وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً

 

 

 

الأمن هنا لا يرتبط معناه بشيء مما نشرته الدول المستبدة حين عكست مفهوم الكلمة في الأذهان، وربطتها بأجهزة القمع والإرهاب الخاصة بالدولة.. والتي تتخصص بالتعذيب وقمع الحريات..

الأمن.. هو السكينة المطلقة للنفس.. روحٌ مستقرّة قادرة على مواجهة الظروف الصّعبة، واجتياز الأزمات القاهرة..

الأمن.. روح من التفاهم تسري بين البشر، لا يطغى فيها أحد على أحد، ولا يظلم فيها أحدٌ أحداً..

ولا حق لأحد أن يبسط سلطته على الأفكار، ولا يُحجّمها، ولا يُرغم الآخرين على الإيمان بها إن كانت تخالف قناعاتهم....

الأمن.. حبٌّ موسوم بصفة الخير، أو لغة فريدة من لغاته، تفتح آفاق العقل ليتبصّر، وينتج، ويُنجز...

مهما كانت العقبات والصّعاب...

الأمن.. صلحٌ مع النّفس، ينعكسُ صلحاً مع الله، وأثراً طيباً بين الناس..

الأمن.. إنسان أقسم أن يتعلّم في مدرسة الحياة إلى الأبد..

الأمن.. طفلة تعانق دميتها بهدوء دون أن تلاحقها كوابيس أسرة مشتتة، أو مشهد وطن منتهك، أو آلام قلب لعاطفة مفقودة..

الأمن.. فكرة تنطلق، لتبني وتنهض وتعمر.. دون أن تلاحقها الدوريات.. دون أن تُستدعى للتحقيق، دون أن تقضي في أقبية التعذيب..

الأمن.. أيد تتكاتف، لأنها تعلمت دروس الماضي أن لا نجاة إلا برصّ الصّفوف وتوحيدها، والتوجه للقبلة..

إن شجرة غرسناها ورعتها عين الله لابد ستثمر.. مادمنا نسقيها معاً.

ما دمنا نفهم بعضنا، ونتبادل الأفكار والأحلام والمشاعر والطموح.

الأمن.. بيئة صالحة للإنتاج تختفي فيها كل أدوات الظلم..

وقيمة التعامل الرئيسية هي الرّحمة.. " رحماء بينهم" .

" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.." .

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين