يا شباب - أيها الشباب
 
يَا شَبَاب
 
أيها الشباب:
يا من تبنى الأمم والحضارات على أيديكم، صنعتم أمجاد الشعوب البائدة واليوم يُنظر إليكم على أنكم المستقبل الواعد.
فيكم ثروات لا توجد في غيركم في أي مرحلة من مراحل العمركان، ولكم احتياجات لا يحتاجها أحد كاحتياجكم إليها، ومع أنكم من أعظم الثروات فإنكم لم تأخذوا دوركم في كثير من المجتمعات.
 
أيها الشباب:
صديقكم ومحبّكم قد يكون جاهلاً بحقيقتكم لذا لا ينفعكم، وأما عدوكم فإنه يعلم أن الأمل بكم ويعلم ما يصلح لكم وما يسوؤكم، ولعداوته وشدة بغضه لأمتكم ومجتمعاتكم فإنه يصَوِّب سهامه إلى مقتل، وأخطر مكان تصاب الأمم فيه وتكون بسببه عرضة للهزيمة، هو الشباب فإن سلموا سلمت أمتهم، وإن انحلوا وذابوا ذابت أمهم وزالت.
 
أيها الشباب:
نعلم ظروفكم القاهرة فأوضاعكم لا تحسدون عليها. فيكم الأثرياء وأصحاب الثروات نعم، ولكن كثيراً من هؤلاء يعانون من أمور تنوء الجبال بحملها، إذ الأموال ليست كل شيء، كثير منكم فتحت له أبواب الدراسة وهو صاحب قدرات وجهود عجيبة ولكن ما إن تخرج حتى اصطدم طموحه بجبل البطالة فتكسر حلمه على صخرة اليأس.
 
أيها الشباب:
الآمال المعقودة عليكم تستدعي أكثر من لقاء وأبعد من كلمة، وما ينبغي فعله الآن كإجراء سريع هو أن نتعاهد على: أن نعرف وزننا في المجتمع وخطورة أن نتخلى عن رسالتنا فيه، وأن نقف بوجه أي نوع من الحروب الإفسادية والإغرائية والبطالة وضياع الهدف والمواجهة وفساد المناهج العصرية في حضارة التفلت وغياب الهوية، أن نقف أمام هذا كله وِقفة الشاب الواثق بنفسه المعتز بتاريخ أجداده الراسم لمعالم مستقبله المنير.
وإلى اللقاء.
المصدر: المنتدى الإسلامي ـ جمعية الاتحاد الإسلامي

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين