أين الحلم من الحقيقة ؟ - هون عليك يا أخي...
أين الحلم من الحقيقة ؟
هوِّن عليك يا أخي...
فإنها ليست بأيدينا(طاسة الجان) وهي التي تنسب لها الخرافات أنها تبدِّل وتُغيرِّ، تبعاً لآمالك ورغائبك.
هوِّن عليك...فما باليد حيلة مع العجز، وما كانت بأيدينا يوماً تلك (العصا السحرية) التي تُضرب فتطيع، وتؤمر فتنفذ.
هوِّن عليك...فإننا في الواقع لا نفترش(بساط الريح)، ولن يحملنا إلى بلاد الأماني والمسرات والمفاجآت..
هوِّن عليك فإننا اليوم لم نعد نرى الأشياء من خلال صندوق العجائب، و (تعال تفرج يا سلام)..!
نعم لك أن تتمنى وتحلم، وتتخيل وتخطط، ولكنك لن تُنصر بالأماني، ولن تغير الأحلام من واقعك إلا ما خطوت لأجل تغييره.
لكن..ماذا لو كانت كل عدتنا الأحلام والكلام والأماني، وبالرغم أن الأحلام نعمة إلا أنها ستكون عكس ذلك لو أننا لم نستثمر الحلم الجميل من أجل تغيير واقعٍ سيئ.
ولعل الأماني تحمِّل الإنسان ثقلها، وترسم له دربها، وتحفزه إلى غايتها، لكنها في الوقت ذاته قد تنقلب عليه فتصبح مرضاً من أمراضه، وعلةً من علله، إذا لم يعاجل خطوه بالسير إلى تحقيقها مهما كانت غاليةً عزيزةً.
إن الناس اليوم يحلمون في صحوهم، ثم ينامون سعياً لتحقيق أحلام اليقظة حتى أنهم سرعان ما يصدِّقون ما حلموا به يقظةً ومناماً.
وهكذا تمضي أجيالٌ تزرع الرمل وتحصد الريح ولا تجني إلا الشوك تحسبه عنباً.
رفاه أحمد مهندس
12/شعبان/1427
 
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين