‏الباحث الكيالي يتنبأ ويكتشف أبواب السماء?

 

‏ويأت بما لم تستطعه الأوائل في الأوهام?

 

العلم التجريبي يعتمد على البحث العلمي الدقيق ، وإجراء التجارب في المختبرات، ومتابعة أحدث ما توصلت له الدراسات.

أما عندما يأتينا رجل مثل المهندس علي منصور الكيالي يدعي لنفسه أنه باحث، وليس عنده أبسط أدوات البحث ، ولا يمارس عملياً الدراسة الأكاديمية في مجال الفيزياء: سواء على مستوى الجامعات أو المراكز العلمية، ويقول إن مكتبته في حلب بعيد عنها، ولا يوثق معلوماته من أي مصدر علمي معتمد، وإنما يجلس في بيته خلف مكتبه ويأتي بمعلومات وتصورات شاذة: ظاهرها العلم وباطنها: تخرص وظنون وأوهام، والأخطر من كل هذا أنه يسقط هذه الأوهام على الآيات القرآنية فيفسرها تفسيرا مشوهاً، فهو بذلك قد اعتدى على القرآن الكريم واعتدى على العلم بآن واحد.

هناك? الكثير من الأصدقاء أرسلوا لي لقاء صحفياً مع المهندس الكيالي، يدعي أن السماء إنما هي عبارة عن أبواب لا يمكن العروج الا من خلالها، وأنها ذات حراسة مشددة لا يستطيع مردة الجن والشياطين المرور من خلالها، بينما يستطيع رواد الفضاء الولوج من خلالها تسهيلا من الحق سبحانه لعالم الأنس حتى يريهم آياته العظيمة في الآفاق.

وهذه أوهام لأن رواد الفضاء إنما يصلون إلى الفضاء الذي هو تابع للسماء الدنيا، ولا يخترقونها ولا يصلون للسماء الثانية أو الثالثة..، والابواب تفصل بين السماوات وليس ان السماء الدنيا في داخلها ابواب.

ثم? نقول للباجث الكيالي: هل صعدت بنفسك عبر مركبة فضائية فرأيت أبواب السماء ؟ وكيف علمت ان البشر يستطيعون العبور منها بكل حريه؟ فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في معراجه إلى السماوات كانت تفتح له الابواب فقط بعد التحقق منه كونه مع سيدنا جبريل عليه السلام فيقول : ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدنيا فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا).

ولأجل أن يعطي لنفسه هالة وعظمة فيقول: 

?#‏ولذلك? أنا حاليا اعد برنامجا تلفزيونيا سوف يكون الأول من نوعه في العالم اقوم من خلاله بدعوة الجانب الآخر بالحوار العلمي لأن الجانب الآخر يحتاج الى حجة علمية وليس الى نصح وارشاد).

من يسمع هذا الكلام سيظن أنه هناك حقائق علمية سيكشفها للعالم ، لم يستطع أحد الوصول إليها، وعندما تكمل تجد أوهاماً، وادعاءات زائفة تدعو للخجل، بأسلوب ركيك يدعو للاشمئزاز.

ثم يكمل الباحث فيقول: (سوف اخاطب مباشرة الاتحاد السوفييتي وهي دولة عظمى وأقول لهم: ان بلادكم دولة العظمى ولكنها عندما تريد الذهاب الى الفضاء لماذا تذهب الى جمهورية كازاخستان الى مركز بايكانور بكازاخستان وهي قادرة على بناء قاعدة جوية فلماذا لم تطلع من الاراضي السوفييتية مباشرة والسماء مفتوحة امامها فسوف يكون الرد: ان فوق الاتحاد السوفييتي لا يوجد باب الى السماء،.. واذا ما انتقلنا إلى أوروبا ، لماذا تذهبون إلى الأرجنتين إلى جوينا الفرنسية لكي تصعد إلى الفضاء؟ سوف يكون الرد: أن اوروبا كاملة لا يوجد فيها باب إلى السماء ، وسنخاطب أمريكا عندكم صحراء نيفادا وهي صحراء فسوف يكون الجواب: انه لا يوجد هناك باب إلى السماء وهنا سأقدم قرآني الذي يقول: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ).

?‏وهذه? ثلاث ملاحظات حول الأوهام في الجملة السابقة:

1- كيف يدعي هذا المهندس أن روسيا وأوربا وأمريكا يقولون أنهم لا يوجد عندهم باب مباشر إلى السماء لصعود المركبة من خلالها، أليس هذا كذباً عليهم؟؟

 هل هناك مركز فضائي عالمي أعلن ذلك!!

2- أشهر مراكز إطلاق المركبات: مركز كاب كانا?يرال في فلوريدا في أمريكا، وقاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان ، وقاعدة كورو الفرنسية في غويانا

والسبب في اختيار هذه المناطق لأنها قريبه من خط الاستواء ،وليس سبب ذلك وجود ابواب للسماء كما يدعي الباحث الكيالي, فسرعة الارض عند خط الاستواء اسرع من سرعتها عند مناطق اخرى، فتعطيها سرعة إضافية بسبب دوران الأرض تساعد في تقليل كميه الوقود التي يحتاجها الصاروخ من اجل الخلاص من الجاذبيه الارضيه... مايعني تكلفه اقل وامكانيه نجاح اكبر في الخلاص من الجاذبيه الارضيه.

3- يستدل بقوله: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ)، على أن إمكانية فتح أبواب السماء للبشر، وهي على عكس ما أراد تماماً، ولكن نظراً لتعديه على القرآن فهو غير متمكن في اللغة لذلك يصدر منه هذا التشويه، الآيت بدأت (ولو فتحنا) وحرف (لو) في اللغة حرف امتناع لامتناع، وهذا على سبيل افتراض المستحيل، مثل قوله تعالى (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) فيستحيل أن يكون هناك إله إلا الله في السموات والأرض وإلا فسدتا. 

ثم يقول الباحث الكيالي: (هناك آية في القرآن الكريم نزلت منذ اكثر من 1400 عام تقول ان السماء ليست فضاء مفتوح، ففي سورة النبأ (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا).

يحرف الآية تحريفاً بشعاً ، لأن المقصود بالأبواب التي ستفتح في السماء في يوم القيامة وليس الآن في الدنيا لأن الآيات هكذا سياقها حيث يقول الله تعالى (إنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً {17} يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً {18} وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً {19} وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً)

ثم يختم الباحث الكيالي بكذبة كبرى فيقول: (فلماذا تمت عملية المعراج من فوق القدس ولم تتم من مكة مباشرة ،لأن هناك ابواب الى السماء من فوق القدس، ولم تكن تلك الابواب موجودة في سماء مكة). 

الظاهر أن شيطان الكيالي أوحى له بهذا الهراء، فكشف له عن معلومة خصه بها من بين سائر المشعوذين والكهنة والعرافين، فصدقه بها ليفتضح أمره، وهل هناك أفضل من مكة المكرمة لو أراد الله أن يجعل لها أبواباً إلى السماء، ولكن كما قيل: (إذا لم تستح فقل ما شئت).

 

http://qatar-falak.com/gates-to-space 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين