أبناؤنا بين الترغيب والترهيب - أبناؤنا بين الترغيب والترهيب
أبناؤنا بين الترغيب والترهيب

بقلم الدكتور : سامر الطراس

تُتْقن بعض الأمهات فن السيطرة على أولادهنّ بطريقةٍ تحتاج إلى التعديل بعض الشيء, فالتحفيز عن طريق الإغراء والوعد بالمكافأة أمرٌ مهم, كما أنّ التهديد والوعيد بعقوبة أو حرمان أمر لا بأس به, إلا أن القضية تنقلب –عندما تتجاوز المألوف- إلى عامل هدم وإفساد بعد ما كان الإصلاح هو المقصود منها.
التربية تعني التنشئة والرعاية والتنمية... ولا يرغب أي منّا أن يربي أبناءه تربية مادية بحتة, وقديماً قيل: ((كل تربية لا توجِد عند الإنسان وازعاً داخلياً يدفعه أو يمنعه تكون تربية فاشلة)).

ولعل أخطر ما في التحفيز أو التهديد أن تصبح المشاعر هي الثمن, فكم نسمع عن أُمًّ تقول لابنها: أحبك إنْ فعلتَ كذا, أو لن أحبك إنْْ فعلَت كذا, وهذا ما يُشعر الطفل أنّ المحبة تكون بمقابل أو الناس يحبون أو يكرهون حسب مصالحهم،
 وهكذا يتاجرون بأغلى ما يملكون.

أيتها الأم لنستخدم التحفيز عندما يكون الأمر صعباً وشاقاً, ولنكافئ ونعاقب عندما يستدعي الفعل أو الترك ذلك, ولننمِّ في نفوس أبنائنا حُبَّ المعروف لأجل المعروف ولعظيم الأجر عند الله كاكتساب محبته ورضاه, ولنشرح لأبنائنا فائدة هذا الفعل وخطورة ذلك العمل. ولنساعدهم على السؤال والبحث كي نكَوّن لديهم القناعة الداخلية, ويوم تسمعين ولدك يقول: "ماذا تعطيني إنْ فعلتُ وتركتُ كذا" فاعلمي أن استخدام هذا الأسلوب المفرط قد ربّى الولد على المصلحة المادية, ولذا فإنه إنْ تعرّضَ مرة أخرى لنفس الموقف فإنه لن يطيع إنْ لم يجد مكافأة. أمّا لو تربى على تبرير فعله ومراقبة ربّه (الله معي و الله يراني و الله يحبني و الرسول قدوتي) بحيث صارت هذه الألفاظ نُصْب عينيه لتغيَّرت حالُه وصلُحت سريرته.

وهناك أمور مهمة تستدعي التوقف أمامها عند الحديث عن هذا الموضوع منها:

- أن لا يكون الوعد أو العقوبة بمحرَّم نعلِّمه لأبنائنا دون شعور منا, كالكذب مثل أنْ تقول الأم لابنها: إنْ سمعتَ كلامي    
    سأقول لأبيك بأنّ ((فلاناً)) هو الذي كسر الزجاج.

- أنْ يكون التحفيز بأمر نافع ومفيد ويحقق أهدافاً مهمة لأبنائنا.
- أنْ يكون قدر العقوبة مناسباً؛ فلا تهون على الطفلٍ ولا تكون أعظم مما ينبغي, لأن الطفل إنْ أخطأ خطأً
     يسيراً فعاقبناه
     عقاباً كبيراً يشعر بالظلم, ثم ماذا سنفعل إن أخطأ مرة أخرى خطأ أكبر؟
- أنْ يكون التحفيز من المقدور عليه فلا نعِد بشيء لا نستطيع الوفاء به.
- أنْ نستخدم كل الأساليب كالإقناع وليس فقط أسلوب التحفيز أو التهديد.
- أنْ يكون التحفيز والمكافأة أمام الآخرين وأن تكون العقوبة واللوم على انفراد بعيداً عن عيون الأقران
   والمحبين.
من موقع جمعية الاتحاد الإسلامي

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين