منهج الإصلاح والتغيير عند الإمام الغزالي - منهج الاصلاح
منهج الإصلاح والتغيير عند الإمام الغزالي رحمه الله
د. موسى الإبراهيم
1- إعداد المسلمين لحمل رسالة الإسلام بحق.
2- اعتماد النقد الذاتي لحال الأمة الإسلامية للتعرف على الأسباب الحقيقية لقعودهم عن حمل الرسالة الإسلامية ومعالجة تلك الأسباب.
3- البدء بالإصلاح النفسي والتربوي للأمة قبل الإصلاح السياسي والعسكري
ومن هنا أخذ على الغزالي أنه لم يحرض على القتال والجهاد ضد الصليبيين، والحق أنه ليس كذلك، بل إنه كان لا يرى الأمة مؤهلة للقتال يومها، ولذلك عمل على إخراج جيل جديد وأمة جديدة.
ولما علم الغزالي بأمر يوسف بن تاشفين في المغرب وصلاحه وجهاده شد الرحال إليه ليلحق به، وفي طريقه جاءه نبأ وفاة ابن تاشفين فعاد إلى بغداد.
تشخيص الغزالي لأمراض المجتمع في عصره
فساد رسالة العلماء
كان للعلماء من سلف الأمة عزهم وجاههم، الذي حمل الخلفاء للرجوع إليهم، فحاول بعض الناس طلب العلم لينالوا به عزة العلماء الربانيين، فتعلموا ما يحتاجه الساسة من الأقضية والفتاوى، وعرضوا أنفسهم على السلطان فصاروا طالبين بعد أن كان من قبلهم مطلوبين، فذلوا وهانوا.
قال الإمام الغزالي في وصف هؤلاء:
أما الآن فقد قيدت الأطماع ألسن العلماء فسكتوا، وإن تكلموا لم تساعد أقوالهم أحوالهم فلم ينجحوا، ولو صدقوا وقصدوا حق العلم لأفلحوا، ففساد الرعايا بفساد الملوك وفساد الملوك بفساد العلماء، وفساد العلماء باستيلاء حب المال والجاه، ومن استولى عليه حب الدنيا لم يقدر على الحسبة على الأراذل فكيف على الملوك والأكابر؟ والله المستعان على كل حال. (الإحياء ج2 ص351)
آثار فساد رسالة العلماء
1- البعد عن قضايا المجتمع والانشغال بقضايا هامشية.
2- التعصب المذهبي واختفاء الفضائل العلمية.
3- تفتيت وحدة الأمة وظهور الجماعات والمذاهب المتنازعة.
4- انتشار التدين السطحي والاهتمام بالمظاهر بعيداً عن الحقائق والجواهر، قيل لبشر: إن فلاناً الغني كثير الصوم والصلاة، فقال: المسكين ترك حاله ودخل في حال غيره!
ميادين الإصلاح عند الإمام الغزالي رحمه الله
1- العمل على إيجاد جيل من العلماء والمربين الصادقين.
2- وضع منهاج جديد للتربية والتعليم يخرج علماء الآخرة لا علماء الدنيا.
والعلوم كلها عند الغزالي إسلامية وهي نوعان:
أحدهما: شرعية، وهي وارثة الأنبياء.
والثاني: عقلية، وهي ما أرشد إليها العقل كالطب والحساب ...
ومفردات هذا المنهاج هي:
أ- العقيدة، ووضع فيها كتاباً أسماه "الحكمة من مخلوقات الله".
ب- التهذيب، ووضع فيه كتاباً أسماه إحياء علوم الدين.
ج- الفقه الإسلامي متحرراً من المذهبية والتقليد.
د- الإعداد الوظيفي: معرفة مواهب الناس وتوظيفها بما يناسبها، وفيه كتاب "التبر المسبوك في نصيحة الملوك" وكتابه "سر العالمين".
3- إحياء رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويسميها الغزالي رحمه الله: "القطب الأعظم في الدين".
وأكد في هذا الميدان على دوائر متعددة، من النفس ... وإلى الأمة.
وخص الأمراء بمزيد تفصيل، وأن مسؤولية العلماء أمرهم ونهيهم.
4- نقد السلاطين الظلمة
وحذر العلماء من مخالطتهم وقبول أعطياتهم.
وحرم الغزالي رحمه الله التعامل مع السلاطين الظلمة، ومع قضاتهم، وحرم التجارة في أسواقهم التي يبنونها، والانتفاع بالمرافق العامة التي يقيمونها إلا لضرورة.
5- محاربة السلبية الدينية والمادية الجارفة، وتصحيح التصور عن الدنيا والآخرة.
6- الدعوة للعدالة الاجتماعية، وركز هنا على:
في المال حق سوى الزكاة، فعلى الغني أن يعطي، وعلى الفقير أن يشكر.
محاربة الاحتكار والكنز.
حقوق الأخوة.
7- محاربة التيارات الفكرية المنحرفة بالعلم والحجة والبرهان، وأهم التيارات يومها:
الفرق الباطنية، وألف فيهم كتابه "فضائح الباطنية".
الفلسفة اليونانية، وألف فيها كتبه "المنقذ من الضلال"، "مقاصد الفلاسفة"، و "تهافت الفلاسفة".
أهم آثار الغزالي رحمه الله: بعد العلم والتأليف، والتلاميذ:
1- مبدأ الانسحاب والعودة.             2- انحسار التيارات الفكرية المنحرفة.
3- أثره في محمد بن تومرت الذي أقام دولة الموحدين في المغرب.
رحمه الله رحمة واسعة.
 المرجع: هكذا ظهر جيل صلاح الدين، للدكتور ماجد عرسان الكيلاني.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين