرةُ سُنَّته، والذَّبُّ عن شريعته، وتَمنِّي حضورِ حياته، فيبذل مالَه ونَفْسَه دونَه".

وقال سبحانه: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا} [النور: 63]، فإنَّ مولاه لم يُنادِه باسمه مجرَّدًا كسائر الأنبياء والمرسلين؛ كآدمَ ونوحٍ وإبراهيمَ وموسى وعيسى، ولكنَّه كان يناديه بقوله: {يا أيُّها المُدِّثر}، {يا أيُّها المُزمِّل}، {يا أيُّها النبيُّ}، {يا أيُّها الرَّسول}، وإن كان قد ورد في أكثرَ مِن موضعٍ ذِكرُ اسمه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإنَّ وُرودَه لم يكن على سبيل النِّداء.

وانظر إلى أدب الإمام مالكٍ - رحمه الله - فقد كان إذا جاءَه طُلاَّب العِلم، خرجتْ إليهم الجاريةُ فتقول لهم: يقول لكم الشَّيخ: تُريدون الحديثَ أوِ المسائل؟

فإنْ قالوا: المسائلَ، خَرجَ إليهم، وإنْ قالوا: الحديثَ، دَخل مُغتَسلَه، واغتسل وتَطيَّب، ولَبِسَ ثيابًا جددًا، وتعمَّم ووضع عليه الرِّداء، وارتقى على كرسيٍّ، ويخرج وعليه الخُشوع والوَقار، ولا يزال يُبخَّر بالعود، حتَّى يَفرُغَ من حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -وكان يَكره أنْ يُحدِّث بحديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الطَّريق، أو وهو قائمٌ، أو مُستعجِل.

قال مُصعب بن عبدالله: كان مالكٌ إذا ذكر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَتغيَّر لونُه، ويَنحني، حتَّى يَصعُبَ ذلك على جُلسائه، فقيل له يومًا في ذلك، فقال: لو رأيتم ما رأيتُ، لَمَا أنكرتم عليَّ ما تَرَوْن.

وقال ابن أبي الزِّناد: كان سعيدُ بن المُسيّب - وهو مريض - يقول: "أَقعدوني؛ فإنِّي أكره أنْ أُحدِّثَ حديثَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنا مضطجع".

ومرَّ مالك بن أنس على أبي خازم، وهو يحدِّث، فجازَه؛ أي: تجاوزه ولم يجلس، وقال: "إنِّي لم أجدْ مَوضعًا أجلس فيه، فكرهتُ أن آخذَ حديثَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنا قائمٌ".

وكان محمَّدُ بنُ سِيرينَ يتحدَّث فيضحك، فإذا جاء الحديثُ خَشعَ.

وقال سعيدُ بن عامرٍ: "كنَّا عندَ هِشامٍ الدَّستوائيِّ، فضحك رَجلٌ منَّا، فقال له هشامٌ الدَّستوائي: تضحَكُ وأنت تَطلبُ الحديثَ؟!".

هكذا كان حُبُّ السَّلف الصَّالح لنبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - حبًّا صادقًا نابعًا مِنَ القلبِ، خاليًا مِنَ السَّطحية والمَظْهرية، وقدِ انتقل هذا الحبُّ مِنَ الآباء إلى الأبناء بالقدوة والعَملِ، قبلَ أن يكونَ بالتَّلقين والقولِ، فما أحوجَنا إلى هذه النَّماذجِ المُشرِقة؛ لِتَكونَ قُدوةً بدلاً مِنَ النَّماذج التَّافهة الفارغة.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

ــــــــــــــــــــ

 [1]   الحديث.رواه أحمد (5/415)، ومسلم (2053)، والطبراني في ((الكبير)) (3986)، والحاكم (3/460-461)، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

 [2]   خوفا.

 [3]   رواه مسلم (2053)، والطبراني في ((الكبير)) رقم (3855)، واللفظ له.

 [4]   رواه البخاري (5/330- فتح)، وأبو داود (2765)، وأحمد (4/323-331)، وانظر: ((فتح الباري)) (5/341).

 [5]   رواه البخاري (5/330- فتح)، وأبو داود (2765)، وأحمد (4/323-331)، وانظر: ((فتح الباري)) (5/341).

 [6]   عزاه الهيثمي في ((المجمع)) (9/270) إلى الطبري، وقال: ((رجاله رجال الصحيح)).

 [7]   عزاه الحافظ في ((المطالب العالية)) ( 3/325).

 [8]   رواه الطبراني في ((الكبير)).

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين