دروس من غزة - دلالات محنة غزة
دروس من غزّة
بقلم:حسن قاطرجي
تمرّ بالمسلمين في (غزة) محنة قاسية فيها جراحات نازفة وآلام مبرِّحة، فقد اتخذت القيادة الصهيونية قراراً بقصفها وتدميرها وإذلال شعبها والتوغل في أراضيها.
في المقابل يسطّر المجاهدون أروعَ الملاحم في الثبات والفداء، وفي التضحية وقوة الإيمان والعزّوالإباء. ويلتف الشعب المؤمن هناك حولهم: يؤيدهم ويناصرهم في نموذج رائع من نماذج البطولة والعزّة لفت أنظار العالم: تُقصف بيوتُهم وتُحرق أراضيهم وتتعالى صرخاتُ أطفالهم ويُمنَعون حتى من الغذاء والماء، وهم مُحتسبون صابرون، بقضاء الله راضون، ولفداء دينه مستعدون.
ولقد ناصَرَتهُمْ شعوب العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه بالغضب من أجلهم وتقديم الممكن نصرةً لهم و بإرسال المال لهم، وبرفع الدعوات لرب الأرض والسموات... إلا أنه لا يجوز الوقوف عند هذا الحد وإنما يجب أن تُترجم دلالات (محنة غزّة) بدروس يَعمل المسلمون على تطبيقها وسلوك طُرُق تنفيذها حتى لا تبقى الأمة تُهان وتؤذى بوحشية كلما حلا للأعداء الأشرار ذلك، فقد:
طال المنامُ على الهوانِ       فأين زمجرةُ الأسود؟
الدرس الأول: شراسة (العداوة العالمية) للمشروع الإسلامي، مما يحتّم على حَمَلة الدعوة الإسلامية المخلصين الالتفاتُ إلى حجم الإعداد الذي يجب أن يهيِّئوه: ابتداءً من قوة الإيمان مروراً بلوازم الجهاد وانتهاءً بالتلاحم مع الجماهير والتواصل معهم.
الدرس الثاني: طريق نصرة الإسلام هي طريق ذات شوكة! وبالتالي فإنّ مَنْ يخدع الدعاة وطلاب العلم وعموم المسلمين بنثر ورود الوعود بالطريق الآمن هم واهمون يجب أن ننصحهم، فإن استجابوا وإلا فيجب أن نَحْذر منهم، لأن خداعهم حينئذ لا يكون إلا مسايرة للظلمة وتبنّي ما يروق لهم من الإسلام وترك ما لا يحبون منه!.
الدرس الثالث: انكشاف هشاشة وتخاذل (المؤسسة الدينية الرسمية) في معظم بلاد العالم الإسلامي فهي لم تتحرك في (محنة غزة) ولا فيما سبقها من مِحَنْ وأزمات: صادعةً بالحق لتحريك المسلمين لنصرة إخوانهم نصرةً  حقيقية بما يستطيعون، ولا مُسرعةً بإذاعة الفتاوى التي تُبيّن للمسلمين واجب ومقتضيات الأخوّة! خلافاً لما يظهر منها عندما يتعرض أصحاب النفوذ عندما يُمسُّون بأدنى انتقاد أو عندما يملون عليهم إصدار فتاوى تحريف الإسلام أو إخفاء ما يُزعجهم منه! فإنا لله وإنا إليه راجعون.

أخي جاوز الظلمون المدى           فحقَّ الجهادُ وحقَّ الفِدى

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين