النشأة الصالحة وأثرها في الاستقامة - أثر مراقبة الله عزوجل

قام أبو زيد البسطامي ‏يتهجد الليل، فرأى طفله الصغير يقوم بجواره فأشفق عليه لصغر سنه  من برد الليل و‏مشقة السهر.
‏فقال له: ارقد يا بني فأمامك ليل طويل
‏فقال له الولد: ‏فما بالك أنت قد قمت؟
‏فقال: يا بني قد طلب مني أن أقوم له
قال ‏الغلام: لقد حفظت فيما أنزل الله في كتابه: " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي ‏الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك" فمن هؤلاء الذين قاموا مع النبي صلى الله ‏عليه وآله وسلم؟
‏فقال الأب: إنهم أصحابه.
‏فقال الغلام :فلا تحرمني من ‏شرف صحبتك في طاعة الله، فقال أبوه وقد تملكته الدهشة: يا بني أنت طفل و لم تبلغ ‏الحلم بعد!!
فقال الغلام: يا أبت إني أرى أمي وهي توقد النار تبدأ ‏بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال إن ‏أهملنا في طاعته
‏فانتفض أبوه من خشية الله وقال: قم يا بني فأنت أولى ‏بالله من أبيك
فسبحان الله مغير الاحوال...
 اليوم أطفالنا في بعد عن الله بسبب ‏الآباء المهملين الذين يعتذرون لهم دائما بأنهم صغار،  من شب على شيء شاب عليه.. فأنشئوا أطفالكم وإخوانكم  شباب المستقبل على طاعة الله فهو أصلح لهم ولكم، فهم الصدقة الجارية التي تدعو لكم
حاسبوا أنفسكم ‏قبل أن تحاسبوا واحفظوا أنفسكم ومن تعولون يرحمكم الله ويدخلكم جناته ونعيمه الدائم   .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين