في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم

ينبغي أن نتذاكر سيرته وأخلاقه وأحاديثه صلى الله عليه وسلم...، فقد أرسله الله تعالى كافة للناس وكمله خلقا وخُلُقا ليكون مثالاً في كل شيء :

 

فهو قدوة وهو أب وهو زوج وهو قائد وهو إمام وهو صاحب وهو قاض وهو معلم .... صلى الله عليه وسلم.....

 

ولكن ما أحوجنا ونحن في هذه الظروف أن نتذاكر من سيرته ابتلاء الله له - بأبي هو وأمي - في سبيل الدعوة وإقامة دين الله، حتى قال الله تعالى له: (فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل)، فصار سيد أولي العزم من الرسل،... وما أحوجنا ونحن في هذه الظروف أن نستذكر ثباته في غزوة حنين لما هرب المسلمون وظهر عليهم عدوهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناديهم ثم أنزل الله في سياق ذلك قوله (( ولكم في رسول الله أسوة حسنة)).

وما أحوجنا ونحن في هذه الظروف أن نستذكر رحمته صلى الله عليه وسلم وهو الذي وصفه رب العالمين بقوله: ((بالمؤمنين رؤوف رحيم)) ، فكان لا يشبع قبل أصحابه رحمة بهم، وكان حريصا على دماء أصحابه صلى الله عليه وسلم، ولما قتل أسامة بن زيد رضي الله عنه رجلا في معركة وقد نطق بالشهادتين غضب صلى الله عليه وسلم ، فتعلل أسامة رضي الله عنه لفعله بأن الرجل قالها تقية وخوفا من السيف، فقال صلى الله عليه وسلم (أفلا شققت عن قلبه)، ليكون ذلك من بيان رحمة نبي الإسلام بالخلق تحقيقا لقوله تعالى ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين))، ولنعلم أن كل من يخالف هذا المنهج فليس له نصيب ولا سهم في أخلاق سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم.

 

وما أحوجنا ونحن في هذه الظروف أن نجعل عنوان هذه الذكرى ((ولكم في رسول الله أسوة حسنة)) لتكون يقظتنا لأجل العودة إلى منبع السعادة والفلاح والنصر .... رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين