مواصفات المسلم الوسطي - المسلم الوسطي

مواصفات المسلم الوسطي


بقلم د. صلاح الخالدي

في غمرة الحديث عن «الوسطية» التي هي «موضة» هذه الأيام، نتوقف قليلاً، لنتذكر ونستذكر، ونتعرف على المواصفات الإسلامية للمسلم المعاصر «الوسطي»، والصفات الأساسية التي طالبه الإسلام بالاتصاف بها، فمن هو «المسلم الوسطي» وفق المواصفات والمقاييس الإسلامية؟ وما هي الخطوط الأساسية التي استقرت في شخصيته «الوسطية»؟
المسلم الوسطي الناجح الفائز، الحاصل على رضوان الله وجنته ونعيمه هو:
1- الذي جعل مرجعه الأول الكتاب والسنة، فانطلق منهما في تحديد تصوره وفكره، وعلمه وثقافته، وهدفه وغايته، ووظيفته ومهمته ورسالته.
2- الذي يحسن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والالتزام بسيرته، والاهتداء بهديه، ويسير على طريقه في العبادة والدعوة والذكر والسلوك.
3- الذي يلتزم التزاماً عملياً جاداً في عبادته وصلته بالله، فهو يؤدي الفرائض والواجبات، ويحرص على السنن والمندوبات ويكثر من النوافل والمستحبات.
4- الذي يقف عند شرع الله، فيترك كل ما حرمه الله عليه، ولا يفعل ما كرهه الله له، وإذا غفل وأخطأ سارع بالتوبة والاستغفار، وتجديد العهد مع الله.
5- الذي يعرف الرجال بالحق، ويزنهم بميزان الحق، فكل من وافق الكتاب والسنة وافقه وأيده، وأخذ برأيه، وكل من خالف الكتاب والسنة جانبه وترك رأيه.
6- الذي ينظر للإسلاميين الدعاة والمسلمين الملتزمين نظرة إيجابية حتى لو خالفهم في بعض آرائهم فيحبهم ويتولاهم، ويعطيهم حقوقهم التي أوجبها الله لهم، ولا يسيء النظرة إليهم، ولا يستبيح غيبتهم، ولا يقع فيهم ولا يتآمر عليهم.
7- الذي يقوم بواجب الدعوة إلى الله، ويعتبره هو المعلم البارز في حياته ومهمته، ويلتزم في هذا الأداء بالتوجيهات الدعوية الواردة في الكتاب والسنة.
8- الذي ينشط مع الآخرين، ويجعل صلته بهم تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والنصيحة المشفقة.
9- الذي ينحاز إلى المضطهدين والمظلومين، ويتبنى قضايا الشعوب، ويدعو إلى الحرية، وإعطاء الحقوق لأصحابها.
10- الذي يقف أمام الظالمين، ينكر عليهم ظلمهم، ويحصن المجتمع من المنحرفين والمفسدين والمجرمين، ويدافع عن موارد الأمة، ويتبنى قضاياها.
11- الذي يجاهد أعداء الله، ويواجههم ويحذر أبناء أمته من مكائدهم، ويصون الأوطان والبلدان والموارد من أطماعهم.
12- الذي يطبق حقائق الإسلام في الولاء والبراء والمفاصلة، ففي الوقت الذي يوالي فيه إخوانه العابدين الصالحين، يفاصل الظالمين، ويتبرأ من الأعداء والمجرمين.
من اتصف بهذه الصفات فهو المسلم الوسطي، الذي تمثلت فيه الوسطية الإسلامية على حقيقتها، بدون غلو ولا مبالغة، ولا إفراط ولا تفريط!!
اللهم أحيني داعية وسطياً، وأمتني عابداً وسطياً واحشرني في زمرة المسلمين الوسطيين!!.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين