المخطوطات الإسلامية في المكتبة الوقفية - دورة فهرسة المخطوطات
دورة فهرسة المخطوطات

استوعبت المخطوطات الاسلامية عبر التاريخ تراث المسلمين في شتى بقاع الارض وفي مختلف مجالات المعرفة البشرية وشكلت الوعاء الذي احتوى عصارة فكرهم وخلاصة تجاربهم وثمرات عقولهم على مر العصور.
وتحتوى المكتبة الوقفية بحلب التي تأسست عام 1345 هجرية في مقر المدرسة الشرفية الشافعية اكثر من 10 آلاف كتاب بين مخطوط ومطبوع تم جمعها من عدة مكتبات في مدينة حلب ويتم العمل حاليا على ترميم وفهرسة هذه المخطوطات بالتعاون مع مؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي في لندن ومكتبة الاسكندرية بالقاهرة ومركز جمعية الماجد بدبي لحفظ هذه الكنوز المعرفية وتصويرها وصيانتها واتاحتها للباحثين لدراستها ونشرها كونها تمثل جزءا عزيزا من وجدان الامة الاسلامية وعنصرا هاما من مقومات وجودها.

وافاد الدكتور محمود المصري مدير المكتبة انه تم خلال العام الحالي اقامة دورة لترميم المخطوطات تم خلالها تاهيل عشرين فنيا من مديرية الاوقاف والجامعة ومديرية الثقافة بحلب وهم يقومون حاليا بترميم المصاحف المخطوطة النادرة الموجودة في المكتبة الوقفية ومنها عشرة مصاحف تعود لعصور مختلفة كالمملوكي والعثماني وثبت على هامشها القراءات العشر حيث انتقلت عن طريق الصحابة ومنها مصحف يعود إلى العصر المملوكي قياسه 50 ضرب 70 سم ومنها مصاحف تعود إلى القرن السادس الهجري اضافة لمخطوط نادر يوجد منه اثنان في العالم الاسلامي واحد في القاهرة والثاني في مدينة حلب..
واضاف الدكتور المصري ان دورة فهرسة المخطوطات التي تم من خلالها تاهيل كادر للقيام بفهرسة مخطوطات المكتبة الوقفية ومعهد التراث بجامعة حلب ومخطوطات مجمع اللغة العربية بدمشق تقام للمرة الاولى في مدينة حلب بعد اقامتها في القاهرة واستنبول ولندن والمغرب وماليزيا بالتعاون مع مؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي بلندن وبمشاركة 14 محاضرا مختصا من تونس والمغرب والعراق ومصر وسورية و 35 متدربا من سورية ولبنان والاردن والعراق حيث تعرفوا على مناهج الفهرسة المختلفة في اوروبا والعالم الاسلامي والفروق بينهما اضافة لتطبيق عملي على نماذج المخطوطات من خلال تخريجها بكافة عناصرها المكونة على بطاقة نموذجية.
وسيتم عرض هذه المخطوطات النادرة بعد الانتهاء من عمليتي الترميم والفهرسة في المتحف الخاص التابع للمكتبة في مقرها الجديد الذي سيتحول قريبا إلى الصالات المستحدثة شمال الجامع الكبير والتي تمتد على مساحة قدرها 1500 م وبتكلفة بلغت 55 مليون ليرة سورية ويتضمن المتحف قاعة موتمرات ومكتبة تنفذ وفق نمط شرقي قوامه فنون الخط العربي.
وبين مدير المكتبة ان هناك عدة مشاريع في المراكز التابعة للمكتبة منها اقامة مركز للوثائق والمخطوطات في مقر المدرسة الشرقية بتكلفة قدرها 5ر13 مليون ليرة ومتحف تاريخي خاص بمدينة حلب خلال الفترة العثمانية في مقر المدرسة الاحمدية يتضمن معلومات تعرض بطريقة نصية تحوي صور وافلام فيديو ولوحات ورسوم تؤرخ للفترة العثمانية في مدينة حلب وتبلغ تكلفته 20 مليون ليرة ويقام هذان المشروعان ضمن برنامج التعاون السوري التركي.
ويقام ايضا مركز للخطوط والزخارف الاسلامية في المدرسة الحلوية ومتحف للسجاد في تكية اصلان داده بعد الانتهاء من ترميمها اضافة إلى وحدة لترميم المخطوطات بالتعاون مع مركز الماجد بدبي.
ويرى الدكتور ايمن فؤاد السيد خبير المخطوطات في المعهد العلمي الفرنسي للاثار بالقاهرة والمحاضر في دورة الفهرسة ان عملية انقاذ المخطوطات الاسلامية واجب اخلاقي اضافة لكونه مهمة عاجلة في ظل التقلبات الاجتماعية والصراعات السياسية من خلال عمليتي الترميم والفهرسة التي تمثل ذاكرة الامة
وسر هويتها التي تصمد في زمن العولمة الذي يحاول التهام كل خصوصية وتفرد.
 اعداد:حنان جنيكة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين